القمة
العربية
زهير
سالم*
انعقاد القمة العربية، بحد
ذاته إنجاز. إنجاز يستحق
الإشادة والمباركة والتأييد.
قال أحد أصحاب البصيرة عشية أحد
مؤتمرات القمة: غداً يجتمعون
علينا!! فأجابهم الأبصر: ويحك
دعهم يجتمعون ولو علينا!!
نعم نريد لقادة هذه الأمة أن
يجتمعوا، ونتمنى أن تكون
الاجتماعات أقل /برتوكولية/
وأقل تحضيراً، وأقل بيانات،
وأقل توافقات. نريدهم أن يلتقوا
كما رواد المضافة أو الديوانية
أو (أوضة المختار) وأن يتكلم كل
واحد على سجيته، وأن يسمع
ويستمع إلى صاحبه بروية وهدوء.
نريدهم أن يبلوروا بوضوح على
ماذا يختلفون؟ غير أشخاصهم، قبل
أن يتحدثوا عما يتفقون، لأننا
لا نريد توافقات أو اتفاقات
إعلامية. نريد أن نستمع
إلى الحقائق التي تفرقنا
وتقطع ما بيننا من وشائج
وأواصر، وتجعلنا لقمة وسُبة. إن
كان في شيء مما يختلفون عليه
مصلحتنا نحن المجتمعات فكل
مصلحة إلى جانب توحدنا تهون.
نريد أن نستمع إلى مبادرات
حقيقة على مستوى الأمة تشعل لنا
شمعة في نهاية النفق المظلم
نعشو إليها، ونتعلق بها فقد
مللنا الكلام المنمق المعسول
والرغاء الذي لا طائل تحته.
نعم نبارك القمة العربية،
ونعتبرها إنجازاً ونريدها
بوابة للقاء في المضمار القومي
والمضمار الحضاري. نريدها
مهمازاً يفجر طاقات الأمة ويوظف
قدراتها، ويظهر ما فيها من
خيرية وإيجابية ورحمة وإنسانية
بعد أن غطت سجف الظلم على
حقيقتها وكدرت تخبطات
المتخبطين نبعها الرقراق
وموردها السلسبيل.
ليستحضر كل واحد من القادة
عندما يلتقون انتماءه إلى
العقيدة والحضارة والرحم.
وليتذكر كل واحد منهم أي خير في
هذا العالم يمثل، ثم ليضع يده في
يد أخيه ليتفكر كيف يقتحم بهذه
الأمة عقبة الخمول والجمود
والجهل والتخلف. كيف يقفز بها
كما قفز بها سابقون إلى ساحة
الوجود الحق، والحضور الفاعل
لتؤدي دورها الإنساني في نشر
الرسالة الرحمة بين الناس. نحب
أن يكون اللقاء العربي في أعلى
الهرم لقاء إنسانياً أخوياً.
ونظن أنه إذا كان كذلك فستكون
هذه القمة العربية الأولى في
تاريخ العرب الحديث.
*مدير
مركز الشرق العربي
----------------------
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
26/03/2006
|