ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 30/03/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

  ـ مجتمع الشريعة

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


محطات في حديث بشار الأسد

إلى شبكة بي.بي.اس التلفزيونية

زهير سالم*

في حديث بشار الأسد إلى شبكة بي.بي.اس التلفزيونية الأمريكية والذي أجراه معه الصحفي تشارلي روز.. محطات كثيرة جديرة بالتأمل نضعها بين يدي شعبنا في سورية لأن بعضها يشكل في لغة السياسة الوجه الآخر للحقيقة المقموعة في دمشق.

 

المحطة الأولى

اعتراف

بلدنا يسير إلى المزيد من التطرف والمزيد من الإرهاب!!

 

بعد سنوات من حكمه، يعترف بشار الأسد بأن الأمور في بلدنا تسير إلى (المزيد من التطرف والمزيد من الإرهاب والقليل من فرص العمل للناس العاديين.. هذا يعني اقتصاداً أسوأ الآن وفي المستقبل). وقبل أن نسأل من المسؤول عن هذا؟!

يجيبنا الأسد: هذا لا يعني أن نلقي باللوم على الآخرين. هناك دور نلعبه وسنقوم بلعب دورنا ـ طبعاً الدور الذي قاد البلد إلى الوضع الذي تحدث عنه (الرئيس) المزيد من التطرف والمزيد من الإرهاب والقليل من فرص العمل.

ولكي يخفف الأسد من مسؤوليته يقول: عندما تقود السيارة، هناك من يشاركك هذه السيارة!! بالطبع من السهل جداً تحميل مسؤولية الوقوع في المطبات أو الانزلاق إلى الهاوية لركاب الصفوف الخلفية لا للسائق الحصيف.

 

المحطة الثانية

تهديد

 

في محطة أخرى يلوح الرئيس الأسد إلى أن حرباً أهلية في العراق لن تمتد إلى سورية ولبنان فقط، وإنما إلى آسيا الوسطى (!!) ودول الخليج والشرق الأوسط لأن لدينا نفس النسيج الاجتماعي!!

ونحن لا نظن أن الصحفي كان على صواب عندما اقترح أن تمتد الحرب الأهلية إلى سورية وإيران.

وفي رأينا السياسي المجرد أنه لا سورية ولا إيران مرشحتان لحرب أهلية. على نفس المنطق الذي يتحرك الآن في العراق. في إيران أغلبية سائدة وفي سورية أغلبية متعقلة. إن القول بأننا في سورية وفي إيران وفي آسيا الوسطى وفي دول الخليج العربي لدينا نفس النسيج الاجتماعي قول غير دقيق. والتلويح بالحرب الأهلية الذي يأخذ صفة التهديد في هذه الأقطار ليس سياسياً. الحرب الأهلية ممكنة حيث تتواجد قوى متكافئة. فشرذمة العراق بالطريقة التي تمت، وكذا الوضع في لبنان يمكن أن يكون ساحة لمثل هذا.. أما سورية بسوادها العام، وإن كانت محكومة بأقلية، فهي غير مرشحة لحرب أهلية ولن تكون بإذن الله. وكذا العربية السعودية ودول الخليج.

نظن أن الإشارة للحرب الأهلية والفوضى أصبحت إحدى الفزاعات التي يعمل عليها المستبدون في المنطقة. والتي يهدد بها بعض الحكام جيرانهم. إن إثارة الأقليات المذهبية أو العرقية لزعزعة الأمن والاستقرار هو منهج قديم استعملته الدول الاستعمارية يوماً لتفتيت الدولة العثمانية.

كانت الحكمة تقتضي أن يُعزى ما يجري في العراق إلى الاحتلال وتداعياته. لا إلى نسيجنا الاجتماعي. إن اعتبار هذا النسيج قنبلة موقوتة نهدد بها الآخرين ينم عن خلفية لا نحب البوح بها.

 

المحطة الثالثة

المدهش في سورية!!

 

يسأل الصحفي الرئيسَ: (ما هو أكثر شيء أدهشكم في سورية..)

يجيب السيد الرئيس: (أكثر الأمور التي أدهشتني هي أنه كيف تمتلك الدول المتقدمة، وخصوصاً الولايات المتحدة هذه التكنولوجيا العالية التي يستخدمونها من أجل استقبال وإرسال المعلومات.. هذا من جانب، من جانب آخر كم من المعلومات لديهم لكن كم من المعرفة يحتاجون..)

تأمل علاقة الجواب بالسؤال ودون تعليق.

 

المحطة الرابعة

جواب خطير..

 

يتساءل الصحفي في حديثه عن المجتمع السوري: (في حقيقة الأمر هذا مجتمع متنوع جداً ويضم مختلف المعتقدات المتنوعة).

الجواب: وأيضاً طوائف وأدياناً؟!

فأي حقيقة في هذا الجواب؟ وفي أي اتجاه يراد استثمار الانطباع الذي يخلفه.

