اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أهمّية الأوزان ، في حياة البشر
أهمّية الأوزان ، في حياة البشر
24.10.2019
عبدالله عيسى السلامة
يتحدّث الناس ، عادة ، في مجتمعاتهم ، بشكل عامّ ، عن الأوزان ، ويضعون ، لكلّ مَنشَط من مناشط حياتهم ، أوزاناً ، ينظر بعضُهم ، إلى بعض ، من خلالها !
وهذه نماذج ، من الأوزان ، التي يضعها الناس ، للتعامل فيما بينهم !
الوزن السياسي : يَنظر الناس ، عادة ؛ ولاسيّما العاملون في السياسة ، إلى الشخص ، الذي يتصدّى للعمل السياسي ، من خلال وزنه السياسي ! وهذا الوزن ، يتشكّل ، مع الزمن ، من عناصر عدّة ، منها : أخلاق الإنسان ، وتاريخه ، عامّة ، والتاريخ السياسي منه ، خاصّة ! ومن هذا التاريخ :عمله في الأنشطة السياسية ، من أحزاب سياسية ، ومن مشاركة ، في ندوات ومؤتمرات سياسية .. ومن تسلّمه مناصب ، ذات طابع سياسي ، كالوزارات ، وغيرها .. ومن نجاحه أو إخفاقه ، في أنشطته السياسية ، عامّة .. وهكذا ! فيضعون له وزناً معيّناً ، غامضاً في أكثر الأحيان ، وفي كثير من الأذهان ، لكن ملامحه العامّة تساعد ، مَن يرشّحه لعمل سياسي، في تقويمه، إلى حدّ ما ! فإذا كان جديداً ، في العمل السياسي ، يُنظر إليه ، على أنه قليل الوزن، أو لا وزن له ، في المجال السياسي ، ويُفضّل عليه صاحبُ الخبرة السياسية ، المجرّب في العمل السياسي .. وهكذا ! وقد تنافس رجلان ، على الرئاسة الأمريكية ، فادّعى أحدهما ، أن كلبَه ، فلاناً ، أفهمُ بالسياسة ، من خصمه فلان ، المنافس له !
الوزن الاجتماعي : للناس أوزان اجتماعية ، ينظرون ، من خلالها ، إلى الأشخاص ، فيقال : هذا له وزن اجتماعي ، وهذا لاوزن له ! ويستمدّون تقويماتهم ، هذه ، من أمور عدّة ، منها : قيمة الإنسان في مجتمعه ؛ أهو وجيه في قبيلته ، أو حيّه ، أم خامل ؟ أهو ذو كلمة مسموعة ، ممّن حوله ، أم تافه ، لايأبه له ، ولالكلامه ، أحد ؟ وفي الحديث الشريف ، عن إمارات يوم القيامة (يتكلّم في الناس الرويبضة)! وحين سئل النبيّ ، عن الروبضة ، قال : (هو الرجل التافه ، يتكلّم في أمر العامّة) !
الوزن العلمي .. الوزن الأدبي .. الوزن الثقافي : أمّا الأوزان العلمية والأدبية ، والفكرية والثقافية.. فيقدّرها ، في العادة ، المهتمّون بهذه الأمور، أصحاب الخبرة فيها ؛ فيرشّحون فلاناً، للجائزة العلمية الفلانية .. وفلاناً ، للجائزة الأدبية الفلانية .. وهكذا ! وهذه القيَم لاتأتي اعتباطاً؛ بل يحصل عليها الناس ، عبر جهود كبيرة ، في مجالها ، يبذلها هؤلاء ، الذين يشتهرون بها، بين الناس !
الوزن العسكري : وقد اشتهر أشخاص ، بأنهم ذوو وزن ، في المجال العسكري ؛ وذلك ، بسبب شهرتهم ، في هذا المجال ! والشهرة فيه ، تُكتسب ، من خلال الخبرة العسكرية ، والشجاعة ، والمهارة : في القتال ، وفي قيادة الجيوش ، ونحو ذلك ! ومن هؤلاء : خالد بن الوليد ، ونابليون بونابرت ، ورومل الالماني ، ومونتغمري البريطاني ، وجياب الفيتنامي.. وغيرهم !
اكتساب الأوزان : ثمّة أوزان وراثية ، سياسية ، ومالية ، واجتماعية .. وغنيّ عن البيان ؛ أن بعض الأوزان ، يكتسبه صاحبه بنفسه ، وبعضها يكتسبه بالوراثة ؛ كبعض الأوزان المالية والاجتماعية !
فقدان الأوزان ، وضعفها : بعض الأوزان يُفقد ، مع الزمن ، وبعضها يضعف ! كما أنّ بعضَها يزداد ! وكلّ ذلك خاضع لعوامل عدّة ، منها : الشخص نفسه ، صاحب الوزن ..ومنها: الظروف المحيطة به ، وتغيّر أوضاع الناس وأحوالهم ؛ فبعض الناس ، لايكتشف الناسُ وزنَه، إلاّ بعد موته ، وبعضهم يفقد وزنه ، بعد موته ، ثمّ يعيده إليه ، بعض الدارسين المهَرة ، مثل: ابن خلدون ، الذي كتب مقدّمة كتابه في التاريخ ، ومضى قروناً عدّة ، حتى تنبّه بعض علماء الغرب، إلى القيمة العظيمة، في المقدّمة، فشهروا الرجل وكتابه ومقدّمته، فتسارع علماء العرب إلى تمجيده ، والاقتباس من مقدّمته ، في بحوثهم ، المتعلّقة بالاجتماع و فلسفة التاريخ !