الشهرستاني

يرد على

فلاينت ليفريت

زهير سالم*

في كتابه (وراثة سورية) (اختبار بشار الأسد بالنار) الذي صدرت ترجمته عن الدار العربية للعلوم، يزعم الباحث الاستخباري الأمريكي (فلاينت ليفريت) أن الشعب السوري يشكل، حسب تعبيره، (ما يشبه لوحة الفسيفساء القابلة للكسر بحكم المجموعة العرقية والطائفية. ويبقى موضع جدل أن العراق ولبنان من الدول العربية يماثلانها في المجموعات المتمايزة..)

ومع أن المؤلف يقر أن 90% من سكان سورية هم من (العرق العربي) وأن 9% أكراد وأرمن وشركس وتركمان.. إلا أنه لا يلبث أن يقفز ليلعب على ورقة الطوائف داخل سورية محاولاً تكريس مصطلح لعبت عليه الإدارة الأمريكية طويلاً في العراق (العرب السنة) فيقول المؤلف إن المسلمين السنة يشكلون 74% من سكان سورية ويستدرك إن الأكراد يمثلون 8% من هذه النسبة مما يقلل الأكثرية العربية السنية إلى حوالي ثلثي السكان!!

كان الإخوان المسلمون قد أصدروا منذ أشهر ورقة في (القضية الطائفية) رفضوا فيها اللعبة الأمريكية ورفضوا فيها العنعنات الفئوية، وقالوا فيها إن سورية ليس بلد أقليات، أي أنها ليست فسيفساء هشة أو قابلة للكسر كما زعم (فلاينت ليفريت). قال الإخوان المسلمون في ورقتهم تلك إن سورية ليست بلد أقليات، ولكنها بلد فيه أقليات وحسموا يومها الأمور بطريقة منهجية حيث قرروا أن سورية بلد عربي مسلم أو مسلم عربي.

بمعنى أن 90% من سكان سورية عرب كما يقرر (ليفريت) نفسه وأن 90% من سكان سورية أيضاً مسلمون. كانت ورقة الإخوان المسلمين وهي تسعى إلى بناء جبهة داخلية قوية تتصدى في الوقت ذاته لمخطط خارجي يريد أصحابه تفتيت المجتمع السوري.

إن حقيقة أن الطوائف في سورية موجودة، وحقيقة أنها تفرز بعض التوترات بسبب التعصب والجهل تارة، وبسبب الممارسات السياسية الخاطئة تارة أخرى لا تلغي حقيقة أكبر وأشمل وأوسع أن الانتماء للإسلام بمظلته الجامعة يربط بين 90% من أبناء سورية على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم. وحقيقة أن (الإسلام) كرابط جامع يشمل جميع أبناء الطوائف والمذاهب الإسلامية لم يخترعها الإخوان المسلمون، وليست وليدة فكر سياسي معاصر تلجئ إليه حاجة أو يدفع إليه تطور، وإنما هو حقيقة راسخة في كتب الفقهاء والباحثين المسلمين الذين كانوا يميزون بين الكينونة المفتوحة في ظل دوحة الإسلام الباسقة وبين البحوث العقدية أو (الكلامية) في عقائد الفرق المختلفة.

ولأن هذه الحقيقة تبدو موضع أخذ ورد عند العديد من أصحاب النظر والباحثين، قدماء ومعاصرين، نورد في هذا المقام شهادة فقيه متكلم أصولي هو العلامة أبو الفتح محمد عبد الكريم الشهرستاني الذي عاش بين القرنين الخامس والسادس الهجريين (479 ـ 548) والذي يقول عنه الإمام السبكي (كان لعلمه يلقب بالأفضل.. برع في الفقه والأصول والكلام) والكلام تعني هنا علم التوحيد أو علم أصول الدين الذي هو الأصل في دراسة المذاهب والملل والنحل.

في حديث عن الفرق التي تنضوي تحت العنوان العام (المسلمون) يمهد الإمام الشهرستاني بالحديث عن مفهومه للإسلام الذي يشمل الخارطة الأوسع لفرق المسلمين.

