ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 27/03/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

  ـ مجتمع الشريعة

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الدكتور يحيى العريضي

عود على بدء

زهير سالم*

في أكثر من مقام حرص الدكتور يحيى العريضي على التأكيد أنه لا يتكلم كممثل للنظام. وأنا هنا سأخط هذه الأسطر أيضا بوصفي مواطناً سورياً ليس غير. وأعتقد أن هذا الوصف (مواطن سوري) مما لا ينبغي أن يكون عرضة للمجاحدة، وإن كنت قد قرأت وأنا أتصفح بعض المواقع السورية على الانترنت مقالاً يقول صاحبه (ليسوا إخواناً.. ولا مسلمين.. ولا سوريين) اعتبرت العنوان من سوانح القلم التي تذهب أحياناً بالكاتب حيث لا يريد.

لقد تابعت بالأمس اللقاء الجاد الذي أداره العزيز غسان بن جدو على قناة الجزيرة. مع فضيلة الأستاذ علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، والذي شارك فيه بشكل أساسي الدكتور يحيى العريضي بهدوئه ودماثته ونزعته الأكاديمية في اختيار الألفاظ وتحديد المواقف. فهو، وإن تعاطى العمل السياسي أو الإعلامي، يمتلك نزوعاً داخلياً للاحتفاظ بروح الأكاديمي الدقيق.

في قراءتي السياسية المتواضعة للقاء الأمس، أعتبر الموافقة على اللقاء أو المشاركة رسالة، واختيار المشارك رسالة ثانية، وأداء هذا المشارك رسالة ثالثة، وزمان ومكان اللقاء رسالة رابعة.

وسأقول إن الرسائل جميعاً قد وصلت، وربما يكون ما فيها من إيحاء أو إيماء موضع ترجمة واجتهاد، وأخذ ورد، وقبول ورفض. أعود لأؤكد أنني أكتب بوصفي مواطناً سورياً تابع المشهد ليس غير.

وليسمح لي الدكتور يحيى أن أرد أيضاً ببعض الرسائل المساعدة على تشخيص الحقائق، وتوضيح المغلقات حول معضلة في الفهم والتفهم تلف الموقف العام من طرف واحد. 

أولاً يبدو أن جسر (الويل) الذي يربط الخلي بالشجي في قول العرب (ويل للشجي من الخلي) يستحيل العبور عليه. فثمة تجسدات للمعاناة على الساحة الوطنية تُستقبل بالتجاهل واللامبالاة!! ولا يُقرأ هذا الموقف إلا على أنه حالة من حالات التردي النفسي، تتمثل في نهمة من التلذذ بعذابات الاخرين لا حدود لها!! هل هو عجز عن الاحاطة بحجم المعاناة فعلاً؟! أم أنه تكريس مقصود لكراهية تستثمر في الوقت المعلوم!!  لا أريد أن أفتح ملفات المعاناة حتى لا أدخل في التكرار الذي مله الأصدقاء قبل الخصوم.

ينضاف إلى تجاهل معاناة الاخرين موات الإحساس بالزمن، بالشمس تشرق وتغرب، وبأن خارج الكهف الذي حبس القوم أنفسهم فيه عالماً حياً . فهل يقبل الدكتور يحيى أن يكون حادينا في القرن الحادي والعشرين ، العصر الذي تجسدت فيه الإشارة القرآنية (...أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك..)، صوت فيروز (يا عيني على العربيات.. وعلى أيام العربيات) جميلة أغنية فيروز لرومانسي متسكع، وليس لرئيس دولة يريد أن يدفع بلده في مضمار النهوض!!

ومع هذا و ذاك، تبقى ثالثة الأثافي في العجز عن استيعاب المتغيرات والمتقتضيات، والعجز عن الاحتساب الدقيق للموقف. يتجسد هذا العجز للآخر  في صورة من اللامبالاة والغرور يقودانه إلى النقطة الأبعد.

في حديث جانبي يوم اللقاء مع الدكتور يحيى على قناة المستقلة جهد الدكتور يحيى للتأكيد على البعد العلمي والحداثي في شخصية الرئيس!! ويؤسفنا أن نؤكد هنا أن غياب هذا البعد، في تقديرنا، هو السبب الأساس للبلاء الذي نعيشه أجمعون. فالروح العلمية، والموقف الحداثي من العالم، ومن الآخرين لا يمكن أن تترك بلداً بأسره ست سنوات من امتلاك المقاليد في دوامات من الحيرة والاضطراب والذهاب أيدي سبا في بيداء التفسير أو التبرير.

اعتبرت اختيار القناة التي تم عليها اللقاء رسالة ، ويمكنني أن أقرأ هذه الرسالة في أكثر من اتجاه؛ ولكنني سأفترض أن الدكتور يحيى بما لمست فيه من روح علمية، كان هو صاحب القرار في اختيار قناة اللقاء، لا أشك أبداً أنه كان سيختار قناة أخرى غير الفضائية السورية . كان صاحب عقلية علمية سيفتح أبواب الفضائية السورية لاستقبال الصوت المعارض، ولو عن بعد وفي هذه المرحلة بالذات. لأن العقلية العلمية تقر أن هذه القناة (الفضائية السورية)، ليست إرثاً شخصياً أو حزبياً أو سلطوياً، وإنما هي لكل أبناء الوطن. ولأن العقل الحداثي يعترف عندما يمسك بالسلطة أن المعارضة هي النقيض الذي يمنح وجوده مغزاه. وبين جدلية هيغل أو على أساس سنة التدافع الربانية تتقدم دائماً في المجتمعات خطوات التغيير.

لقد حاولت المعارضة السورية بكل أطيافها جاهدة أن تعطي صاحب القرار الفرصة للإصلاح، وراهنت اكثر من خمس سنوات على البعد العلمي والحداثي والعمري في شخصية المسؤول ، ولكنها   وصلت جميعاً إلى حقيقة تؤكد: ليس في سورية عجز عن الإصلاح فقط؛ وإنما ليس هناك إرادة للإصلاح أصلاً. والمطالبة بالانتظار ستردنا حتماً إلى حقيقة موت الاحساس بمعاناة الآخرين وفقدان الإحساس بالزمن الذي يتفلت من عمر الوطن والمجتمع قبل أن يتفلت من أعمار الأفراد القابعين خلف القضبان أوالمحتجزين في دوامة الشلل العام التي ينجزها ببراعة الاستبداد والفساد.

لقد قرأ رجال المعارضة السورية على اختلاف التوجهات هذه الحقائق، وقرروا بإلاجماع الانتقال من المطالبة بالإصلاح إلى المطالبة بالتغيير. لا أظن أن هذه النخبة من رجال الوطن لا تحسن القراءة؛ وإن كان ثمة خطأ فسببه أن البعض لا يحسنون الكتابة.

*مدير مركز الشرق العربي  

----------------------

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

27/03/2006

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