ألمانيا- الشرق الأوسط بدوامة حرب انتقامية

كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏18‏/12‏/2016
تترك الحرب في سوريا واليمن والاعمال الارهابية التي تتعرض لها تركيا التي تكاد يومية من قبل عناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني او عناصر تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / او غيرهم من عناصر تريد لتركيا العنف وعدم الاستقرار وضرب ما أنجزته الحكومة التركية من اصلاحات وانتعاش اقتصادي وقوة سياسية بالعالم ، سؤالين هامين يراودان أفواه الكثيرين ، ما اذا كان الاتفاق الغربي مع ايران لإنهاء ملفها النووي سلميا كان من شروط ايران ووعود الغرب عدم عوائق تحول دون تحقيق ايران لأطماعها بالشرق الاوسط ، أو أن الحرب في سوريا واليمن والعراق حرب انتقامية للشيعة ضد اهل السنة والجماعة ؟
فأطماع ايران تكمن بسيطرتها الدينية والسياسية على منطقة الشرق الاوسط عبر سوريا والعراق والتضييق على خناق السعودية عبر اليمن وضرب تركيا سياسيا واقتصاديا حتى تعود الى ما كانت عليه قبل عشرين عاما اثناء حكم العسكر وإذلال الغرب لتركيا . فدول الخليج متشتتة اجراء دعم ايران للقلاقل فيها وتأثيرها السياسي على بعضها ، فاالامارات العربية المتحدة لا تملك سياسة واضحة فهي تفعل بأموالها ما تشاء / فقد ساهم حكام ابو ظبي ودبي الحاليين بدعم الحرب الذي قاده الكيان الصهيوني ضد شعب غزة ووراء العنف في ليبيا اذ لا يريد حكام ابو ظبي رؤية ليبيا مستقرة وارتفعت تأكيدات تقارير دعمها لمحاولة الانقلاب العسكري التي استهدف تركيا في وقت سابق من شهر تموز / يوليو عام 2016 الحالي بعدما دعمت الانقلاب العسكري في مصر ولا تزال تساند وتدعم رئيس اليمن السابق علي عبد الله صالح الذي استعان بالحوثيين المدعومين من ايران هذه الجماعة التي تريد اعطاء بلدهم لايران حتى تستطيع الحاق الاذى بالسعودية . السعودية لم يكن لها منذ فجر الانسانية حدود مع فارس الا انها الان تشارك فارس بحدود مباشرة عبر اليمن والعراق . أما سلطنة عمان ولأسباب مذهبية علما ان الاباضية غير شيعة ، فهواها مع ايران اكثر من هواها مع السعودية وأهل السنة بدول منطقة الخليج العربي والعالم الاسلامي ، وهي تدعم بشار اسد بالحرب الذي يقودها مع ايران وروسيا ضد الشعب السوري . أما مملكة البحرين فهي تعى لضمد جراحها من المشاغبات التي حرضتها ايران لزعزعة الاستقرار بها ولولا السعودية التي أرسلت مع قطر وبدعم خجول من الامارات فرقا عسكرية لدعم الاستقرار فيها لاستطاعت ايران احتلال تلك الدولة . أما قطر فهواها مع السعودية اذ ترى مثل السعودية بالحرب في سوريا واليمن حرب ضد اهل السنة والجماعة . أما الكويت فلا تزال تشعر بالخوف من العراق رغم مرور اكثر من ستة وعشرون عاما على تحريرها من جيش صدام حسين .
السؤال عن ما اذا كانت الحرب التي تقودها ايران في سوريا واليمن لدعم بشار اسد والحوثيين انها حرب انتقامية ، فالجواب على التساؤل يؤكد بانها حرب انتقامية للشيعة ضد اهل السنة والجماعة بتأكيد من خبراء الشرق الاوسط والاسلام واوروبا ، فقد وصف خبير الاسلام والشرق الاوسط غونتر مولاك الذي كان يشغل سفير المانيا في سوريا والكويت والباكستان تصريحات نائب رئيس قائدة الحرس الثوري الايراني حسيبن سلامي الذي اعلن خلال نشوة النصر باستيلاء ميليشيات ما يُطلق بـ / حزب الله اللبناني / وميليشيات شيعية ومرتزقة بشار اسد على حلب انه مقدمة للنصر على السعودية واليمن والبحرين وغيرها ، بأنها حقيقة لغة الانتقام ، بينما اعتبر رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين دعم روسيا بجرائم ايران وبشار اسد في سوريا ضمن بنود الاتفاق السري الذي تم بين الولايات المتحدة الامريكية ومعها رسيا والدول المعنية بالملف النووي لايران مع ايران لتشجيع طهران المضي بتحقيق أطماعها بمنطقة الشرق الاوسط ، بينما اعتبر خبير منطقة الشرق الاوسط رئيس الجمعية الالمانية العربية ميشئايل لودرز الذي كان ضد تدخل عسكري غربي ضد نظام سوريا واصبح حاليا يدعم ذلك، تصريحات الفرس / الايرانيين / المثيرة ضد السعودية خاصة وبعض دول الخليج بان كل ما يجري في سوريا واليمن والعراق انتقام من المسلمين العرب من اهل السنة والجماعة لأان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب المسلمين أنهوا حكم الأكاسرة .