يتحدث عن الإسلام والإيمان والإحسان ويختم ذلك الحديث بهذه الفقرة الموجزة المعبرة التي ينبغي أن تقرأ قراءة فقهية دقيقة يستدل منها أولاً على مكانة ذلك الفقيه العظيم، وسعة أفقه وامتداد بصره يقول، رحمه الله تعالى، في الصفحة الحادية والأربعين من طبعة دار الفكر: (فإذا كان الإسلام، بمعنى التسليم والانقياد ظاهراً، موضع الاشتراك؛ فهو المبدأ. ثم إذا كان الإخلاص معه بأن يصدق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويقر عقداً بأن القدر خيره وشره من الله تعالى، بمعنى أن ما أصابه لم يكن لخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، كان مؤمنا حقاً. ثم إذا جمع بين الإسلام والتصديق، وقرن المجاهدة المشاهدة، وصار غيبه شهادة فهو الكمال. فكان الإسلام مبدأ، والإيمان وسطاً، والإحسان كمالاً وعلى هذا شمل لفظ المسلمين الناجي والهالك.)

وعلى هذا الأساس يفتتح المؤلف الباب الأول من كتابه الملل والنحل بعنوان جامع (المسلمون) ويذكر تحته جميع الفرق والطوائف الإسلامية التي سنذكرها بالتفصيل في هذا المقام، تأكيداً على المعنى الذي أراده المؤلف والذي تقتضيه الرؤية المعاصرة لتعظيم الجوامع والروابط بين أبناء الأمة الواحدة.

الباب الأول:

المسلمون

الفصل الأول: المعتزلة

1ـ الواصلية              2ـ الهذيلية       3ـ النظامية

4ـ الخابطية والحدثية     5ـ البشرية      6ـ المعمرية

7ـ المردارية         8ـ الثمامية                9ـ الهشامية

10ـ الجاحظية       11ـ الخياطية والكعبية     12ـ الجبائية والبهشمية

الفصل الثاني: الجبرية

         1ـ الجهمية       2ـ النجارية      3ـ الضراوية

الفصل الثالث: الصفاتية

         1ـ الأشعرية          2ـ المشبهة        3ـ الكرامية

الفصل الرابع: الخوارج، والمرجئة، والوعيدية

1ـ المحكمة الأولأولى    2ـ الأزارقة         3ـ النجدات العاذرية

4ـ البيهيسية          5ـ العجاردة         

6ـ الثعالبة 

(أ) الأخنسية         (ب) المعبدية       (ج) الرشيدية

(د) الشيبانية         (ه) المكرمية        (و) المعلومية، والمجهولية

(ز) البدعية

7ـ الإباضية

(أ) الحفصية        (ب) الحارثية        (ج) اليزيدية

8ـ الصفرية الزيادية

الفصل الخامس: المرجئة

1ـ اليونسية             2ـ العبيدية          3ـ الغسانية

4ـ الثوبانية             5ـ التومنية          6ـ الصالحية

الفصل السادس: الشيعة

1ـ الكيسانية

(أ) المختارية    (ب) الهاشمية    (ج) البيانية    (د) الرزامية

2ـ الزيدية

(أ) الجارودية   (ب) السليمانية    (ج) الصالحية والبشرية

3ـ الإمامية

(أ) الباقرية، والجعفرية الواقفة    (ب) الناووسية    (ج) الأفطحية

(د) الشمطية    (ه) الإسماعيلية الواقفة    (و) الموسوية، والمفضلية

(ز) الاثنا عشرية

4ـ الغالية

(أ) السبائية      (ب) الكاملية      (ج) العلبائية 

(د) المغيرية     (ه) المنصورية    (و) الخطابية

(ز) الكيالية     (ح) الهشامية     (ط) النعمانية

(ي) اليونسية    (ك) النصيرية والإسحاقية

5ـ الإسماعيلية[1]

---------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

19/06/2006

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