هل حقاً سورية بهذا الحجم من الفسيفسائية؟! هل نحن أعراق وأجناس وملل ونحل وطوائف وأديان. لألاتنمتبنكمييأليس لمجتمعنا هوية غالبة: هوية قومية؟ وهوية دينية؟ وهوية مذهبية؟ كم دين في سورية حتى نقول (طوائف وأدياناً). بل كم دين في الوطن العربي أجمع. هل هناك في حقيقة الأمر غير الديانة الإسلامية السائدة والديانة المسيحية المجاورة؟! اتجاه في الأجوبة يثير الحيرة والقلق، ويجعلنا نتساءل مرة أخرى: في أي ميدان يراد توظيف هذه الانطباعات؟!

 

المحطة الخامسة

تعاون استخباراتي!!

 

الاعتراف الأخطر في المقابلة يأتي في إطار الحديث عن الإرهاب.

ويبدأ الصحفي بالإشادة بتعاون سورية مع الإدارة الأمريكية (استخباراتياً) بعد أحداث 11/9. وكيف أن سورية وضعت خبرتها في حرب الإخوان المسلمين في خدمة الأمريكيين وإلى جانب الخبرة كان هناك تبادل معلومات مع وكالة الاستخبارات.. الخ

يقر الرئيس بكل ما يورده الصحفي، ويقول الرئيس وبعد أحداث 11/9 قلنا لنتحرك لذلك نحن بدأنا هذا التعاون وقلنا لهم (قلت لأحد المسؤولين في وكالة الاستخبارات الأمريكية لديك المعلومات لكن نحن لدينا المعرفة لأننا هزمناهم..)

أما فهمي المتواضع فأعجز من أن يفسر كيف يلتقي رمز السيادة في الدولة ـ الذي يرفض الآن بهذه الذريعة اللقاء مع لجنة عدلية ـ مع مسؤول في وكالة الاستخبارات لدولة أخرى. دولة قوية نافذة. سأترك فهم هذا للقارئ العادي فقد يكون أقدر أو أجرأ على تصور الأفق الذي ترسمه العبارة.

ولكن الأهم من ذلك أن يفهم القارئ لماذا توقف هذا الدور المريب تقديم المعلومة والخبرة الذي اصطلح الرئيس على تسميته بالمعرفة.

يقول السيد الرئيس معللاً (.. لا يمكن أن يكون تعاون جيد وطبيعي ومتطور بين الاستخبارات ولديك في نفس الوقت عداوة في المجال السياسي.. لذلك فإما أن تكون لدينا علاقات طبيعية على جميع المستويات أو نوقف هذا التعاون).

يبدو أن هذه هي الصفقة التي يتحدث عنها الجميع والتي طالما أكدت سورية عليها. حاول الرئيس أن يعقدها مباشرة مع أحد رجالات الاستخبارات ولكنه فشل..!!

وبعد الفشل..

يمعن الصحفي في السؤال.. فمعن الجواب في التنازل.

الصحفي: ماذا أردتم أن يقدموا لكم مقابل تبادل المعلومات والمعرفة ولم يفعلوا..؟!

الرئيس الأسد: ألا يكونوا ضدنا على الأقل. نحن لا نريد أي شيء منهم ألا يكونوا ضد سورية.

والمعلوم الذي ليس بحاجة إلى شرح أن الصفقة كانت تعني تقديم المعلومة والمعرفة مقابل السكوت على مجموعة الحكم في دمشق. والمراد من سورية هنا النظام الحاكم ليس غير وليس إلاّ..

ماذا يريد منهم الأمريكيون حقيقة؟ هذا ما لا نستطيع أن نتكهن به ولكن عرض الرئيس على ما يبدو مازال مفتوحاً.

 

المحطة السادسة

لم تهزمونا

فمازالت المآذن تصدح.. والنواقيس تقرع!!

 

إن هؤلاء الذين يحاولون تصوير نسيجنا الاجتماعي شعوباً وقبائل ومللاً ونحلاً وأدياناً وطوائف وإرهابيين أيضاً قد أخفقوا فلم يصدقهم أحد رغم مئات الألوف من الأوراق والملفات التي قدموها اتهاماً لأبناء شعبهم وتحريضاً عليهم!!

أما دعوى (هزمناهم) فهي عريضة على ما يبدو، لم تهزموهم لأنهم مازالوا موجودين. مات حافظ، وبقيت دعوة الإخوان المسلمين وجماعة الإخوان المسلمين. وسيموت بعده الكثيرون وستبقى الدعوة والجماعة.

لم تهزموهم!! لأن المآذن في سورية لا تزال تصدح (الله أكبر) وأبراج الكنائس ماتزال تقرع.. والذي انهزم في سورية هو صاحب مشروع (إن الله والأديان والإسلام والمسيحية دمى محنطة في متاحف التاريخ). الذي انهزم في سورية شعار:

آمنت بالبعث رباً لا شريك له

وبقيت سورية للإيمان والإسلام والمحبة تعمر قلوب الجميع.

(ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون) (سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر).

 

المحطة السابعة

مقاومة

 

كلام جوهري حقيقي يقوله السيد الرئيس: (هناك مقاومة في أي مكان فيه احتلال)؟!

