الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا - ترامب رجل البيت الأبيض الثقيل

ألمانيا - ترامب رجل البيت الأبيض الثقيل

16.01.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 15‏/01‏/2017
من المقرر أن يستلم دونالد ترامب  يوم الجمعة المقبل 20 كانون ثان / يناير بشكل رسمي مفاتيح البيت الابيض  من زعيم البيت المذكور حاليا باراك اوباما ليصبح الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة الامريكية .
ويحظى ترامب برفض كبير من الامريكيين والاوروبيين وبعض الدول الاسلامية ، فالرجل كما يصفه خبراء علم السياسة النفسية عصبي المزاج هجومي منذ الايام الاولى لخوضه معركة انتخابات رئاسة الامريكية ، اذ يعتقد علوم السياسة النفسية من جامعة مدينة بوتسدام ، القريبة من العاصمة برلين  الكسندر زونتوفسكي ان حركة يدي وجسم ترامب اثناء القاءه خطبه مثل كراكوز عواظ / تلك اللعب التي تشهد بخيط يقوم اصحابها بتحريك جسمها /  تدل على ان الرجل يعاني من هيستيريا جنون العظمة بعكس الذين سبقوه من الرؤساء الامريكيين اذ كانوا على هدوء تام بمخاطبتهم مؤيديهم وتهديداته ووعوده فقاعات هوائية وربما يستطيع تنفيذ البعض منها .
وبالرغم من استبعاد زاروفسكي تنفيذ ترامب لبعض تهديداته ، الا ان الكثيرين من سياسيي اوروبا وخاصة منظمات الاغاثة الدولية واحزاب شعبية يرون بترامب رجلا خطيرا على الامن والسلامة الدوليين ،  اذ يعتقد كل من الرئيس السابق لمنظمة / هومان رايت / لحقوق الانسان والمساعدات الانسانية كينيث روث ورئيس المنظمة الالمانية للمساعدات الانسانية / ساعد الان / فيرنر باوخ تراجع المساعدات الانسانية الامريكية للشعوب الفقيرة ، فترامب يرى ان امريكا غير مسئولة عن الفقر بالعالم كما هي غير مسئولة عن النزاعات العسكرية .
ويرى مراقبو السياسة الامريكية ان تهديد ترامب المسلمين بالويل والثبور واصدار قرار للسفارات الامريكية بالدول الاسلامية عدم اعطاء تاشيرة دخول للمسلمين لم ينفذ ايضا الا انهم يؤكدون احتمال تدهور العلاقات بين واشنطن والعالم الاسلامي باكثر مما عليه الان ، فالرئيس الحالي باراك اوباما فشل فشلا ذريعا بتحقيق مصالحة بين المسلمين والادارة الامريكية فالخطاب الذي ألقاه بجامعة القاهرة عام  2009 الذي دعا فيه الى المصالحة والحوار  أدت بدل المصالحة الى تعميق الهوة وتوسعتها بين الاسلام وامريكا والغرب باكثر مما عليه الان .
والخطاب الذي القاه ترامب مؤخرا متهما فيه الاخوان المسلمين بالارهاب انما جاء ، وعلى حسب رأي استاذ العلوم السياسية في جامعة مدينة ميونيخ الرئيس السابق للجمعية الالمانية للسياسة الخارجية باول فون مارتسان الذي يشغل أيضا سفير المانيا في باريس وشغل هذا المنصب بدمشق والكويت ، بتحريض من دولة خليجية اعلنت الحرب على الاخوان وساهمت بدهم الكيان الصهيوني بحربهم ضد الغزاويين وتقف وراء العنف في ليبيا وبالتالي منبثق عن اتهامات سابقة لوزير الدفاع الروسي السابق سيرجي ايفانوف ، هذه الاتهامات والتهجم على الاخوان المسلمين والحركات الاسلامية الاخرى واتهاماته الوهابية بالسعودية ، ويقصدون بذلك السلفيين لن تؤخذ بعين الاعتبار ، فالاخوان المسلمين هي كبرى الحركات الاسلامية التي تتمتع بالتسامح وتنتهج الوسطية الاسلامية .
