الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- العالم ينظر إلى سوريا ببرودة

ألمانيا- العالم ينظر إلى سوريا ببرودة

04.10.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏30‏/09‏/2016
أجرى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اتصال هاتفيا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف تطرقت مباحثاتهما بشكل مسهب حول الوضع في سوريا .
وأوضحت وزارة الخارجية ان الاتصال الهاتفي جرى ليلة هذا اليوم الجمعة 30 ايلول / سبتمبر قبل مغادرة شتاينماير برلين الى تل ابيب للمشاركة بتشييع رئيس الكيان الصهيوني السابق شمعون بيريز ، مشيرة ان شتاينماير طالب نظيره الروسي بضرورة العودة مع نظيره الامريكي جون كيري الى جنيف والعمل على التوصل الى اتفاق وقف لاطلاق النار في سوريا وخاصة في مدينة  حلب التي تفاقم الوضع الماساوي فيها الى أسوا مما كانت عليه وذلك اثر انهيار الهدنة التي توصل اليها في وقت سابق من شهر ايلول / سبتمبر الحالي وان يكون هناك وقف لاطلاق النار لاكثر من 48 ساعة لتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى المحاصرين بالمدينة كما طالبه بوقف القصف العشوائي على المدينة ووقف الزحف البري الذي يحاول نظام بشار اسد اقتحام المدينة من شرقها.
وأشارت وزارة الخارجية ان شتاينماير سيجري مباحثات مع  نظيره الامريكي جون كيري في تل ابيب حول الوضع في سوريا وضرورة انهاء الوضع الماساوي للشعب السوري .
ومن المقرر ان يدعو رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي نائب المستشارية الالمانية وزير الاقتصاد زيجمار جابرييل في وقت لاحق من الاسبوع المقبل لمسيرة حاشدة ضد الغزو الروسي لسوريا ونفاق الولايات المتحدة الامريكية وسخريتها من المعارضة السورية وغيرها من اولئك الذين يقفون الى جانب الشعب السوري ويدعمونه بمطالبه انهاء نظام بشار اسد  وقيام سوريا جديدة موحدة تسودها الحريات العامة . واعتبر مراقبو تطورات ماساة الشعب السوري والهمجية الروسية وجود حرب حقيقية بين موسكو وواشنطن على الارض السورية فالنزاع حول انهيار وقف اطلاق النار الذي م الاعلان عنه في وقت سابق من أيلول / سبتمبر الحالي والمشاجرة التي وقعت بين مندوبي موسكو وواشنطن بمجلس الامن الدولي قبل ايام دليل واضح قوي مسئولية واشنطن بتدمير سوريا لانها لم تنفذ اي تهديد ضد بشار اسد الذي استعان بالروس والفرس وميلبشياتهما  لحمايته  .
وأكدت زعيمة معهد حقوق الانسان البرليني بيئاتيه رودولف ان اوروبا تتحمل مسئولية ابادة الشعب السوري لركونها لواشنطن وموسكو بانهاء ماساة الشعب السوري فبدل ان يتعاون الاوربيون مع السعودية وتركيا وقطر والدول الاسلامية التي تدعم الشعب السوري معنويا اسندوا انهاء الحرب الى الكرملين والبيت الابيض فالكرملين يريد تثبيت اقدامه في سوريا ومنطقة الشرق الاوسط مزاحما بذلك واشنطن على نفوذها بتلك المنطقة وواشنطن فقدت بريقها السياسي والعسكري وتحاول اعادته من جديد على ارض سوريا مطالبة الاوروبيين اخذ مبادرة انهاء ماساة الشعب السوري ولو بتدخل عسكري ضد نظام بشار اسد . وأوضحت رودولف ان معهدها ضد الحروب وهو يسعى لتحقيق للانسان حقوقه وحريته والاتحاد الاوروبي الذي يدعو لحقوق الانسان بسكوته تجاه ابادة الشعب السوري يعتبر عقوق لحقوق الانسان . 
الا انه بالرغم من الانتقادات التي تتوالى على الاوروبيين لعدم اخذهم المبادرة لانهاء الحرب في سوريا وانهاء ماساة الشعب السوري  ووقف تدفق اللاجئين يعود بشكل رئيسي لتطورات الاوضاع السياسية والامنية باوروبا فالتدخل الروسي بالشرق الاوكراني وسلخ موسكو اقليم شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا وضمه الى حظيرة روسيا ومخاوف اوروبيو الشرق التي كانت بلادهم تابعة للاتحاد السوفييني من اجتياح موسكو لبلادهم عسكريا وعدم استعداد حلف شمال الاطلسي / الناتو / خوض حرب مع روسيا كان وراء عدم اخذ الاوروبيين زمام مبادرة التدخل عسكريا لانهاء الحرب في سوريا  والالية العسكرية الروسية ستستمر بتدمير ذلك البلد ولا سيما مدينة حلب بتدمير منشئاتها الصحية لمخطط يكمن افراغ البلد من سكانها وتنفيذ مخطط امريكي روسي يكمن بقيام دويلة للاكراد وتقسيم سوريا الى دويلات مذهبية وعرقية .
وعلى حسب اعتقاد بعض خبراء الشرق الاوسط ان الحرب في لسوريا لن تنتهي ببقاء سوريا موحد وانها مخطط بلقنة تلك الدولة قائم على قدم وساق واذا ما  تم تنفيذ ذلك المخطط وهو استمرار لاتفاقيات / سايكس بيكو / فان ذلك يعني مقدمة لقيام دوبلات جديدة بالشرق الاوسط ستكون بمثابة شوكة حادة  في  أعين الاوروبيين ولذلك فان اخذ اوروبا مبادرة انهاء الحرب في سوريا والابقاء على وحدة أراضيها  استقرار لاوروبا سياسيا وامنيا .
الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية  اللذين أتخذا قرار اعتقال كل من يشارك بالحرب في سوريا سواء مع تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / او مع ميليشيات اسلامية اخرى يدعم بشكل  مباشر ايران فهي تقوم بتجنيد شباب شيعة يعيشون في اوروبا للحرب في سوريا الى جانب بشار اسد ، اذ تؤكد تقارير المخابرات الاوروبية وصول عدد شباب شيعة غادروا اوروبا يحاربون الى جانب بشار اسد الى حوالي تسعمائة وخمس وثمانون شابا منهم حوالي ستمائة وواحد وثلاثون شابا من المانيا . وعزا المعهد الاوروبي للسياسة الخارجية الذي يتخذ من برلين ولندن مقرا له  عدم انتقاد الاوروبيين والامريكان دعم ايران لبشار اسد ماديا ومعنويا وعسكريا الى الاتفاق الذي تم بين الدول المعنية بملف ايران النووي وايران في وقت سابق من عام 2015 الماضي ، بينما يرى معهد مارشال للعلوم السياسية والعسكرية ان سبب عدم مبالاة واشنطن والاتحاد الاوروبي بدعم طهران للحوثيين باليمن وبشار اسد الخشية من قيام محور عسكري يضم ايران روسيا والصين .
وعلى دمار سوريا ان يستمر الى ان يستيقط الاوروبيون من سباتهم قبل وصول خطر أخطائهم الى عقر دارهم على حد راي وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر وتحذير رئيس معهد ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر من مغبة تقاعس الاوروبيين انهاء ماساة الشعب السوري .