واذا ما نظرنا الى بعض دراسات بعض المعاهد السياسية الاوروبية حول ما يجري بمنطقة الشرق الاوسط نستطيع الجزم بانه مخطط قديم يجري تنفيذه بدقة وبالتالي تنفيذ الاتفاق السري بين الدول المعنية بملف ايران النووي وايران وهو عدم وضع عوائق تحول دون تحقيق طهران اطماعها . . فاسباب انفسام الاتحاد الاوروبي على نفسه بعدم اتخاذه سياسة حسم لانهاء ماساة الشعب السوري والحرب باليمن وغيرها وخاصة خلال اجتماع زعماء الاتحاد الاخير الذي عقد يومي الخميس والحمعة المنصرمين 15 و 16 كانون اول / ديسمبر ببروكسل ، ذلك الخلاف الذي يكمن باجراء عقوبات اقتصادية جديدة ضد ايران وروسيا ، فالمستشارة انجيلا ميركيل كانت قد ألمحت مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولند ورئيس البرلمان الاوروبي مارتين شولتس وزعماء الدول الاسكندنافية موافقتهم على هذه العقوبات بينما رفض زعماء الدول الشرقية العضوة بالاتحاد بدعم من النمسا ، فالمستشار النمساوي كريستيان كيرن تطرق الى القرون الوسطى حيث اشار بانه لولا إنشاب الصفويون الحرب ضد دولة الخلافة الاسلامية العثمانية لأصبحت فيينا كلها مساجد ، بينما اعتبر رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو ايران وروسيا شريكان استراتيجيان هامان يحققان مصالح اوروبا بالشرق الاوسط ، ورأى رئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوربان انه اذا ما اراد الاوروبيون اجراء عقوبات اقتصادية جديدة ضد ايران فعليهم ايضا اتخاذها ضد السعودية وقطر التين تدعمان مسلمي اهل السنة والجماعة الذين يعتبرون الخطر الاكبر على اوروبا .
وعزا قائد الجيش الالماني السابق كلاوس بيرنهارد تصريحات زعيم حلف شمال الاطلسي / الناتو /ينس شتولتبيرج التي أشار فيها رفضه انزال عسكري للـ / ناتو / في سوريا ضد بشار اسد ضمن الاتفاق السري الذي تم بين ايران والدول المعنية بملفها النووي معتبرا عدم انزال عسكري لـ / الناتو / لانهاء نظام بشار اسد مؤامرة على الشرق الاوسط ودعم قوي لحرب ايران الانتقامية ضد اهل السنة والجماعة .
الحرب الذي يشنه نظام بشار اسد بدعم مطلق من ايران ضد الشعب السوري المسلم والحرب التي تشنها ايران باليمن ضد السعودية بواسطة الحوثيين له أسبابه ، ففي تصريح قديم عقب تدميره مدينة حماة واخماده انتفاضة كانت يتيمة أوائل الثمانينات ، أكد حافظ أسد لصحيفة / برافدا / السوفيتية ان بني امية حكموا العالم الاسلامي زهاء تسعون عاما ونحن سنحكم سوريا وبلاد الشام وشبه الجزيرة العربية المدة نفسها بينما أكد رئيس ايران السابق هاشمي رفسنجاني لمجلة / العالم / التص تصدر في لندن انه لن يكون للشيعة قائمة وطالما يوجد دول اسلامية من اهل السنة والجماعة تتحلى بالقوة واذا ما استطاع الشيعة السيطرة على سوريا فان ايران تستطيعبسط سيطرتها على جميع منطقة الشرق الاوسط .
هذا غيض من فيض وقديما قال نصر بن سيار يحذر بني أمية من فتن أبي مسلم الخراساني ويطالبهم بأخذ الاسباب للحيلولة دول القضاء على كيانهم :
أرى تحت الرماد وميض جمر يوشك ان يكون له ضرام
فان النار بالعودين تذكى وان الحرب مبدؤها كلام
فان لم يطفئها تجن حربا مشمرة يشيب لها الغلام
وقلت من التعجب ليت شعري أأبثاظ أمية أم نيام