ويعتقد مراقبو السياسة الامريكية عدم وقوع اي تغيير على علاقات الولايات المتحدة الامريكية بايران بالرغم من تهديد ترامب بعقوبات ضد تلك الدولة والغاء الاتفاق الامريكي الغربي مع ايران بشأن ملفها النووي فواشنطن بحاجة ماسة لطهران التي تعتبر شرطي الولايات المتحدة الامريكية بمنطقة الشرق الاوسط بالرغم من نفي طهران ذلك وتأكيدها ان واشنطن الشيطان الاكبر ، فترامب الذي يسعى لعلاقات قوية مع فلاديمير بوتين الذي من المحتمل ان يجتمعا خلال الاسابيع القليلة المقبلة في ايسلندا يرى بمحور ايران روسيا  هام للولايات المتحدة الامريكية . ويعرب المراقبون السياسيون عن قلقهم ان يؤدي التقارب الامريكي الروسي ضغط تمارسها واشنن وموسكو على المجتمع الدولي باعادة الشرعبة لبشار اسد ، فواشنطن التي مارست سياسة نفاق تجاه الشعب السوري وعدم تنفيذ اوباما تهديداته لبشار اسد ، ترى مثل الكيان الصهيوني ببقاء بشار اسد على راس نظامه في دمشق مهم لمصالحها وبالتالي مهم لأمن الكيان الصهيوني الذي يرفض رؤية شخصية جديدة تحكم دمشق . 
كما ويعتقد المراقبون توسيع الهوة وتعميق الحفرة بين السعودية والولايات المتحدة الامريكية فالعلاقات بين البلدين المذكورين  تشهد جليدا متماسكا منذ عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الابن / فالسعودية دولة قوية لها تحظى باهمية بالغة بالعالم الاسلامي فعاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود قرر خوض الحرب في اليمن  للحفظ على امن بلاده والحيلولة دون تحقيق ايران مصالحها بمنطقة الخليج العربي بالرغم من رفض البيت الابيض للحرب في اليمن .
أما على الصعيد الاوروبي ، فيرى سياسيو الاحزاب الشعبية بدونالد ترامب دعما كبيرا للاحزاب القومية في اوروبا  التي تقوم بتحضير نفسها لاستلام حكم بعض البلاد الاوروبي مثل فرنسا وهولندا وحتى المانيا ، فالاحزب القومية في اوروبا ترى بنجاح ترامب تجاح لها فاستمرار الاخطاء السياسية التي يقترفها السياسيون الاوروبيون مثل المستشارة انجيلا ميركيل والفرنسي فرانسوا اولند وغيرهما كانت وراء تدفق اللاجئين الذين يهدد كيان اوروبا وتغيير سكاني وتهديد ديني من احتمال اسلامية اوروبا بالقوة على حسب تأكيد رئيسا وزراء هنغاريا  وسلوفاكيا فيكتور اوربان وروبرت فيكو .
وتصف خبيرة الشئون الاوروبية بالجمعية الالمانية للسياسة الخارجية داننيلا شفارتسر عام 2016 المنصرم بعام الغضب في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية ففي ذلك العام أصبحت الاحزاب القومية في اوروبا القوة الرئيسية أدت الى فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الامريكية والاعوام المقبلة ستون اكثر شراسة على اوروبا والعالم .
الحوار مع ترامب ضرورة ملحة واتخاذ خططا سياسية ودبلوماسية هادئة قبل وصوله الى البيت الابيض واثناء ذلك يتطلب نفسا طويلة . ويشبه رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / ايلمار بروك ترامب بطاغوت ليبيا السابق معمر القذافي الذي وصفه الرئيس الامريكي السابق دونالد ريغان بمجنون افريقيا والشرق الاوسط ولذلك فالتعامل مع هؤلاء بفطنة امر ضروري .