لماذا
يتباهون بدمائنا على أيديهم ؟!
لماذا يتباهى القاتل بدمائنا على
يديه؟! لماذا يرفض أن يمسح آثار
هذه الدماء؟! سؤال يتردد عند كل
وقفة مع الأحداث الفاجعة؛ حماة..
حماة وتدمر.. وتــدمــر وجسر
الشغور وحلب وإدلب وسرمدا..
لماذا؟! لماذا بعد مضي ربع قرن
على الفواجع مايزال مصراً على
الزهو بالجرائم النكراء؟!
كل الذرائع التي يسوّقها
المجرمون لتسويغ الجريمة لا
تصمد لحظة أمام منطق طبيعي أو
ديني أو مدني. فحين يتصرف الفرد
أو المجموعة بطريقة لا مسؤولة
فإن ممثل الدولة لا يحق له أن
يتصرف بالطريقة نفسها؛ لأنه مع
ما يملك من أدوات القهر، التي لا
تخصه وحده، مسؤول بالقدر نفسه
عن جميع ما يشار إليه بالشعب أو
الرعية.
محاولة الاغتيال الفاشلة لحافظ
الأسد لا يسأل عنها معتقلو تدمر
إلا بمنطق الثأر الذي يمارسه
رجال المافيا. وكذا ما حصل في
مدرسة المدفعية في مدينة حلب لا
يدفع ثمنه تنظيم كامل أعلن منذ
اليوم الأول أنه لا علاقة له به..
وحالة الفوضى التي يقال أنها
عمت حماة قبل عملية التدمير
الرهيب لا تفتح الباب لتنفيذ
المخطط الذي طالما حلم به
الحالمون..
مرة أخرى نتساءل: لماذا يصر
القاتل على الزهو بدمنا العبيط
الذي خاض فيه حتى الركب؟! ألأنه
يريد أن يستثمر الكراهية التي
يرى فيها الغطاء الآمن لوجوده
واستمراره؟!! أو لأنه يريد أن
يصور نفسه كما بوش الصغير حامي
حمى أناس يصر أن يزرع في قلوبهم
الخوف والريبة؟!! أو لأن
نهمة الحقد في بعض القلوب لا
ترتوي من دم مهما طال عليها
الزمان؟!
حين نعرف ماذا يريد صاحب اليد
الملطخة بالدم، ولماذا يرفض أن
يمسح آثار دمائنا عن يديه؛
علينا أنت نتواصى جميعاً أن
نصادر عليه مراده، وأن نعزله
معلَّماً بدمائنا ليجد قصاصه
أمام قضاء عادل نزيه.
حين نتوقف اليوم عند جرح حماة أو
جرح سورية المفتوح، لا نفعل ذلك
تحريضاً على ثأر أو انتقام، ولا
تغذية لكراهية أو حقد.. وإنما
نفعل ذك لننفي عن بنيتنا
الوطنية كل الأوشاب التي علقت
بها خلال العقود العجاف التي
عشنا.
كسوريين أحرار شرفاء نقف اليوم
أمام جرح حماة المفتوح لنشارك
في عزل الذين احترفوا الفساد
والتدمير عن دنيانا.
|