ألمانيا- جرائم حرب في سوريا

كاتب ومفكر سياسي
برلين 05‏/10‏/2016
ناقش وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير مع نظراءه وزراء خارجية اولايات المتحدة الامريكية المانيا/ مشاورات حول سوريا ببرلين
برلين واس /‏05‏/10‏/2016/ ناقش وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير مع مدراء وزارات الخارجية في الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وايطاليا وبريطانيا ومعهم ايضا مبعوث الامم المتحدة في سوري ستيفان دي مستورا هذا اليوم الاربعاء 5 تشرين اول / اتوبر بالعاصمة برلين تطورات الوضع في سوريا .
وأوضح شتاينماير للصحافيين قبيل استقباله مدراء وزراء الخارجية المذكورة انهم يريدون البحث في خطط تنهي ماساة الشعب السوري ووقف اطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية والطبية الى المحاصرين في مدن حلب وادلب وغيرها بجميع السبل المتاحة وانه اكد لمبعوث الامم المتحدة دي ميستورا استعداد المانيا للقيام بدور رائد وفعال لتسهيل وصول المساعدات الى المحاصرين بمدن حلب وغيرها وتنظيم لقاء ببرلين مع نظراءه وزراء خارجية الدول المذكورة خلال الايام القليلة المقبلة .
وكان وزير الخارجية شتاينماير قد انتقد قيام طائرات بشار اسد بدعم من الطائرات الروسية باستهدف المستشفيات وخاصة مستشفيات حلب معتبرا ذلك من جرائم الانسانية ، كما طالب فرع المانيا لمنظمة / اطباء بلا حدود / الحكومة الروسية بالكف عن قصف المنشئات الصحية في سوريا مؤكدة ان هذه الجرائم يجب ان لا تمر بدون عقاب ن حاثة الاتحاد الاوروبي اتخاذ اجراءات حاسمة ضد الجرائم الروسية في سوريا .
وعلى الصعيد نفسه أعرب وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية الالماني المسئول الحالي عن ملف علاقات الحكومة الالمانية مع روسيا جيرنوت ايرلر الذي يعتبر من خبراء السياسة الاستراتيجية في المانيا واوروبا عن قلقه من مناوشات عسكرية مباشرة تقع بين واشنطن وموسكو في اوروبا وسوريا وذلك جراء ارتفاع نبرات التهديد والانتقادات المتبادلة بين واشنطن وموسكو .
واوضح ايرلر / للمحرر / هذا اليوم الاربعاء 5 تشرين اول /اكتوبر قبيل دخوله قاعة للمشاركة بجلسة لاعضاء لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني ان ليس فقط نشر روسيا لقواعد طائرات عسكرية / 5300 و 5400 / من نظامها الدفاعي في سوريا بل ايضا اعلان موسكو الغاء الاتفاق الذي تم بين واشنطن ومعها حلف شمال الاطلسي / الناتو / وبين موسكو باتلاف الاسلحة / البلوتيوم / وذلك برعاية الامم المتحدة ايضا الى جانب اعلان واشنطن مؤخرا وقف اتصالاتها الى موسكو من اجل وضع حد للحرب في سوريا عدا عن ذلك فان نبرة تهديد واشنطن بعمل عسكري الى جانب الجهود الدبلوماسية اصبح عاليا بشكل يثير القلق معربا عن دعمه لمطالب بتشديد عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا أثارها سياسيون من كتلة الخضر بالبرلمان الالماني .
والغطرسة الروسية في سوريا والجرائم التي يرتكبها النظام السوري بدعم من ايران وموسكو وقصف المستشفيات والملاجئ وتعطيب منشئات تخريج المياه وقصف أفران الخبز لتأمين حاجيات الناس من الطعام اضافة الى قصف سيارات تحمل على متنها مساعدات انسانية وقصف المنازل الشعب السوري في حلب وادلب وغيرها من المناطق القريبة من دمشق وحماة ومدن اخرى دليل واضح على ان هذه الاعمال تجر الى حرب حقيقية تقع بين الدول الكبرى على ارض سوريا . هذه الجرائم التي ترتكب وتدمير المدن شبيهة تماما بما فعله الروس في عاصمة الشيشان غروزني والصرب في سراييفو والكوسوفو وجونيسيا / اسبانيا / التي دمرتها القوات الالمانية زمن الحرب العالمية الثانية لتمردها على الجنرال فرانكفو ، وافغانستان من قبل طائرات امريكية وغيرها ارهاب حقيقي وابادة جماعية تمارس أمام الراي العام الدولي وخاصة الامم المتحدة ومجلس امنها الدولي الذي وصفهما خبراء السياسة الاستراتيجية ومنظمات سياسة دولية بانهما وراء ماساة الشعب السوري وغيره من شعوب دول ضحية أنظمتها .
واعتبرت ناطقة لجان شئون سياسة حقوق الانسان بالبرلمان الاوروبي / الالمانية / بربرا لوخبيلر جرائم الروس والفرس والامريكان في سوريا ارهاب حقيقي وليست ميليشيا / فتح الشام – النصرة سابقا / التي وضعتها الامم المتحدة بقائمة الارهاب قبل تصنيفها تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / مؤكدة انه اذا ما استمرت اوروبا تنظر ببرودة الى ابادة الشعب السوري فان جريمة الانسانية للقرن الواحد والعشرين تقع على عاتق اوروبا .
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد العودة ببلاده بقوة على المسرح الدولي للسياسة على حساب ابادة الشعب السوري وتدخله العسكري بالشرق الاوكراني واذا لم يتخذ المجتمع الدولي سياسة حسم لاطماعه فان اوكرانيا ستتعرض للتقسيم كما ستصبح سوريا أثرا بعد عين .