ـ

ـ

ـ

الأربعاء 05/04/2006

* عبد السلام العجيلي في ذمة الله

* لنقطع ماء الفساد عن شجرته حتى تجف

* رحل محمد الماغوط وبقيت ملايين الجدران

عبد السلام العجيلي

في ذمة الله

في مدينة الرقة رحل عن دنيانا الأربعاء 5/4/2006 شيخ الأدباء السوريين عبد السلام العجيلي.

وببساطة الهواء والماء في مصطاف هارون الرشيد شيع أهالي الرقة ابن مدينتهم الذي آثر جوارهم على كل آفاق الشهرة التي فتحت بين يديه. وآثر أكفهم وحنوهم الفطري على كل ما قد يقدمه أصحاب الرسوم من هالات.

ثمانية وثمانون عاماً وخمسة وأربعون عملاً وحياة مواطن سوري أصيل حافلة بالعطاء والوفاء للعقيدة والأرض والإنسان.

ببساطة رحل العجيلي وببساطة شيع العجيلي، ودفن العجيلي كما خط كل خطوطه على جبهة الزمان ببساطة أيضاً.

العجيلي إنسان وطبيب وقاص وروائي وشاعر وكاتب ومجاهد (يترك البرلمان ليلتحق طبيباً بجيش الإنقاذ مدافعاً عن عروبة فلسطين) وبرلماني (بل أصغر برلماني يلتحق بمجلس النواب) ووزير للثقافة وللصحة وللخارجية أيضاً.

رحل العجيلي (باسماً بين الدموع) وهذا عنوان إحدى مجموعاته القصصية (باسمة بين الدموع)، شأنه شأن جميع القابضين على الجمر في وطنه والقابضات، الباسمين للمحن والتحديات..

رحل العجيلي فله من الله المغفرة والرحمة، ومن بني أمته ووطنه ألسن تلهج بالدعاء والثناء.. ولأهله وذويه أطيب مشاعر العزاء.

وإنا لله وإنا إليه راجعون

       زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي

لنقطع ماء الفساد عن شجرته

حتى تجف

زهير سالم*

مَثَل هذا النظام الفاسد مَثَل الكلمة الخبيثة (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار..)

وأي قرار يكون لنظام قام على الختل والغذر واستلاب السلطة وبث الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد وإذكاء نار العداوة بينهم، وتأليب بعضهم على بعض وإنماء شبكة للفساد ترتضع جهد المواطن المسكين ودمه وعرقه.

أي قرار يكون لشجرة الفساد إن لم ترو بمائه الأسود الآثم؟! شجرة الفساد لا تجتث بالقوانين ولا بالتنظيمات أو التشريعات فقط، وإنما تجتث أصلاً بالإرادة القوية للإنسان. شجرة الفساد تجتث بقطع ماء الفساد عنها حتى تجف. تجتث بالإرادة القوية في الموقف الجمعي لأبناء الوطن برفض التعاطي حسب قانون الفساد والانخراط في آليته المستحكمة التي تدور عليها مسننات نظام الفساد.

تجتث شجرة الفساد ويحبس النفس عن رغباتها بالصبر، ولو إلى حين، عن بعض الحق أو كله حتى يستقيم العود فيستقيم ظله.

تجتث شجرة الفساد بالتسامي فوق قانون الرشوة ـ وهو أحد قوانين الفساد ـ الذي سنه الفاسدون، بالتمرد عليه أخذاً وعطاء. نتمرد عليه أخذاً ـ مع الاضطرار ـ لأننا شعب أصيل يمتلك حساً داخلياً يؤكد معاني الطهر ونظافة اليد والقناعة من ميسور الحياة، والعزوف عن شهوات الاستهلاك المسعور. ونتمرد عليه أخذاً ـ مع الاضطرار ـ ونحن نعلم أن اللصوص يسرقون جهدنا وقوت أبنائنا إذلالاً لنا وإعمالاً لقانونهم الكريه لكي يلوثوا قدر ما يستطيعون النفوس الطيبة. نتمرد عليه أخذاً ـ مع الاضطرار ـ  ونصبر على الضنك، ونطالب المستبد بحقنا الوطني في ثروة وطننا وفي جهدنا الخاص العام حتى ننزل بساحة النظافة والطهر أو نتخلص من شرور الفساد وآثامه.

ونتمرد عليه عطاء.. ستتوقف مصالحنا، وستتضرر مشروعاتنا، وسنجد في وجه حركتنا من العوائق التي يسنها المفسدون ما يشعرنا أننا نخسر الكثير ولكننا نخسر اللحظة لنربح المستقبل النظيف الوضيء لكل أجيالنا القادمة ولنطرد من حياتنا إلى الأبد كل هؤلاء الذين سرقوا الثروة والجهد والعرق وأشاعوا الفقر والجوع والحاجة بين الناس.

نتمرد على قانون الرشوة أخذاً وعطاءً حتى نسقطه ونسقط كل من قام به وقام عليه.

إنها الوصفة السحرية اليسيرة للتخلص من نظام الفساد والإفساد، فالتمرد على نظام الرشوة الذي أصبح ملمحاً يشين وجه سورية الوضاء الأصيل ويشوه سمعتها. هو تمرد على كل أشكال الفساد وأقانيم الاستبداد.

وصفة سحرية بسيطة بأن نقطع ماء الفساد عن شجرته حتى تجف فتكون هشيماً تذروه الرياح.

---------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

05/04/2006

رحل محمد الماغوط

وبقيت ملايين الجدران

رحل محمد الماغوط...

رحل الشاعر و الأديب الذي ناضل طويلاً ضد الجدران وضد الحزن وضد الفساد وضد التجزئة ..

رحل ولم يبلَّ شفتيه  بشرب نخب الوطن الموحد العزيز المكين الذي لا تضيع فيه دماء الشهداء هدراً ولا تسفك فيه دماء الأبرياء عبثاً ولا تهدر فيه الحيوات في اعماق الزنازين بشهوة من مأفون الرأي معدوم الضمير .

رحل ومثله سنرحل ، وستظل المسيرة الدؤوب مستمرة، و لن نيأس ولن نكل ... رحل محمد الماغوط بعد أن خط على جبهة الوطن خطوطًا متلألئة فيها.

 التحية و العرفان لمحمد الماغوط يوم رحيله ولأسرته ولأصدقائه ومحبيه أنبل مشاعر المواساة والعزاء .