ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 15/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

رؤيـــــة

 

إصدارات

 

 

  ـ مجتمع الشريعة

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حين يخوض الفلسطيني معارك الآخرين

يخسر معركته

زهير سالم*

كنا أطفالاً عندما سمعنا لأول مرة خبراً عن قوات العاصفة. وكنا أطفالاً عندما تلقينا البيان الأول من (فتح) أو حتف على أنها حتف للعدو!! كنا في الستينات، وكان لقوات العاصفة وللمقاومة الفلسطينية فيما بعد مكانة القداسة في النفوس. مكانة لم تكن لأفرادها ولا لقيادتها بالتحديد، وإنما استمدت من مكانة القضية التي يدافع هؤلاء عنها. ويوماً بعد يوم بدأت فتح أو منظمة التحرير أو ربما منظمات التحرير بعناوينها المختلفة تلج الواقع العربي بكل تشابكاته وتناقضاته، تصل حبلاً هنا وتقطع آخر هناك، ويوظف بعض فصائلها أو بعض قادتها أنفسهم في خدمة مشروع الآخرين. ويوماً بعد يوم بدأت المشاعر تهتز، والعقول تعرف وتنكر، ثم لم تلبث أن بدأت الألسن تتساءل، والاستفهمات تطرح، ثم آل الوضع إلى ما انتهى إليه أمر منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية (جزء من النظام العربي) يجوز عليه كل ما يجوز على هذا النظام من حديث!!

ثم كانت أوسلو وما جاء بعدها وما انكشف في إطارها من اختراقات وفساد ليوجه البوصلة العربية والإسلامية نحو النقيض الذي حاول أن يرفع الراية باليمين المقاومة الإسلامية (حماس والجهاد). كان المطلوب من هاتين المنظمتين ومن الأولى منهما بشكل خاص، ولا سيما بعد فوزها بالانتخابات أن تدرس سلبيات منظمة التحرير، وأن تتعلم من دروسها، وأن تدرك أن الخطأ في المقدمات سيوصلها إلى خطأ في النتائج ولو ظهرت هذه النتائج بعد حين.

على المقاومة الإسلامية في فلسطين أن تبقى مشروعاً مقاوماً إسلامياً عربياً وفي أفق إسلامي عربي. لا نريد لحماس أن تكون محمولاً أو حاملاً لمشروع قطري مهما كان شأنه، ولا نريد لها أن توظف ثقلها المركزي في خدمة دولة أو حزب أو مذهب أو شخص، لأن هذا التوظيف سيكون الجرذ الذي ينحت أساس وجودها، كما نحت جرذ السبئيين سد مأرب فكان بعده سيل العرم.

في العالم العربي والإسلامي صراعات بينية كثيرة، وبغض النظر عن المحق والمبطل في هذه الصراعات فإن على حماس أن تنأى بنفسها عنها، وأن تبقى على مسافة متساوية من الجميع ما استطاعت، دون أن تجيّر نفسها لجهة دون أخرى. وإذا كان أي دعم تتلقاه حماس هو بعض حقها على هذه الأمة أجمع فلا يجوز لها أن تدفع ثمن حق يرد عليها.

عليها أن تدرك أيضاً أن الحق الذي تحصل عليه ليس منة ولا إكرامية من (فرد) أو (حزب) أو (نظام)، وأن هؤلاء حين يعطون في عالم السياسة لا يعطون لسواد العيون، فهم أصحاب مصالح، ولولا أنهم يأخذون أكثر مما يعطون ما أعطوا قط.

خطوة أخرى على طريق التوضيح لا بد منها، حتى لا يذهب الحديث في غير سياقه. إخوة حماس في سورية مثلاً ليسوا ضيوفاً كراماً وإنما هم أصحاب بيت، هذه عقيدة أبناء سورية، أكاد أقول، أجمع.

والعلاقة بين حماس والنظام السوري مقدرة إيجابياً من الجميع. وبالمقابل الموضوعي إن في سورية معركة بين حكامها وشعبها.. بين المستبد الذي يحاول أن يوظف حماس ورقة في معركته وبين الضحايا الذين يرون في قادة حماس وأبنائها، وأبناء فلسطين الدم المسفوك بعضه في تدمر وحماة وحلب وتل الزعتر والكرنتينا وبعضه في دير ياسين وقبية وجنين وغزة وصبرا وشاتيلا وعلى كرسي الشهيد المقعد أحمد ياسين.

شعب سورية بكل قواه الشريفة يرى أن هذا الدم بعضه من بعض، وأن هؤلاء الضحايا ذبحوا بسكين واحد هو سكين الاحتلال وسكين عملائه الظالمين المستبدين. ليس لقادة حماس ولا لأبنائها أن ينسوا الألوف المؤلفة التي ذبحت في تل الزعتر أو في حماة فهؤلاء جزء من النسيج الواحد الذي ننتمي إليه جميعاً.

حين يتحرك قادة حماس في سورية عليهم أن يتحركوا بحذر، وعليهم أن يحافظوا على مكانتهم بإخلاص. المعادلة ليست صعبة على من يملك مثل طاقات وقدرات رجال حماس.

لا نريد أن نضع حماس في سورية بين خيارين: شعبها أو نظامها، لأننا نريدها أن تتسامى عن هذه المعركة، والمحبون الحقيقيون قادرون على التماس العذر ما توقفت حماس عند هذا الحد.

فأما إن آثرت حماس أن تخوض معركة غيرها، فإن من حق القلوب أن تستنكر ومن حق العقول أن تناقش، ومن حق الألسن أن تتساءل.

ستبقى سورية العزيزة الكريمة المجيدة هي سورية جميع أبنائها. ولن تكون سورية الفرد ولا سورية الحزب ولا سورية الفئة ولا سورية النظام. مهما كان شأن هذا الفرد وهذا الحزب وهذه الفئة وهذا النظام!!

ستبقى سورية لجميع أبنائها في السهل والجبل في البادية والحاضرة ولن يستطيع وعد بلفور جديد مهما كان شأنه أن يحسبها على فرد أو على حزب.

حماس تعمل على إسقاط وعد بلفور القديم وهذا حقها، ونحن معها، ولكننا لن نقبل في سورية بأي وعد لبلفور جديد.

---------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

15/05/2006


 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