الرئيسة \  مشاركات  \  أحمد ميشيل عفلق ـ العفلقية وحزب البعث

أحمد ميشيل عفلق ـ العفلقية وحزب البعث

27.06.2013
د. محمد أحمد الزعبي




تعود أصول هذه المقالة إلى عام 2004 ، ورأينا أن نعيد
قراءتها ونشرها بمناسبة الذكرة 24 لوفاة المرحوم الأستاذ
ميشيل عفلق بتاريخ 23.6.1989
إن الوقوف مع فكر ميشيل عفلق، إنما هو عملياً وقوف مع فكر النهضة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، بكل ما لهذا الفكر وما عليه. ويرغب كاتب هذه المقالة بداية أن يشير إلى الملاحظتين التاليتين:
الأولى هي أن كلمة العفلقية الواردة في عنوان هذه المقالة ، إنما نستخدمها هنا على سبيل التغليب وليس الحصر، ذلك أن الأفكار والنظريات التي باتت مرتبطة باسم " القائد المؤسس "، إن هي واقع الحال، إلا آراء كوكبة من المفكرين البعثيين والقوميين العرب الرواد ، والذين من بينهم ، وربما أهمهم ، ميشيل عفلق . أما الملاحظة الثانية، فهي إن عدم التطابق بين النظرية والممارسة التي طبعت تاريخ بعض فروع الحزب، ولا سيما في القطرين السوري والعراقي، بعد وصول الحزب إلى السلطة فيهما، لا يعيب ـ برأينا ـ الأسس النظرية للعفلقية ، ولا يقلل من أهميتها التاريخية والمعرفية والأيديولوجية، بل إن مثل هذه المفارقة ، غالبا ما تصاب بها النظريات الكبرى ذات البعد الإنساني، نظرا للمسافة الكبيرة التي يمكن أن تنطوي عليها مثل هذه النظريات بين المرغوب والممكن ، وهو ماحصل مع الخلافة الإسلامية في دمشق وبغداد واستنبول ، في فترات تاريخية معينة ، ومع النظرية الماركسية في موسكو في أواخر القرن الماضي .
ولد ميشيل عفلق عام 1910 في حي شعبي في دمشق، ابناً لتاجر معروف، ليس هو بالغني ولا بالفقير، وكان أي الوالد من المساهمين النشطين في الحركة الوطنية خلال فترة النضال ضد الاستعمار الفرنسي في سورية. سافر ميشيل عفلق عام 1928 مع صديقه صلاح الدين البيطار إلى فرنسا للدراسة، وذلك كنتيجة لفوزهما في مسابقة حكومية. وبعد قضاء خمس سنوات في فرنسا عادا ليعملا كمدرسين في دمشق حتى عام 1942 حيث استقالا من عملهما، وانصرفا كلية للنضال الفكري والسياسي والقومي. لقد خضع ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار، في فرنسا، لجملة من التأثيرات الثقافية التي تركت عندهما انطباعات متباينة، ثم لما عادا إلى الوطن.خضعا أيضا لتأثيرات محلية، قومية ودينية وسياسية مختلفة، وكانت حصيلة هذه التأثيرات الداخلية والخارجية المتباينة أن وقع الإثنان تحت وطأة " أزمة روحية وفكرية عميقة استمرت عامين " انقطعا خلالها عن كل كتابة ( أنظر : ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار، القومية العربية وموقفها من الشيوعية، دمشق 1944، ص 9/10).
