اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أساءَ تدبيرَه ، فأكلتْ حنطتُه شعيرَه !
أساءَ تدبيرَه ، فأكلتْ حنطتُه شعيرَه !
18.07.2019
عبدالله عيسى السلامة
أحد المزارعين ، أنتجت له أرضُه محصولاً جيّداً ، من الحنطة والشعير، فأصابته الحَيرة، حول مايصنع بهذا المحصول ، كلّه ! فهداه تفكيره ، إلى شراء فرس أصيلة ، فباع الشعير، واشترى بثمنه فرساً ! وحين احتاجت الفرس ، إلى العلف ، صار يعلفها ، من الحنطة ، حتى نفدت الحنطة ، ولم يعد يجد علفاً للفرس ، فجاعت ، وطال جوعها ، حتى ماتت ! فبدأ يقلّب كفّيه ، ويقول : ياناس ، من سوء تدبيري ، أكلت حنطتي شعيري !
إن فنّ الإدارة ، هو فنّ الحياة ! فالإدارة عملية متكاملة ، تشمل الحياة ، كلّها ؛ فهي تشمل: إدارة الأموال والأعمال ، والرجال والأوقات والأزمات.. وغير ذلك ، ممّا يتعلّق بإدارة شؤون الحياة ، بشتّى صورها ، وسائر مواقعها ومؤسّساتها ، وبحسب أولويات كلّ منها !
المؤسّسات الربحية ، من : شركات ، ومحلاّت تجارية ، ومصارف مالية .. وغيرها ، يأتي في مقدّمة اهتماماتها ، تحصيل الأموال ، وتنميتها ! والرجال موجودون فيها ، لتحقيق هذا الهدف ! فإذا دخلت إحداها ، في ضائقة مالية ، اضطرّت ، إلى تسريح بعض موظّفيها ، توفيراً للمال ، الذي يأخذونه ، على شكل رواتب وعلاوات .. ونحو ذلك !
أمّا القبائل والأحزاب ، والتجمّعات البشرية ، التي على شاكلتها ، فيأتي الرجال ، في مقدّمة اهتماماتها وأولوياتها ؛ لأنهم ، هم ، الذين يشكّلون البنى الأساسية ، للقبائل والأحزاب ، وما في حكمها ، ولا يُعَدّ صرفهم ، من مواقعهم ، مجدياً ؛ لأنه يؤدّي ، إلى تفكّك هذه المؤسّسات البشرية ! فإذا احتاجت أموالاً ، فهؤلاء الرجال ، يقدّمون لها الأموال ، من أموالهم الخاصّة ، أو ممّا ينجزونه من أعمال ، أو ممّا يحصلونه ، عبر علاقاتهم مع الآخرين ، وبالتالي ؛ فإن الأموال تأتي ، في درجة متأخّرة ، عن الرجال !
إضافة إلى أن الرجال ، هنا ، هم الذين يديرون الأمور المتنوّعة ، من : أعمال ، وأوقات ، وأزمات ، ونحوها !
وهكذا يتّضح ، أن العملية التكاملية ، في الإدارة ، أساسية ، في عمل كلّ مؤسّسة ، حسب واقعها ، وموقعها في حياة الناس !
ولو حدث خلل ، في ترتيب الأولويات ، في أيّة عملية إدارية ، فسيحصل ، مع الجهة ، التي ترتكب الخطأ ، المؤدّي إلى الخلل ، كما حصل ، مع صاحب المثل ، المذكور أعلاه: من سوء تدبيري ، حنطتي أكلت شعيري !
وسبحان القائل : ومَن يُؤتَ الحكمةَ فقد أوتيَ خيراً كثيراً.