الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- خطوات نحو استقالة دي ميستورا

ألمانيا- خطوات نحو استقالة دي ميستورا

24.11.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏23‏/11‏/2016
منحت الجمعية الالمانية لمنظمة الامم المتحدة مسائ يوم أمس الثلاثاء 22 تشرين ثان / نوفمبر جائزتها السنوية لعام 2016 لكل من مسئول منظمة الامم المتحدة عن الملف السوري ستيفان دي ميستورا ومندوبة المنظمة الدولية بين عامي 2013 و 2015  عن اتلاف الاسلحة ذات الدمار الشامل / الالمانية / انجيلا كانيه بمشاركة وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير وشخصيات تمثل السياسة والاقتصاد والمجتمع .
جاء الاحتفاء بدي ميستورا عقب ندوة عن سوريا والشرق الاوسط دعا اليها كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين بالبرلمان الالماني  بمشاركة وزير الخارجية شتاينماير الذي أعلن بمحاضرة القاها عن أسفه لفشل جميع الجهود التي بذلها بالتعاون مع السعودية وقطر وتركيا لاقناع الكرملين بوقف اطلاق النار في سوريا هذه المحاولات التي بدأت على هامش مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين الذي عقد في شهر شباط/ فبراير من عام 2016 الحالي فجميع الاتفاقيات لوقف اطلاق النار لم تثبت وحصار سكان مدينة حلب وما حولها من القرى الى جانب مدن سورية اخرى يعتبر من جرائم الابادة الجماعية .
ورأى شتاينماير ان التغييرات التي ستطرأ على سياسة البيت الابيض باستلام زعيم جديد له وهو دونالد ترامب اصبح التوصل الى اتفاقيات جديدة لوقف اطلاق النار بعيدة المنأى بعض الشيء الا انه يجب على الدبلوماسية عدم الركون الى الهدوء انتظارا لما تقرره السياسة الامريكية الجديدة مؤكدا استمرار جهوده لوقف اطلاق النار في سوريا ولا سيما بمدينة حلب وما حولها فقصف المستشفيات والمدارس وتجويع سكان تلك المناطق ابادة ممنهجة يجب وقفها بجميع السبل المتاحة مستطردا بان التدخل العسكري وحده  لن ينهي مأساة الشعب السوري .
دي ميستورا اتهم بمحاضرته جهات كثيرة بانها وراء انهيار وقف اطلاق النار وعدم التوصل الى اتفاق لانهاء الملف السوري سياسيا منتقد بشكل خاص المعارضة السورية التي وصفها بالعناد لإصرار رفضها اي مستقبل سياسي لبشار أسد في سوريا ، مغايرا بذلك تأكيدات شتاينماير الذي اعلن بانه لا مستقبل لاسد في سوريا . واسهب دي ميستورا بمحاضرته عن جرائم تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / التي وصف عناصرها بالوحوش البشرية وانه طالما يتخذون من مدينة الرقة السورية عاصمة لهم وهمينتهم على مدن اخرى فلن يكون هناك سلام في سوريا اذا لم يتم لقضاء على ذلك التنظيم ، منوها باستعداد نظام سوريا  وتفاعل ايران ودعم موسكو لانهاء الحرب في سوريا بالسبل السياسية .
دي ميستورا تعرض لانتقادات كثيرة وحاول الدفاع عن مهمته ويؤدي مهمته باستقلالية لا مع نظام اسد ولا مع المعارضة الا ان كلماته كانت متشعبة وغير منظمة ولم يكن يدري من يتهم ومن لا يتهم ، والذي كان يتابع محاضرته والاسئلة التي تدفقت عليه يستطيع الجزم بان دي ميستورا قد أكد فشل مهمته في سوريا على غرار سلفيه كوفي عنان والاخضر الابراهيمي .
نائب رئيس كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين وناطق السياسة الخارجية للكتلة المذكورة والذي يعتبر من خبراء منطقة  الشرق الاوسط رولف موتسيرنيش رأى ان الحرب على ارض سوريا بين ايران ومعها روسيا وبين الولايات المتحدة الامريكية ربما تستعر اكثر من ذي قبل الى ان يستلم ترامب مفاتيح البيت الابيض في وقت لاحق من شهر كانون ثان / يناير   2017 المقبل ، فالرئيس الامريكي الجديد اعلن عن رغبته التعاون مع فلاديمير بوتين بمحاربة تنظيم ما يُطلق عليه / الدولة الاسلامية / ، وهذه الحرب قد تطول وتنتهي بإذعان موسكو وطهران وواشنطن ان الحل السياسي في سوريا هو الوحيد .