 إن جوهر الأزمة التي كان يعاني منها ميشيل عفلق ، في تلك الفترة هي الموقف من الشيوعية ومن الحزب الشيوعي السوري والذي كان قائما آنذاك بالفعل . يقول ميشيل عفلق حول هذه النقطة : " كان لا بد لحركتنا منذ التعبير الأول عن فكرتها أن تتخذ موقفا أساسيا ومحددا من الشيوعية كنظرية معدة للتطبيق، وكنظرة إلى الإنسان، ذلك لأن الشيوعية أظهرت نفسها كخلاصة للفلسفات التي عرفها البشر، وكدين جديد لمستقبل الإنسانية، فتحديد موقفنا منها كان مفروضا علينا من هذه الاعتبارات" (أنظر: ميشيل عفلق وجمال أتاسي، موقفنا السياسي من الشيوعية، القاهرة 1957، ص 3). ولقد جاء تحديد موقف حركة البعث من الشيوعية، على النحو التالي كما جاء على لسان الأستاذين ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار في المرجع الذي سبق ذكره ( ص 3 ـ 15) ونعتذر للقارئ عن طول هذا الشاهد نظرا لأهميته:
" في عام 1928 كنا طلابا نعجب بالوطنيين، ونعمل في صفهم، لأننا لم نكن نفهم القضية الوطنية يومئذ إلاّ أنها نضال بين الأمة والمستعمر (...) ثم انتقلنا إلى ديار الغرب للدراسة (...) ولم نكن نلق عطفا على قضيتنا إلا من بعض النواب الاشتراكيين والشيوعيين في البرلمان الفرنسي، فكان ذلك السبب الذي حببهم إلينا، دون أن نعرف شيئا عن نظرياتهم الاجتماعية والسياسية (...) والتقينا بالاشتراكية عن طريق الفكر والعلم (...) ثم لما عدنا إلى بلادنا حملنا إليها ـ دون انتباه ـ شيئا من هذا الغرب (...) فلنقل إذن أننا عدنا إلى الوطن نحمل الفكرة الاشتراكية كتعبير عن الغايتين اللتين وقفنا أنفسنا على تحقيقهما: مكافحة الاستعمار الأجنبي، ومكافحة الرجعية الداخلية بكل أشكالها. وقد فهمنا عن طريق تلك الفكرة، أن النضال ضد المستعمر لن يكون صادقا شاملا مجديا إلا إذا كان نضالا شعبيا (...) وفهمنا أيضا أن هذا النضال مرتبط أوثق الارتباط بحالة الأمة الفكرية والأخلاقية، وإنه لا بد لنجوع النضال ضد المستعمر من تهيئة انقلاب فكري يغير المفاهيم القديمة العقيمة (...) كنا بالرغم من نفورنا من الشيوعية... نرى فيها فائدة من جهتين: أولا، لأنها ضربة تصيب الاستعمار الأجنبي، وثانيا، لأنها ملقح ومحرك للفكر العربي الجامد الآسن تهزه بتطرفها هزا عنيفا. كان هذا شأننا نحوا من ثلاث سنوات، أي لغاية 1936، ثم حدث من الحوادث الخارجية والداخلية ما قادنا إلى إعادة النظر في كثير من أفكارنا (...) ونحن بالرغم من كل التحفظات التي أبديناها على الفكرة الاشتراكية، نقول أن ميلنا إليها كان صادقا وعميقا، وأنها كانت في وقت من الأوقات مناسبة ومجالا لإظهار ما فينا من نزعات للخير وتفكير في الحق (...) ولكن التبدل الأساسي هو في أننا بنتيجة تلك الأزمة صرنا نعرف بوضوح أن ما نشدناه في البلاد الأجنبية إنما هو موجود في أرضنا وفكرنا وتاريخنا، وأن ذلك القلق الممض الذي كان يساورنا ليس إلا دليلا على أن النفس العربية لا يمكن أن تستشعر الاطمئنان والحرية، وأن تبدع وتخصب إلا إذا استرجعت رسالتها، وتنفست في جوّ هذه الرسالة وهوائها (...) ونحن حريصون هنا أن نذكر ومنذ الآن ما كان للفلسفة الألمانية من فضل علينا في توجيه فكرنا لما هو أعمق من الظواهر المادية والعلاقات الاقتصادية في تفسير التاريخ ونمو المجتمع، وأنها كانت معدلة لأثر الفلسفة المادية فينا ".
