اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أوثان قديمة ، تجدّد نفسها.. وحديثة تقدّس أصحابَها !
أوثان قديمة ، تجدّد نفسها.. وحديثة تقدّس أصحابَها !
14.11.2018
عبدالله عيسى السلامة
الرموز الوثنية القديمة ، تملأ الساحة ، من جديد ، وتنتشر، في الأدب الحديث ، تحديداً .. تتلامح ، في كل زاوية من زواياه .. تتراقص ، في كلّ أفق ، من آفاقه .. تُطلّ ، من كلّ نافذة.. تَبرز، عند كل منعطف : هنا ، وهناك ، وهنالك ، وثمّة ..!
لا يخلو ديوان ، ولا تكاد تخلو قصيدة ، من وثن ما ، من وثن ذكر، أو من وثن أنثى .. وليت اللغة تسمح لنا ، بتأنيث الوثن الأنثى ، فندعوها : وثَنَة !
حيثما سرّح الناظر بصره ، ناهيك عن المتأمّل ، وقعت عينُه ، على وثن ما ، من أوثان أمّة ما! فهنا يزمجر جوبيتر، وهناك يتأوّه كيوبيد، وهنالك تتبختر إزيس، وثمّة تبتسم عشتار، ومن هذه النافذة تطلّ أفروديت ، وفي تلك الحانة يقهقه زيوس ! وغير هذا وهذي ، وذاك وتلك ، ومِن ورائها وأمامها ، وعن أيمانها وشمائلها : أوثان شتّى ، أوثان مركومة ، أوثان منضودة، أو ثان منثورة ، أوثان منظومة ، أوثان.. أوثان .. أوثان !
ياللعجب ! ماهذه المخلوقات ، كلّها !؟ إنها آلهة .. أجل ، آلهة : آلهة يونانية ورومانية ، آلهة فرعونية وبابلية ، آلهة آشورية وفينيقية ..آلهة لكلّ أمّة : بائدة أوبائرة ، ولكلّ أمّة :غابرة أوحاضرة !
فأين تعيش هذه الآلهة ، الأوثان ؟ وبمَ تتغذّى ؟ وكيف تمارس ألوهيتها ؟
إنها تعيش ، في دواوين الشعر الحديث : في قصائده .. في أبياته .. في تفعيلاته .. في دواوين : محمد ، وعليّ ، ومحمود ، ومصطفى ، وعمر..! أسماء إسلامية ، أليس كذلك؟
وتتغذّى : بأفكار، ومشاعر، وانفعالات ، وخواطر، وإحساسات ، وعواطف .. تفترسها ، أو تقتنصها ، أو تلتهمها ، أوتزدردها ، أو تختطفها .. من رأس محمد ، أوقلب عليّ ، أو وجدان محمود ، أو نفْس مصطفى ، أو ضمير عمر .. لتبرز، بعدئذ ، أيْ: الآلهة الأوثان ، متبرّجة زاهية ، في أثواب بديعة ، من الصور والأخيلة ، والتراكيب والأوزان !
ولتتلقّفها ، عندئذ ، عقول الرجال والنساء ، والفتيان والفتيات .. من أبناء هذه الأمّة ، التي ماتزال تشهد : أن الإله واحد ، وأن كلّ إله سواه ، هو: زيفٌ ، وسخفٌ ، وضلال !
هذه آلهة الأمس ، التي برزت ، اليوم ، في حياة أمّتنا !
فما بال آلهة اليوم ، أوثان اليوم ، أصنام اليوم .. التي باتت تملأ الشوارع ، على هيئات: صوَر مجسّدة، وتماثيل منحوتة، منصوبة: في كلّ شارع وحيّ ، وفي كلّ زاوية ومنعطف..لا في دواوين شعرية ، بل : في مدن وقرى ، وأحياء وأسواق .. يراها الناس ، كلّ الناس ؛ يتصبّحون بها ، في الصباح .. ويتمسّون بها ، في المساء !
إنها تماثيل حافظ أسد الهالك ، وابنَيه : الفارس المقبور، وطبيب العيون المتصدّر المثبور!
إنها التماثيل الأوثان ، التي سحقها شعب سورية ، بثورته الميمونة ! عادت ، اليوم ، أو أعيدت ؛ لتذكّر الناس ، بأنّها : هيَ هيَ .. وبأنها جاثمة، على صدورهم ، مادامت طيّارات بوتين ، جاثمة في حميميم.. ومادامت عمائم الملالي ، الفرس، قابعة : في حيّ السيّدة زينب، وسائر الأحياء السورية ، التي هُجّر أهلُها ، ليحلّ محلّهم ، أصحاب الأوثان ، وصُنّاعُها ، وعبيدُها .. حتى يأتي الله ، بأمر ، من عنده ، لأهل التوحيد !
ويسألونكَ متى هوَ قلْ عسى أنْ يكونَ قريباً .