الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- لا توقعات حول اجتماع لوزان بشأن سورية

ألمانيا- لا توقعات حول اجتماع لوزان بشأن سورية

16.10.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏15‏/10‏/2016
يعقد وزيرا الخارجية الامريكي والروسي جو كيري وسيرجي لافروف خلال هذا اليوم السبت 15 تشرين أول /اكتوبر  اجتماعا بمدينة لوزان / سويسرا / للبحث في امكانية وقف اطلاق النار والسعي للعودة الى مباحثات بين المعارضة وممثلين عن نظام بشار اسد . ويأتي الاجتماع ضمن اجواء مشحونة بالفتور بين واشنطن وموسكو وقلق اوروبي وعربي ايضا من طبول حرب تدق بين الغرب والشرق ، اذ لا تعتبر المسالة السورية وراء الفتور والقلق فحسب بل جراء علان موسكو خروجها من اتفاق سباح التسلح واتلاف المواد النووية ونشر قواعد جديدة لصواريخها في اوروبا وازدحام سفنها الرحبية ببحر البلطيق واحتكاك غير مباشر بين طائرات عسكرية امريكية وروسية بالشرق الاوروبي .
ويرى الكثير من خبراء الشرق الاوسط في مقدمتهم رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ يشينجر بتصريح لراديو / اينفو / الاخباري الذي يذيعبثه من برلين ، انه لا طائل من اجتماع لوزان اذ لن يخرج من نتائج ايجابية او امل قليل بوقف تدمير مدينة حلب السورية وغيرها من المدن وعلى الاوروبيين والدول العربية التي تقف مع الشعب السوري ان لا تأمل الكثير من هذا الاجتماع الذي يعتبر تضييع للوقت وعلى الاوروبيين اخذ مبادرة انهاء ماساة الشعب السوري من واشنطن واجراء عقوبات اقتصادية اكثر تشددا ضد موسكو والافضل التدخل العسكري للاوروبيين لانهاء ما تعانيه سوريا بالقوة .
أما السفير الامريكي بالمانيا جون ايمرسون فقد أكد ان موسكو  تمارس جرائم في سوريا ولم تكن صادقة مع واشنطن بانهاء القتال ، فالاتفاق على وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في وقت سابق من شهر ايلول /سبتمبر المنصرم كانت موسكو وراء انهياره بتدمير قافلة مساعدات انسانية وعودتها بإمكار مدينة حلب وادلب وغيرها بالقنابل مؤكدا انه لا مستقبل لاسد في سوريا اذا ما توصل كيري ولافروف الى صيغة لوقف اطلاق النار وعلى الاوروبيين تأكيدهم بان لن يكون لاسد اي مستقبل سياسي في سوريا اذ لا احد بالعالم يريده وخاصة السعودية وتركيا وقطر وبعض دول الخيج العربي اضافة الى دول اسلامية اخرى .
وبالرغم من عرض موسكو على الميليشيات التي تدافع عن حلب وغيرها بتأمين خروجهم من شرق تلك المدينة بسلام دون ان يتعرضوا لأذى ، الا ان على الميليشيات التي تدافع عن حلب والشعب السوري عدم موافقتها على العرض الروسي اذ يعتبر مكر وخديعة كما حصل مع المدافعين عن حمص  وبلدات قريبة من دمشق مثل مضايا وغيرها اذ تم اسكان ايرانيين وروس وميليشيات شيعية اخرى بدل سكان تلك المناطق الاصليين من اهل السنة والجماعة .
ويؤكد استاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة  هومبولدت البرلينية هانس اوتو شوبرتس ان اجلاء سكان المدن السورية المحاصرة تهجير قسري يجب ان لا يتم وعلى دول منطقة الشرق الاوس ومعهم اوروبا بذل الجهود لوقف هذا التهجير فاذا ما استمرت هذه السياسة فهناك تغيير سكاني سيطرأ على تلك سوريا ويساهم بتثبيت اقدام روسيا وايران كمحتلين لذلك البلد محذرا من تطهير ديني حقيقي يمارس في سوريا على حد اقوالهم .