من استعراض الأفكار الأساسية الواردة في هذا النص المطول، نقع على السمة الجوهرية التي ميزت وتميز العفلقية باعتبارها الأيديولوجية التي طبعت فكر ومسيرة حزب البعث على مدى النصف الثاني من القرن المنصرم بكل مافيها من إيجابيات وسلبيات، والتي هي سمة : الانتقائية والازدواجية التي تمثلت بمحاولة الجمع الميكانيكي بين المادية والمثالية في مركب ثالث لا هو بالمادي ولا بالمثالي، مركب يقبل النقيضين ثم ينفيهما في آن واحد، بدلا من أن يصهرهما في فلسفة بديلة تستند إلى كل ما هو إيجابي فيهما. إن عرض ميشيل عفلق للفكرة القومية كما يرى ليونارد بايندر في كتابه ( أنظر : الثورة العقائدية في الشرق الأوسط، القاهرة 1966 ص 239) " يمثل عند الناقد الغربي خليطا من الفلسفات الغربية الشائعة . ففي هذا العرض عكس مألوف لنظرية هردر في أن لكل أمة رسالة خاصة بها عليها أن تؤديها... (و) هو يضمن عرضه أيضا تأكيد هيغل على التاريخ وعلى الوجود القومي... (و) يعكس، الإرادة العامة، التي نادى بها روسو... وتظهر في كتاباته أيضا نظرية ماركس في الصراع الطبقي... ولكنه يرفض الحتمية، كما يرفض التفسير المادي للتاريخ رفضا كاملا ".
وفي نفس الاتجاه يقول محمد عمارة في كتابه (التيار القومي الإسلامي، القاهرة 1997) عن ميشيل عفلق: " في تكوينه الفكري تجاورت وامتزجت وتفاعلت قراءاته عن رسول الإسلام محمد بن عبد الله (ص) مع آثار أبي العلاء المعري.. والمتنبي.. واسماعيل مظهر.. وشبلي شميل.. وجرجي زيدان.. ونيتشه.. ودستوفسكي.. وكارل ماركس.. وغيرهم من الأدباء والفلاسفة والمفكرين ودعاة الإصلاح والثوار.. مع ميل واضح للآثار الأدبية والفلسفية ". (ص9) .
هذا ويتجلى تأثير كل من العوامل الداخلية والعوامل الخارجية في فكر ميشيل عفلق بتوكيده المستمر والمتزامن، سواء على المستوى النظري، أ و على مستوى العملي ، على التلازم والتداخل بين العروبة والإسلام من جهة وبين العلمانية والقومية العربية من جهة أخرى. يقول الأستاذ ميشيل عفلق عام 1982: " بالنسبة إلى بذور فكرة البعث، التي كانت أرض سورية العربية موطنها الأول.. كانت بداية لقائين حاسمين في أثرهما العميق: لقاء مع الفكر العلمي العقلاني التحرري الحديث، ولقاء مع الإسلام العربي ورسوله الكريم، لقاء الحب والإعجاب والانتماء الحميم " . ( محمد عماره ، نفس المرجع ، ص25).
