الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- العالم بأجواء حرب

ألمانيا- العالم بأجواء حرب

24.12.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين واس  /‏21‏/12‏/2016
هل يؤدي اغتيال السفير الروسي اندريه كارلوف قبل يوم  الاثنين المنضرم  19 كانون اول / ديسمبر بالعاصمة التركية انقرة على يد عنصر من الشرطة زعم ان قتله ثأرا  من جرائم الروس لمدينة حلب وسكانها ، وما اذا كان الاعتداء الذي استهدف سوق مشتريات هدايا أعياد الميلاد بالعاصمة برلين يوم الاثنين المنصرم أيضا انتقاما من المانيا لمشاركتها التحالف الدولي ضد الارهاب اضافة الى اعتداءات وقعت بمدينة الكرك الاردنية واعتداءات تشهدها تركيا  والحرب باليمن التي تقودها ايران ضد السعودية ودول الخليج العربي والنزاع العسكري باوكرانيا  والاجواء المضطربة سياسيا بغرب البلقان والغاء اتفاقيات رقابة انتشار الاسلحة والصواريخ الدفاعية في اوروبا تلك بمثابة أجواء تنذر بوقوع حرب عالمية ثالثة ؟
هذه التساؤلات كانت موضوع ندوة دعا اليها بيت الثقافات الدولية بالعاصمة برلين مساء يوم أمس الاربعاء 21  كانون اول / ديسمبر بالرغم من ترميمات تجري بالمبنى واجواء عطلة اعياد الميلاد . فحادثة الاعتداء على سوق مشتريات اعياد الميلاد كانت وراء عودة اكثر اقطاب السياسة واعضاء البرلمان الالماني الى برلين من جديد . فعلى حسب رأي  استاذ علوم التاريخ الوسيط بجامعة هومبولدت البرلينية هانس اولريخ فينكلر  أن اوروبا والشرق الاوسط يعيشان بأجواء تشبه تماما أجواء ما قبل وقوع الحربين العالميتين الاولى والثانية ، فالحرب الاولى كانت سببها مقتل ولي عهد دولة هابسبورج الامير فرانس فرديناند بسراييفو عام  1914 من قبل طالب منتم الى منظمة الشباب الثورية لتحرير بلاده من الاحتلال النمساوي ، تلك الحرب التي امتدت لتشمل اربعين دولة في العالم اسبابها الرئيسية التطرف القومي والديني  وحب السيطرة ، وبأجواء الحرب العالمية الثانية التي كان سببها الرئيسي التطرف القومي ايضا . فما يجري في سوريا من إبادة وتدمير وتشريد هي حرب بين القوتين العظميين في العالم في ظل غياب دبلوماسية قوية للاوروبيين .
وبالرغم من تأكيد خبيرة شئون العلاقات الاستراتيجية بين اوروبا وروسيا وخبيرة  شئون منطقة الشرق الاوسط والاسلام جوزيفين برايتكوبف / معنى كنيتها باللغة العربية الراس العريض / بانه لن ينتطح من اجل مقتل السفير الروسي كارلوف بانقرة عنزان جراء التأكيد بان مقتله لن يؤثر على زعزعة العلاقات التركية الروسية من جديد على حد تأكيد زعماء الدولتين المذكورتين .
لكن  ذلك لا يعني بان العلاقات بين انقرة وموسكو  ستبقى جيدة  فأوروبا تعيش حاليا بأجواء حرب مع روسيا وتركيا تعيش باجواء سوء خلاف مع اوروبا والسعودية ومعها بعض دول الخليج مع ايران التي تحاول بسط سيطرتها سياسيا وعسكريا ودينيا بمنطقة الخليج عبر اليمن والعراق وربما سوريا  ايضا معتبرة تكهنات سقوط مدينة حلب بيد ميليشيات ايرانية ومرتزقة نظام بشار اسد إنذار خطير لتركيا ودول منطقة الشرق برمتها مشيرة ان غياب دبلوماسية  قوية تساهم بإطفاء فتيل حرب جديدة تعتبر سببا رئيسيا لاندلاع حرب عالمية جديدة . والعلاقات الطيبة الحالية بين انثرة وموسكو تعتبر على حسب مقولة نابوليون بونابرت الشهيرة بمثابة عدو عدوي صديقي  فقد بقيت روسيا تشن حروباضد الدولة العثمانية على مدى اكثر من قرنين من الزمن ، فقد كانت روسيا تعتقد انها وريثة الدولة البيزنطية وحامية  المسيحية في اوروبا وتنتظر موسكو فرصة خطأ ترتكبه الحكومة التركية لتبرز أسنانها الحادة في وجه انقرة من جديد .
ربما تكون سوريا وراء اندلاع حرب عالمية جديدة فاستعانة بشار اسد بالفرس لمواجهة شعبه أدى الى تهجير اصحاب الاراضي وإسكان الفرس بدلا منهم كما سيؤدي تدفق اللاجئين على اوروبا الى تغيير سكاني في القارة العجوز ، فتحذير الاحزاب القومية  الاوروبية من تغيير سكاني وديني يطرأ على اوروبا  جراء تدفق اللاجئين سيساهم بدعم الاصوات التي تطالب بالدفاع عن اوروبا من المسلمين وبالدفاع عن سوريا واليمن والعراق وتركيا من اطماع ايران التي تريد إعادة مجد الفرس بتك المناطق ، عدا عن ذلك فان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى بكل ما اوتي من قوة سياسية وعسكرية اعادة مجد روسيا القيصرية التي فقدته بانهيار الاتحاد السوفييتي فهو سلخ شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا ويحاول فصل بعض مناطق الشرق الاوكراني عن اوكرانيا المركزية وشعور دول بحر البلطيق الثلاثة التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي بخطر روسي يستهدفهم كل هذه الاسباب تجعل من العالم العيش بأجواء حرب ثالثة اندلاعها مسألة زمنية.