السؤال سيدي الرئيس: (لماذا لا توجد مقاومة في سورية وعلى حدود الجولان.. أم أنكم لا تعتبرون الوجود الصهيوني في الجولان احتلالاً؟!)

 

المحطة الثامنة

قياس جليّ

 

في الحديث عما يدور على أرض فلسطين بين الصهاينة وحماس يقول السيد الرئيس..

(إذا تحدثتَ عن العنف فلنتحدث عن أربعة ألاف فلسطيني قتلوا خلال السنوات الخمس الماضية بينما لم يقتل من الجانب الإسرائيلي سوى بضع مئات لذلك إذا ما أردت الحديث عن العنف وأطلقت على هذا العنف اسم إرهاب تجد أن إسرائيل قتلت من الفلسطينيين أكثر مما قتلوا هم من الإسرائيليين!!)

منطق جميل. ولكن ما رأيكم لو نقلنا هذا المنطق إلى سورية في الثمانينات. فنسبة القتلى بين الفلسطينيين والصهاينة مئات إلى أربعة آلاف. وكانت النسبة في مجتمعنا السوري ألف إلى مئة ألف!!

فارق آخر مهم جداً في المقايسات هو أن ما جرى في سورية على حقيقته كان بين أفراد. وانحازت الدولة مع أفراد ضد أفراد، فحملت  المجتمع كل المجتمع مسؤولية أفراد، ووظفت كل إمكاناتها لخدمة وحماية أفراد آخرين.

الأفراد الذين سيطروا على الدولة حددوا دائرة المعركة وفتحوا النار فيها في كل الاتجاهات استمر القتل في تدمر حتى أواسط الثمانينات والحديث عن العنف والعنف المضاد في سورية مجرد هراء فقد اتخذ بعض الأفراد المسيطرين على الدولة لأنفسهم الذرائع للانتقام من المجتمع كل المجتمع على حد سواء.

قياس جلي لا ينبغي أن يغيب ليبقى للشعب السوري الحب والمودة والإخاء.

 

المحطة التاسعة

اعتراف

الرئيس الأسد هو الذي مدد للحود

 

الصحفي: أخبرني ما الذي حصل في الاجتماع المشهور بينكم وبين الحريري قبل اغتياله؟

الرئيس الأسد: (تحدثنا عن التجديد، وقلنا نحن نعتقد أن التمديد ضروري الآن. فقال ـ  أي الحريري ـ إنه ليس مع ذلك القرار، لكنه مع ذلك سيقف إلى جانب سورية. كان موقفه جيداً جداً. وهذا ما حصل. قلنا له: لا نريد أن نحرجك في هذا الموضوع فلك الحق أن توافق أو تعارض. ولو عارض لما كان من الصعب بالنسبة لسورية أن تقوم بذلك أو اقناع الآخرين بالقيام به).

وهل بعد هذا الاعتراف من التدخل في الشأن اللبناني وتعيين رجل (بعبدا) مباشرة من دمشق من اعتراف؟!

 

المحطة العاشرة

واسعة قليلاً

 

الرئيس الأسد: أولاً لم يحدث في تاريخنا أن قمنا باغتيالات!!              

تعليق (واسعة قليلاً..)

 

المحطة الحادية عشر

الشعب السوري الطاعم الكاسي

 

نظرة الرئيس إلى الشعب السوري نظرة الحطيئة إلى الزبرقان / الطاعم الكاسي/ يوم قال:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها     واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

فشعب سورية، حسب بشار الأسد، لا يتوق إلى الحرية في نفسه، ولا إلى التحرر في أرضه، ولا إلى الانجاز الحضاري الذي يضعه في مصاف الشعوب، هذا هو تصور الرئيس!! وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. وهذا ما قاله الرئيس: (.. أنا لا أخترع الإصلاح. فالإصلاح لدينا يبدأ من التحديات والمشاكل والعقبات والشكاوى الموجودة أمامنا. وإذا جلست مع أي مواطن سوري فإنك ستسمع منه ما يتعلق حول ظروف معيشية أفضل وتأمين المزيد من فرص العمل..!!)

 

المحطة الثانية عشر

اعتراف ثالث

في الشام جوع!!

 

الرئيس: (يجب علينا أن نركز على المجال الاقتصادي أولاً لأنه لا يستطيع الانتظار فالناس جياع لأن هناك فقراً).

إذا كان الناس في بلاد الشام سلة الخير جياعاً، فقاتل الله من أجاعهم وأفقرهم وسرق ثرواتهم وأقام بها الامبراطوريات المالية وعمر بها الحسابات في الدول الأجنبية أو أنفقها على الموائد الخضراء والحمراء!!

 

المحطة الثالثة عشرة والأخيرة

تماماً..

 

الصحفي: وتريدون أن تعودوا للفترة التي كنتم تتبادلون معهم (الأمريكيين) المعلومات الاستخباراتية..

الرئيس الأسد: تماماً..

----------------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

30/03/2006

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