الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- المعادون للإسلام خطر على الديموقراطية في أوروبا

ألمانيا- المعادون للإسلام خطر على الديموقراطية في أوروبا

29.08.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 28 ‏/08‏/2016
لا يكاد يمر يوم في المانيا وبعض الدول الاوروبية  دون ان يقع فيه  اعتداءات على المسلمين ومساجدهم . صحيح ان الاعتداءات على المساجد تراجعت بعض الشيء في المانيا خلال فترة ما بين كانون ثان / يناير ونهاي حزيران / يونيو من عام 2016 الحالي الى 2،7  بالمائة عن الفترة نفسها من عام 2015 الماضي  اذ وصلت الاعتداءات الى حوالي  واحد وستون اعتداءً الا ان نسبة الدعايات المناهضة للاسلام والمسلمين والاعتداء الجسدي ارتفع بشكل ملحوظ ، فعلى حسب تأكيد الحكومة الالمانية لاعضاء لجان شئون شئون السياسة الامنية والثقافية بالبرلمان الالماني ، فقد وصل عدد الدعايات والمهرجانات الخطابية الى حوالي  الفين وثمانمائة وسبع وستون دعاية ومهرجان خطابيا بينما وصل عدد الاعتداءات الجسدية الى حوالي مائة وواحد وعشرون اعتداءً .
هذه النتيجة كانت ضمن دراسة علمية  قام بها خبراء حول تنامي ظاهرة العداء للاسلام الذي يطلق عليهم بـ / أسلامفوبي/ الاوروبيين الذي يعني المعادين للاسلام شملت خمس وعشرون دولة في اوروبا بتكليف من جامعة هومبولدت البرلينية والمعهد الالماني لحقوق الانسان ومعهد الدراسات الاستراتيجية الاوروبي الذي يتخذ من لندن وبرلين مقرا له الى جانب مجلس الشورى الاوروبي في شتراسبوج بدعم من البرلمان الالماني والاوروبي وبتكليف ودعم من رئاسة مجموعة التفكير الاستراتيجي التركي / ثينك تانك سيتا برهان الدين دوران /  تم عرضها هذا اليوم الاحد 28 آب أوجسطس بمعهد برلين – براندينبورج العلمي أقدم صرح علمي بالعاصمة الالمانية / كان صاحب هذا التقرير  من بين اللجنة العلمية / .
تشمل ظاهرة المعاداة للاسلام الى  جانب الاعتداءات على المساجد والدعايات المناهضة والاعتداء الجسدي ايضا ظاهرة العنصرية والتمييز الديني ففي بعض مناطق الشرق الالماني اضافة الى هنغاريا والتشيك وبولندا وفي فرنسا وبريطانيا وغيرها لا تستطيع امرأة مسلمة ترتدي الزي الاسلامي بالمشي وحدها بالشوارع فنزع حجابها اصبحت ظاهرة عادية .
وتحمل الاحزاب المعاية للاسلام  في المانيا مثل الحزب البديل لالمانيا وأحزاب الحرية ورينانيا الشمالية  والحزب النازي الالماني ، وفي فرنسا الحزب  القومي وهولندا الحزب الجمهوري اضافة احزاب تكمن حاليا بولندا والتشيك راية المعاداة للاسلام والمسلمين ، وقد بدأت حملة الدعايات الانتخابية بولاية العاصمة برلين التي ستجري يوم 18 أيلول / سبتمبر بحملة الاحزاب المعادية هذه في مقدمتها الحزب البديل لالمانيا والنازي بشعاراتهم المناهضة للاسلام . وتدعم جميع هذه الاحزاب ما يُطلق عليه بـ / الجبهة القومية الاوروبية لحماية الغرب من الاسلام / هذه الجبهة التي تقوم كل يوم اثنين بتنظيم مهرجانا خطابيا مناهضا للمسلمين تطالب بتنظيف اوروبا من المسلمين ، حتى أن ماركوس زودر سكرتير عام الحزب المسيحي الاجتماعي الذي يشارك المسيحيين والديموقراطيين في حكم المانيا حاليا أعلن يوم أمس السبت 27 الشهر الحالي  اعادة اكثر من مائة الف لاجئ سوري وعراقي وافغاني وغيرهم من المسلمين الى بلادهم لوجود صعوبات كثيرة بدمجهم بالمجتمع الالماني اضافة الى تمسكهم باهداب تعاليم الدين الاسلامي وحرص النساء منهم على ارتداء الزي الاسلامي وأداء بعضهم الصلاة بالاماكن العامة .
