الوعد
في
يوم العمال العالمي ...
زهير
سالم*
ثلاثة وأربعون
عاما مرت على ثورة الوحدة
والحرية والاشتراكية أثبتت
للعالم أجمع أن الشعارات كانت
سلما للوصوليين والانتهازيين ,
وأن حصادها كان المزيد من
الخيبة والضلال والمعاناة , وأن
انعكاساتها على حياتنا
الجماعية والفردية لم تكن إلا
أضدادا لمعانيها .انعكس شعار
الوحدة العربية تفتيتا للوحدة
الوطنية !! وانعكس شعار الحرية
تكريسا لأبشع أنواع الاستبداد ,
وكانت الاشتراكية اشتراكا في
الفقر والجوع ..
في يوم العمال
العالمي من حقنا أن نستحضر
الاشتراكية توزيعا أكثر عدالة
للثروة الوطنية وللفرصة
الوطنية وتضييقا أبعد مدى بين
الفئات المجتمعية , فأي معنى
إيجابي من هذه المعاني تحقق في
حياة شعبنا ؟!
اشتراكية الطبقة
الجديدة محدثة الثراء , التي
اعتقدت منذ البداية أن السلطة ,
لا الجهد ولا العمل , هي الطريق
للثروة , فما زالت تمكر حتى
اغتصبت السلطة ومن بعدها الثروة
, ثم أمعنت في الاغتصاب لتغتصب
بعد الثروة الجهد والعرق !!
ولقد عنت
اشتراكية المغامرين معبرا
لتدمير الاقتصاد الوطني وبنيته
الأساسية , وأدواته البشرية في
مرحلة أولى , ثم سلب ما يمكن سلبه
من المال العام , والتسلط بعد
ذلك على جهد العامل وعرقه ...
ولقد عنت
اشتراكية المغامرين مناخا من
التصحر الاقتصادي يجتاح
المجتمع من قاعدته إلى قمته
فأتت على بنيته التحتية وأكلت
طبقته الوسطى وكدست أكثر من نصف
المجتمع تحت خط الفقر فاغتربت
العقول وشرقت سواعد العمال
وغربت بحثا عن لقمة مغموسة بذل
الاغتراب .
يروج لصوص المال
والجهد أن وطننا محدود الثروات
قليل الإمكانات !! ولقد كان
إنساننا وما يزال مضرب المثل في
الدأب والقدرة على الانجاز
والإبداع , وكان قطرنا وما يزال
مستودعا للثروات ومنبعا
للخيرات .
إن كل ما يعانيه
مواطننا اليوم إنما هو ثمرة
مباشرة لاستبداد المستبدين
وفساد الفاسدين . في يوم العمال
العامي يجدر بكل العمال
والكادحين والمشتغلين في الحقل
العام أن يتساءلوا عن حقوقهم
المغتصبة وحظوظهم المسلوبة وعن
جهدهم الذي ابتلعته فئة قلبت
الهرم الاجتماعي في مجتمع لم
تشعر قط بالانتماء إليه , وهي
اليوم تسعى لتتحالف مع أعدائه
عليه , بالارتباط بإخطبوط المال
العالمي تعزيزا لمكانتها
وتكريسا لسيطرتها واستنزافا
لما تبقى في وطننا من فرصة أو
جهد .نستحضر في يوم العمال
العالمي الروحية التي كتب بها
الدكتور مصطفى السباعي-رحمه
الله تعالى- (اشتراكية الإسلام )
ليبقى وعدنا بالعدل والعدالة
والتكافل أساسا ننطلق منه وأفقا
نسعى إليه . ولتبقى منظومة الوعد
الإسلامي بما تحمله من حض على
العمارة والانجاز والإتقان ,
وبما تأمر به من صون للخصوصيات
وتأمين للضرورات مظلة يأوي
إليها شعبنا اجمع من هاجرة (اشتراكية
- رأس المال ) المقيت ...
إلى العمال
والكادحين في يومهم العالمي
التحية والتقدير ..
---------
*مدير
مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk
02/05/2006
|