إن هذه الصورة على وضوحها، يمكن أن تصبح أكثر وضوحا وتكاملا بالعودة إلى عدد من المقالات النظرية الهامة في المرحلة التأسيسية ، التي تجسد ماأطلقنا عليه إسم " العفلقية " والتي يجدها القارئ في كتاب (في سبيل البعث) ، وفي بعض أعداد سلسلة (نضال البعث)، ونخص بالذكر منها مقالات : عهد البطولة (1935)، ثروةالحياة (1936)، القومية حب قبل كل شيء (1940)، ذكرى الرسول العربي (1943)، المثالية الموهومة (1943)، المثالية والواقعية (1943) موقفنا من النظرية الشيوعية (1944)، معالم الاشتراكية (1946) . هذا ويعتبر دستور حزب البعث العربي الذي أقره المؤتمر التأسيسي في السابع من شهر نيسان1947 التجسيد الرسمي الأول للفكر النظري لهذا الحزب ، والذي يجمع بين صفتي الدليل النظري والبرنامج السياسي ، في آن واحد ، وهو يتكون من : ثلاثة مبادئ أساسية هي ، وحدة الأمة العربية ، شخصية الأمة العربية ورسالة الأمة العربية ، وثلاثة عشر مبدءاً عاماً (المواد 1 ـ 13) ، و خمس وثلاثون مادة تتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية والاقتصادية والاجتماعية . وتلخص المواد من 3 إلى 6 ـ من وجهة نظرنا ـ المرتكزات الفكرية والسياسية لأيديولوجية الحزب، وبالتالي لما أطلقنا عليه العفلقية في عنوان هذه المقالة ،وهي تنص على ما يلي : المادة 3: حزب البعث العربي حزب قومي، يؤمن بأن القومية حقيقة خالدة . المادة 4: حزب البعث العربي حزب اشتراكي، يؤمن بأن الاشتراكية ضرورة منبثقة من صميم القومية العربية، لأنها النظام الأمثل الذي يسمح للشعب العربي بتحقيق إمكاناته وتفتح عبقريته على أكمل وجه . المادة 5: حزب البعث العربي شعبي يؤمن بأن السيادة ملك للشعب . المادة 6: حزب البعث العربي انقلابي يؤمن بأن أهدافه في بعث القومية العربية وبناء الاشتراكية، لا يمكن أن يتم إلا عن طريق الانقلاب والنضال، وأن التطور البطيء والاكتفاء بالإصلاح الجزئي السطحي يهددان هذه الأهداف بالفشل والضياع، لذلك فهو يقرر: 1) النضال ضد الاستعمار الأجنبي لتحرير الوطن العربي تحريرا مطلقا كاملا. 2) النضال لجمع شمل العرب كلهم في دولة مستقلة واحدة . 3)الانقلاب على الواقع الفاسد انقلابا يشمل جميع مناهج الحياة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
إن تقديرنا الكبير لفكر القائد المؤسس لا يمنع بطبيعة الحال من وضع هذا الفكر على محك النقد البناء، نظرا للدور الكبير الذي لعبه حزب البعث في التاريخ العربي المعاصر ولاسيما في كل من سورية والعراق ، ويمكن تلخيص هذا النقد بما يلي : لقد أراد ميشيل عفلق، على مدى مسيرته النظرية والعملية أن يشيد بناء ماديا على أساس مثالي جوهره أن " الروح هي الأصل في كل شيء، (وأن) الدافع الروحي العميق لا يسيطر على المادة والوسائل فحسب، وإنما يخلقها أيضا " (في سبيل البعث، مرجع سابق، ص163) . وجاء البناء الأيدو ـ سياسي للحزب يحمل هذه الإشكالية، التي حاول عفلق التغلب عليها بأساليب مختلفة ومتعددة ، من مثل : " فثمة فرق أساسي بين المبدأ كروح والمبدأ كذهن ، فمبادئ الحزب كتعبيرات ذهنية هي بحاجة إلى عمل طويل وإلى دراسة وبحث ترتقي شيئا فشيئاً، وتفيد من دراسات الأمم الأخرى، ومن نتائج البحث العلمي، والتجربة الذاتية، وتجربة الآخرين " (نفس المرجع ص66)، ومن مثل: " المثالى ليس نقيض الواقعي.. لأن الواقعي ليس الذي يستسلم للواقع بل الذي يفهمه " (نفس المرجع ص 69)، ومن مثل " إن مثاليتنا ليست خيالية تتجاهل الواقع، بل إنها المثالية العملية التي تدخل الواقع لتفسيره وتغييره " (نفس المرجع ص 68) . ولا يمكننا هنا أن نستبعد أثر الفيلسوف الألماني هيغل ) W. F. Hegel ) ، في مقولته الشهيرة " كل ماهوواقعي معقول ، وكل ماهو معقول واقعي " ، ولا أثر كارل ماركس ( k. Marx ) في أطروحته الحادية عشرة حول فويرباخ ، التي يقول فيها ، منتقدا الفلاسفة الألمان ومنهم هيغل ، " لقد دأب الفلاسفة حتى الآن على تفسير العالم بأشكال مختلفة ، في حين أن المهم هو تغييره " .