وأكدت دراسة اللجنة العلمية ان ظاهرة المعاداة للاسلام لا تقتصر على الطبقة العادية بالمجتمع الاوروبي بل تشمل الطبقة الوسطى والطبقة العليا من المجتمع بل ان الطبقتين الوسطى والعادية متأثرتان بالطبقة العليا أي طبقة الاثرياء وخريجي وأساتذة الجامعات والمعاهد العليا وفي مقدمتهم اولئك الذين يزعمون خبرتهم بالاسلام والمسلمين ولا سيما تركيا وبلدان الشرق الاوسط . وتشير الدراسة ان آثار الحروب الصليبية وقيام دولة الخلافة الاسلامية العثمانية وقبلها فتوحات المسلمين وخاصة على عهد الدولة الاموية التي تعتبر دولة فتوحات لها تأثيرها القوي على بروز شعبية وقوة الاحزاب القومية المعادية للاسلام ، فمؤسس البروتسانت مارتين لوثر / 1483- 1546/ كان يرى ببروز قوة العثمانيين وقبلهم فتوحات الامويين باوروبا عقابا إلهيا يتطلب من الاوروبيين النصارى العودة الى دينهم وحمايتهم قارتهم العجوز . هذه الافكار متغلغلة بالمجتمع الالماني والاوروبي الى حد قيام حرب صليبية حقيقية كان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الابن قد دعا اليها عقب حوادث 11 ايلول / سبتمبر من عام 2001 ، وتصريحات مرشح الجمهوريين للرئاسة الامريكية دونالد ترامب بمنع المسلمين دخول الولايات المتحدة الامريكية تحظى بتأييد كبير من الاحزاب القومية الاوروبية ، فالحزب القومي البولندي الذي يحكم بولندا حاليا ومعه الحزب الشعبي الهنعاري والقومي التشيكي يؤكدون عدم رغبتهم بكثرة المسلمين في بلادعم علما الى وجود اقليات مسلمة ببولندا وهنغاريا منذ اكثر من خمسمائة عام .
واعتبرت هذه اللجنة العلمية التي شارك بها ايضا كل من استاذ العلوم السياسية في الجامعة الالمانية التركية باستانبول انس بيرقلي واستاذ علوم السياسية والاجتماعية في جامعة سالتسبورج فريد حافظ وبرئاسة استاذ علوم التاريخ والسياسة الاوروبية والاجتماعية في جامعة هومبولدت البرلينية اولريخ فينكلر الاحزاب المعادية للاسلام خطر يحدق على الديموقراطية والحرية في اوروبا وهم الاسس الرئيسية لانهيار الاتحاد الاوروبي ومحرضين على حرب ضروس  تقع بين الاسلام والمسيحية تأكل الاخضر واليابس . وطالب فينكلر الحكومة الالمانية والاوروبيين عدم اعطاء المجال للاحزب القومية المعادية للاسلام اي نصيب  من النجاح باهدافهم معتبرا  اخطاء الاوروبيين بسياستهم التي ينتهجونها على الصعيدين الداخلي والخارجي وخاصة موقفهم المتخاذل لنصرة الشعب السوري وعدم اكتراثهم بمطالب تركيا الغاء تأشيرة دخول الاتراك دول الاتحاد الاوروبي ومماطلتهم دخول تركيا عضوية الاتحاد الاوروبي الى جانب صمتهم عن الدعايات المناهضة للدين الاسلامي وراء ارتفاع قوة هذه الأحزاب .
ورأت هذه اللجنة ضرورة ربط الحكومات الاوروبية  المنظمات الاسلامية في اوروبا  معها لمواجهة المعادين للاسلام علميا وسياسيا واجتماعيا والمعادين للاسلام لا علاقة لهم بما يطلق عليه  بمنتقدي الاسلام فاولئك بستندون بانتقادتهم للتعاليم الاسلامية الى الكتب والمراجعات التي استندوا اليها من كتب المستشرقين الاوائل والخلاف الفقهي بين علماء المسلمين اضافة الى تاريخ اوروبا الملي بالافتراءات على الاسلام والضرورة ملحة لحوار منطقي علمي لدحض افتراءاتمنتقدي الاسلام وجذبهم لجبهة موحدة تواجه جبهة المعادين للاسلام في اوروبا .