الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - الأمم المتحدة خذلت الشعوب ووراء الإرهاب

ألمانيا - الأمم المتحدة خذلت الشعوب ووراء الإرهاب

30.11.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين - 29‏/11‏/2016
عزا خبراء شئون السياسة الدولية ارتفاع قوة الارهاب وخطر هذه التنظيمات على الامن والسلام الدوليين الى سياسة الامم المتحدة فالمنظمة الدولية تقاعست عن نصرة الشعوب المظلومة ولم تهتم بشعوب تلك الدول التي تعرضت لاحتلال اجنبي بغية القضاء على حكومات طاغية وتنظيمات ارهابية ارتكبت سلسلة  هجمات  راح ضحيتها كثيرون .
جاء ذلك بندوة للجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني حول دور الامم المتحدة بمحاربة الارهاب دعت اليها مساء يوم امس الاثنين 28 تشرين ثان / نوفمبر .
فقد رأى خبير شئون الشرق الاوسط والاسلام ميشائيل لودرز ان الامم المتحدة اهملت العراق وليبيا وافغانستان فالاحتلال الامريكي للعراق الذي أطاح برئيس تلك الدولة السابق صدام حسين لم تعر اهتماما بطبيعة الشعب العراقي الذي يعاني من انقسام داخلي ، ديني  وعرقي ولم تأخذ المبادرة من الولايات المتحدة الامريكية بعد إطاحتها بصدام حسين بترتيب اوضاع العراق الداخلية الامر الذي ساهم بولادة التطرف المتمثل بقاعدة العراق ومن بعده ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / كما أهملت ليبيا التي عانت من حكم سلطوي استمر لاكثر من اربعين عاما فبدل ان تأخذ مبادرة الاهتمام بترتيب وبناء قواعد تلك الدولة التحتية من جديد نظرت ببرودة الى الفوضى والعنف الذي يعم ليبيا منذ الاطاحة بطاغوت ليبيا السابق معمر القذافي وعلى الامم المتحدة ان تعيد سياستها التي تكمن بارساء السلام والامن وبناء اقتصاديات تلك الدول التي عانت من حكم سلطوي عنيف .
بيتر نويمان من المعهد الملكي لدراسة الارهاب والتطرف في لندن ، اعتبر الامم المتحدة مسئولة عن ارتفاع ظاهرة الارهاب سواء كان من المسلمين او غيرهم ، فتطرف البوذيون في مينمار / بورما /  الذين يقومون بحملة تطهير واضطهاد للمسلمين والقضاء على كيانهم ببلدهم اضافة الى ظهور نعرات باوروبا لطرد المسلمين وعدم استقبال مسلمين لاجئين كل هذه الظواهر ناجمة عن تقاعس الامم المتحدة التي فقدت بريقها ، فالشعب السوري الذي يعاني من ابادة ممنهجة من نظام بربري  جعل بشار أسد  بلاده محتلة وذلك من اجل البقاء بمنصبه لم تسعف الامم المتحدة ذلك الشعب وفشلها باتخاذ قرارات  حازمة تجاه اسد بحجة النقض / الفيتو / دليل واضح على ان الامم المتحدة مسئولة عن تنمية قوة الارهاب .
الامم المتحدة قامت من اجل نصرة الشعوب المضطهدة الا انها أهملتهم على حسب راي اولريخ شينكنر رئيس معهد بحوث  السلام والديموقراطية  في جامعة مدينة اوسنابروك  وظهور المنظمات الارهابية هي من عوامل اهمال منظمة الامم المتحدة فشعوب منطقة الشرق الاوسط كُتب عليهم العيش بدوامة العنف وحكم سلطوي يمارس كم الافواه والكبت وفقدان الحريات العامة وانتفاضة شعوب ليبيا ومصر وسوريا وتونس كان نتيجة ذلك الاضطهاد وتقاعس الامم المتحدة .
تنظيم الدولة الاسلامية ولادة امريكية اسندت تربيتها لايران ونظام دمشق وبغداد وغيرها وعلى الامم المتحدة ان تثبت وجودها ومصداقيتها باحلال السلام بالعالم فالعنف والتطرف لن يولد الا عنفا وتطرفا وعلى الامم المتحدة ان تأخذ مبادرة الحوار الدولي بين الاسلام والمسيحية والتعايش السلمي بين الاديان والثقافات واذا ما اهملت الملف المذكور فان العنف سيصل الى داخل مبنى الامم المتحدة على حد رأي استاذ السياسة الدولية  في جامعة الجيش الالماني بميونيخ فلوريان كوهن / الهاء تكتب ولا تلفظ / .