لا شك أن هذه الانتقائية التي طبعت فكر المرحوم ميشيل عفلق، قد أكسبت أيديولوجية البعث المرونة والقابلية على التفاعل مع الأيديولوجيات الأخرى، ولكنها أبقتها ، بنفس الوقت ، في فلك الاتجاه المثالي الفلسفي، الذي يرى أن وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعي ، ويقلل بالتالي من الأثرالعكسي للعلاقة الجدلية بين الوعيين الفردي والاجتماعي ( أي أثر الوعي الجمعي على الوعي الفردي ) . يقول ميشيل عفلق فيما يؤكد زعمنا السابق: " الإيمان يجب أن يسبق كل معرفة، وهو يهزأ بأي تعريف، بل إنه هو الذي يبعث على المعرفة وينير طريقها" ( في سبيل البعث ص 70) ولا يترك عفلق أية شكوك حول معرفته في أن هذه النظرة هي " نظرة غيبية بلا شك، ولكن الحياة برمتها تقوم عليها " على حد قوله .
إن ما نرغب الإشارة إليه هنا بعد ذكر الملامح الأساسية لفكر المؤسس الرئيسي لـ (حزب البعث العربي) والذي أضيفت إلى اسمه صفة (الاشتراكي) بعد اندماجه مع الحزب العربي الاشتراكي (أكرم الحوراني) إبان فترة نضال الحزبين المشترك ضد ديكتاتورية أديب الشيشكلي في مطلع الخمسينات من القرن المنصرم ، تلك الملامح الفكرية التي أجملناها تحت اسم العفلقية ، هو أن هذه الأفكار والمبادىء التي ناهز عمرها نصف القرن، ما تزال أفكارا تنبض بالحياة ، ويمكنها بالتالي ، أن تزود حركات التحرر الوطني العربية ، التي تعتبر ثورات الربيع العربي الحالية تجسيدا لها ، بالدماء ، بل إن الشعارات الثلاثة التي تمثل خلاصة فكر عفلق ( الوحدة ، الحرية ، الاشتراكية ) باتت شعارات العديد من حركات التحرر في مختلف أقطار الوطن العربي ، وبغض النظر عن الممارسات الخاطئة التي مارستها وتمارسها قوى وعناصر سياسية وأيديولوجية حملت وتحمل اسم البعث ، ذلك أن مثل هذه الممارسات إن هي إلاّ انحراف بّين عن الفكر الحقيقي للبعث ،وبالتالي عن فكر قائده المؤسس ميشيل عفلق ، ولاسيما فيما يتعلق بالممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وبغض النظر عن إشكالية الإنتقائية والازدواجية التي سبق أن أشرنا إليها ، والتي يمكن أن تحسب في العديد من الحالات ، على إيحابيات العفلقية وليس على سلبياتها فقط ,
إن قرار ميشيل عفلق ، بإضافة إسم ( أحمد ) الإسلامي ، إلى إسمه ( ميشيل ) المسيحي ، وعدم رغبته بالإفصاح عن ذلك إلاّ بعد وفاته ، إن هي إلاّ دلالة على الجانب الإيجابي الذي لعبته خاصية المرونة التي ترتبت على تلك الإزدواجية ( العروبة ـ الإسلام ، القومية ـ العلمانية ) التي طبعت فكر المرحوم احمد ميشيل عفلق ، وبالتالي طبعت وتطبع فكر البعث الحقيقي ، والبعثيين الحقيقيين . والله أعلم