الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- الوضع اخطر من الحرب الباردة

ألمانيا- الوضع اخطر من الحرب الباردة

11.10.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 10‏/10‏/2016
أعرب مراقبو السياسة الاوروبية والدولية بندوة دعت اليها الاكاديمية الاتحادية للامن والسلام الدولي بالعاصمة برلين هذا اليوم الاثنين 10 تشرين أول /اكتوبر  عن قلقهم أزاء تطورات السياسة الدولية والاوروبية الناجمة عن الخلاف الامريكي الروسي حول سوريا واعلان موسكو الغاء اتفاقية التخلص من النفايات النووية والازمة الاوكرانية التي تكمن باستمرار دعم موسكو للانفصاليين بالشرق الاوكراني وغيرها ، مشيرين بالندوة المذورة ان العالم يعيش على حافة حرب عالمية ثالثة فالوضع اخطر من الحرب الباردة . .
ورأى قائد الجيش الالماني السابق عضو هيئة رئاسة الخطط العسكرية لحلف شمال الاطلسي / الناتو / هارالد كويات ان انهاء الحرب في سوريا يكمن بتدخل عسكري لحلف / الناتو / وتقديم بشار اسد الى محكمة الجنيات الدولية ، بينما أكد رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني روبرت روتجين ان التدخل العسكري الروسي في سوريا وقصف طائرات روسيا العسكرية للمدن وخاصة حلب ونواحيها واستهداف المستشفيات وغيرها جرائم حرب وتقديم بشار اسد الى محكمة الجنايات العليا يجب ان يشمل فلاديمير بوتين والميليشيات التابعة لايران التي تقاتل الشعب السوري الى جانب اسد ، عدا عن ذلك مؤكدا دعمه لكل المطالب التي تطالب باجراء عقوبات اقتصادية جديدة ضد الكرملين لإذعانه وقف دعمه لبشار اسد وللانفصاليين بالشرق الاوكراني واعادة نشر روسيا لقواعد صواريخها بالشرق الاوروبي .
رئيس الاكاديمية كارل هاينتس كامب أوضح بان الحرب الباردة كانت مقتصرة بين / الناتو / وحلف / وارسو/ أما حاليا فالصراع قد امتد بين اطراف كثيرة فتحالف عسكري بقيام محور يضم ايران والصين بقيادة روسيا ومحاولة  ودول آسيوية وأوروبية لسحب محاولات / الناتو / ضم دول اوروبية الى الحلف مع دول اخرى مثل ارمينيا وجورجيا وتهديد  موسكو لدول بحر البلطيق التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق ومخاوف بولندا من غزو روسي ينذر بحرب عالمية ثالثة ان لم تكن هذه الحرب قد اندلعت بين واشنطن وموسكو على ارض سوريا مضيفا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لفرض سياسة بلاده على المسرح الدولي للسياسة مستغلا بذلك تلاشي قوة الادارة الامريكية منذ استلام باراك اوباما مفاتيح البيت الابيض مؤكدا ان الادارة الامريكية بعهد رئيس جديد لها سواء كان من الجمهوريين او الديموقراطيين لن تستطيع العودة الى القوة السياسية من جديد لفترة سنوات كثيرة  وعلى الاوروبيين أخذ مبادرة القوة السياسية للحيلولة دون مواجهة حقيقية بين الغرب والشرق من جديد الحرب في سوريا ربمكا تكون بمثابة / القشة التي  قصمت ظهر البعير  - على حد تعبيره / باندلاع حرب ثالثة .
اي جهود سياسية بين واشنطن وموسكو من اجل انهاء الحرب في سوريا وانهاء معاناة الشعب السوري وتدفق اللاجئين من سوريا والعراق على اوروبا اوانهاء الوضع المتأزم باوكرانيا لم تعد مجدية في ظل تأزم العلاقات بين موسكو وواشنطن وبين موسكو واوروبا وعلى الاوروبيين اتخاذ سياسة جديدة قبل ان يجدوا انفسهم مضطرين لخوض حرب حقيقية جديدة تكمن بتعاون مطلق مع تركيا والسعودية وقطر لانهاء نظام بشار اسد  ضمن جيمع السبل المتاحة ، فالتدخل العسكري لحلف شمال الاطلسي / الناتو / واوروبا بموافقة الامم المتحدة ضد صربيا عام 1999 أدى الى نتائج ايجابية أنهت الاقتتال الذي كاد ان يمتد الى عمق اوروبا الوسطى والغربية واذا ما استمر الصراع في سوريا فانه سيمتد الى اوروبا لا محالة .
ولا تعتبر الحرب في سوريا والنزاع في اوكرانيا سببا رئيسيا للخلاف بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا بل يمتد الى سنوات عام 2012 منذ عودة بوتين الى الكرملين رئيسا لبلاده مرة اخرى فقد تم اعادة نشر قواعد الصواريخ الروسية بالمدن الروسية الواقعة على بحر البلطيق مقابل قواعد صواريخ الولايات المتحدة الامريكية و/ الناتو / ببحر البلطيق مواجهة للمدن الروسية ، وذلك بحجة موسكو التي أعلنها بوتين بان الغرب لم يقم بتنفيذ اتفاقيات اعادة توحيد الالمانيتين تلك الاتفاقيات التي تكمن بعدم توسعة / الناتو / رقعته الى الضفة الشرقية من نهر / البه – ينبع من التشيك ويصب ببحر الشمال عبر هامبورج / هذه التطورات اضافة الى فشل الاوروبيين بكسب اوكرانيا الى جانبهم زمن رئيس الدولة السابق فيكتور بوروشينكو الامر الذي ادى الى تدخل روسي بتلك الدولة وسلخ اقليم شبه جزيرة القرم ، والتدخل الروسي الى جانب بشار اسد جاء وفق اتفاق تم مع طهران لتثبيت سياستها بالشرق الاوسط .