الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- فشل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي

ألمانيا- فشل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي

18.12.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 16‏/12‏/2016
ربما يكون تحذير رئيس البرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / مارتين شولتس  الذي أعلن قبل يوم أمس الاربعاء 14 كانون اول / ديسمبر رغبته بترك منصبه والمساهمة بالسياسة الاتحادية لالمانيا واحتمال استلامه حقيبة الخارجية خلفا للوزير الحالي فرانك فالتر شتاينماير اذا استلم مفاتيح قصر الرئاسة الالمانية في وقت لاحق من شهر شباط / فبراير 2017 المقبل ، من انهيار الاتحاد الاوروبي جراء فقدان الاتحاد سياسة حازمة لتجاوز الخلاف بين الاوروبيين وامكانية مساهمة الاوروبيين لعب دور اكبر على الساحة الدولية للسياسة ، فهو قد وصف بكلمته التي القاها امام اعضاء البرلمان الاوروبي تصريحات الاوروبيين عما يجري في سوريا والعراق وانتقادهم جرائم موسكو وطهران  في سوريا وخاصة في حلب والتطهير العرقي الذي يمارسه الجيش العراقي بالمدن العراقية والكراهية والحقد الذي يبسطه ميليشيات شيعية ضد اهل السنة والجماعة في سوريا عبارات عن فقاعات هوائية لا تلقي آذانا صاغية وابراز عضلات الاوروبيين امام موسكو لتدخلها السياسي والمعنوي بالشرق الاوكراني لا تؤخذ هذه العضلات باي اعتبار اذ يرى زعيم الكرملين فلاديمير بوتين بعضلات الاوروبيين عبارة عن عضلات ضعيفة مطالبا الاوروبيين إعادة قوة اوروبا من جديد والا فانه خلال سنوات قليلة سيتم اغلاق مباني الاتحاد الاوروبي ببروكسل واللوكسبمورج وشتراسبورج وغيرهم من المدن الاوروبية .
المستشارة انجيلا ميركيل انتقدت خلال مؤتمر صحافي عقدته ببروكسل يوم أمس الخميس 15 كانون اول / ديسمبر على هامش مشاركتها بمؤتمر زعماء الاتحاد الاوروبي ما يقترفه الروس والفرس في سوريا بجرائم حرب ،معربة عن أسفها لعدم وجود سياسة واحدة للاوروبيين بشأن اتخاذ عقوبات اقتصادية ضد روسيا وايران مؤكدة فشل سياسة الامم المتحدة تجاه سوريا .
الا ان وصف ميركيل ما تقترفه  موسكو وطهران بجرائم حرب لن تضر زعماء تلك الدولتين ولن يشعروا بأي إهانة على حسب تقييم مسئول الحكومة الالمانية عن ملف العلاقات الالمانية الروسية  جيرنوت ايرلر الذي كان يشغل منصب وزارة الدولة بالخارجية الالمانية وأحد خبراء السياسة الدولية المرموقين مشيرا لراديو / اينفو / الاخباري الذي يذيع بثه من برلين هذا اليوم الجمعة 16 الشهر الجاري ان عدم اتخاذ الاوروبيين سياسة حزم ضد بشار اسد وغطرسة بوتين وصمتهم تجاه ايران مخز للجبين ودليل واضح على فقدان الاوروبيين مصداقيتهم تجاه شعوب منطقة الشرق الاوسط وما وصلت اليه السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي من ضعف نذير خطير لمستقبل الاتحاد الاوروبي معربا عن أمله ان يتجاوز الاوروبيون خلافاتهم وابراز قوتهم السياسية والمعنوية في العالم من جديد .
الشعب السوري ليس مثل صحيفة / تشارلي اوبيدو / تلك الصحيفة التي اشتهرت  برسومها السيئة التي تنال من الاسلام والرسول عليه الصلاة والسلام ومن شخصيات اخرى لعبت  دورا هام بتاريخ الانسانية ، هذه الصحيفة التي تعرضت لاعتداء في وقت سابق من شهر كانون ثان / يناير عام 2015 ، فقد خرجت مظاهرات غاضبة في اوروبا كلها وخاصة بالعاصمة برلين شارك فيها أقطاب السياسة تحت شعار / كلنا تشارلي اوبيدو / ولأن شعوب منطقة الشرق الاوسط مسلمون فلا داعي للوقوف في وجه بربرية موسكو وطهران على حسب ما ذكرته لرئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين الذي ذهبت دعوته ووزير الاقتصاد نائب المستشارية الالمانية رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي زيجمار جابرييل الى الخروج بوقفة احتجاج ضد روسيا والولايات المتحدة الامريكية التي تشرف بشكل مباشر على إبادة الروس والفرس للشعب السوري  أدراج الرياح وبقيت بمثابة صرخة داية لحزبهما الحزب المسيحي الديموقراطي والحزب الديموقراطي الاشتراكي . .
السياسة الاوروبية والجهود الدولية لانهاء مأساة الشعب السوري  فشلت على حسب تأكيد رئيس الدولة الالمانية يوئاخيم جاوك الذي أوضح لصحيفة / برلينر تاجيس شبيغيل / هذا اليوم الجمعة انه اذا ما ارادت السياسة الدولية عدم رؤية صور الدمار والدماء والجوعى والمرضى والجرحى من سكان مدينة حلب وغيرها من المدن السورية فالأمر يتطلب سياسة حزم لمواجهة جرائم بشار اسد وغطرسة فلاديمير بوتين وملالي ايران .