الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- حالة السوريين المحاصرين سيئة

ألمانيا- حالة السوريين المحاصرين سيئة

21.01.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏19‏/01‏/2017
ناشدت منظمات انسانية دولية وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير وأعضاء لجان شئون حقوق الانسان بالبرلمانين الالماني والاوروبي بذل الجهود لانهاء العنف في سوريا وارسال مراقبين اوروبيين للاشراف على وصول المساعدات الانسانية الى المحاصرين بالمدن والقرى السورية من قبل ميليشيات بشار اسد وايران وروسيا .
وأكدت رئيس منظمة / الاطفال يساعدون بعضهم / الكسندرا فون برويسين / حفيدة آخر قيصر الماني /  هذا اليوم الخميس 19 كانون ثان / يناير بالعاصمة برلين / انه بالرغم من وقف اطلاق النار والسماح للمحاصرين بمدينة حلب الخروج من مناطقهم المحاصرة الا انه لا يزال يوجد حوالي700 الف نسمة منهم حوالي 300 الف طفل بحاجة ماسة للمساعدات الانسانية فالميليشيات التي تدعم بشار اسد اضافة الى الروس يضعون عوائق تول دون وصول المساعدات الانسانية .
وعدا عن مدينة حلب ، فقد أكدت فون برويسين وضع سكان قرى مضايا وخان الشيح وغيرها من القرى  الواقعة على القرب من العاصمة السورية دمشق بالسيء للغاية مشيرة ان احد أطفال قرية مضايا المحاصرة فقد بصره لعدم وجود مواد غذائية كافية وصعوبة الوصول الى أطباء يسعفونه مؤكدة ان ميليشيات بشار اسد يضعون عوائق وصول مساعدات الى المحاصرين وبالتالي فالكثير من شاحنات اغاثة دولية تتعرض للسطو من قبل ميليشيات لبنانية واجنبي تعتبر ساعدا رئيسيا لنظام بشار اسد وبدون وجود مراقبين اوروبيين ودوليين فان الوضع الانساني سيزداد سوءً .
ومن ناحيته وصف عضو لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني اوميد نوريبور / من اصل فارسي / ويرعى  أيضا منظمة / ساعد الان / الاتفاق التركي الروسي لوقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه يوم 30 كانون اول / جيسمبر 2016 المنصرم بالهش فان وقف النار لم يثبت منتقدا الاعلام الالماني لتغافله عن ما يجري  في سوريا مؤكدا انه لا سلام في سوريا بوجود بشار اسد وعلى المجتمع الدولي عدم قبوله بالمجتمع الدولي مرة اخرى وبدون تدخل عسكري اممي فلا سلام في تلك الدولة على حد رايهما .
ولا  يحظى الاتفاق التركي الروسي بوقف اطلاق النار في سوريا بمباركة وتأييد من الاتحاد الاوروبي بل وينظر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير  ومعه بعض اعضاء البرلمانين الاوروبي والالماني بالاتفاق بريبة  ، فالاتفاق تم بدون مباركة من السعودية وقطر  والاتحاد الاوروبي وادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما . صحيح ان الاتفاق انتصار للدبلوماسية التركية التي تحاول التخفيف من الضغوط التي تتعرض لها أنقرة   وموسكو  ايضا ، فأنقرة  تعاني من شبه عزلة اوروبية جراء سياسة الحكومة التركية التي تنتهجها ضد الصحافة والمعارضة  اضافة الى إعطاء الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان سلطات اكثر من البرلمان اي  أن يصبح منصب الرئاسة التركية ليس رمزا مثل بعض الدول الاوروبية بل قوة على الصعيدين الخارجي والداخلي مثل فرنسا ، هذه التطورات  أكسبت المعارضة التركية في الخارج  عاطفة  من قبل مناوئي حزب العدالة والتنمية التركي بالبرلمانين الالماني والاوروبي ، كما ان موسكو تعاني من عزلة  اوروبية جراء تدخلها بأوكرانيا الشرقية وحمايتها للنظام السوري . وبالرغم من ان موسكو على عكس انقرة غير مهتمة بالانتقادات الاوروبية الا انها تسعى من خلال تعاونها مع انقرة الخروج من عزلتها الدولية والتخفيف من حدة الانتقادات الذي يكمن بمبادرة وقف اطلاق النار في سوريا ، هذا الاتفاق الذي يعتبر الشعب السوري ضحيته فانتفاضة الشعب السوري التي سببها الرئيسي الكرامة والحرية  ورفض قاطع لبقاء بشار اسد بمنصبه   فالاتفاق التركي الروسي الذي يكمن ايضا موافقة انقرة بقاء بشار اسد بمنصبه حتى عام 2021  يعني ان الانتفاضة فشلت وعلى الشعب السوري والمجتمع الدولي الذي عزل اسد سيُرغم على التعاون معه ممثلا عن الشعب السوري .