جريمة
اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي
وتوقيع
آل كابوني
زهير
سالم*
لا نظن أن
السيناريو الذي أعد لتخرج حادثة
قتل الشيخ معشوق رحمه الله قد
حبك جيداً. ولا نظن أن أحداً من
أبناء شعبنا يصدق الرواية
الرسمية والتي إن صدقت تجعلنا
نلتفت لنطرح السؤال من وجه آخر:
كيف تحولت دمشق الآمنة المستقرة
البهية إلى (تكساس) أو (شيكاغو)
يسرح ويمرح فيها آل كابوني كيف
يشاؤون؟!
في دمشق البهية
يخطف إنسان وسط النهار، إنسان
وليس محفظة جيب، ثم
ينتقل به الخاطفون من دمشق
إلى حلب. في الفيحاء يتم الخطف
وفي الشهباء يتم القتل، وتنقل
الجثة مرة أخرى في البلد الآمن
المستقر من حلب إلى عروس
الفرات، تحت سمع وبصر رجال
الأمن المشغولين عن الأمن
بتعداد الكلمات بل الأحرف التي
قرأها الأستاذ علي العبدالله في
منتدى الأتاسي نيابة عن الأستاذ
علي البيانوني.
لا جرم أن توقيع (آل
كابوني) واضح في جريمة اغتيال
الشيخ معشوق الخزنوي كما كان
واضحاً في جريمة اغتيال رفيق
الحريري، كما هو واضح اليوم في
جريمة اغتيال سمير القصير كما
كان أوضح في حلقات مسلسل طويل لم
يتوقف منذ أربعين عاماً سليم
اللوزي، حسن خالد، صلاح الدين
البيطار، بنان الطنطاوي، محمد
عمران ومنير الأحمد و... سلسلة
متعانقة من القتل اللامسؤول
الذي يمارس في فضاء اسمه
العالم، دون أن يحاسب أحد
الجاني أو أن يجرأ حتى على
مساءلته.
جناية الشيخ
معشوق، رحمه الله، الأولى هي
انتماؤه إلى الرهط الذين صنعوا
فجر حطين، وحرروا بيت المقدس،
فمازال هذا الانتماء يشكل
مغمزاً تاريخياً عند بعض الناس،
مغمزاً يضع صاحبه في دائرة
الرفض أو الاتهام. وقد عزز الشيخ
معشوق التهمة على نفسه حين سطع
نجمه عالماً عاملاً داعياً إلى
الإسلام بالحكمة والموعظة
الحسنة فاجتمعت حوله قلوب،
وتثقفت بفيض معرفته عقول، فكان
كالملاط اللطيف القوي يجمع ما
تنافر من وحدات، ويثوب إليه من
شذ أو ند من هنا أو هناك. وأي أثر
أكبر في قلوب الناس وفي حياتهم
من رجل (دعا إلى الله وعمل
صالحاً وقال إنني من المسلمين)
كانت هذه هي الجناية الثانية
التي قربت الشيخ معشوق من
النهاية الفاجعة على اليد
الأثيمة.
أما السبب
المباشر، قد كان بإقدام الشيخ،
ومازال رجال الإسلام هم أهل
الإقدام، على خوض غمار حوار
وطني كان يهدف منه إلى تقريب
اللحمة وتعزيز الوحدة الوطنية
ليس ضد أحد ولا على حساب أحد
وإنما من أجل الوطن الذي حلم به
الشيخ دائماً عزيزاً مهاباً
حراً كريماً.
لهذه الأسباب
مجتمعة قتل الشيخ معشوق شهيداً،
نحسبه ولا نزكي على الله أحداً،
ويبقى لنا الوفاء للشيخ معشوق
أن نتمسك بسورية كما أرادها
وأحبها وطناً موحداً عزيزاً
مهاباً حراً كريماً.
وإنا لله وإنا
إليه راجعون
*مدير
مركز الشرق العربي
05/06/2005
|