اخر تحديث
الأحد-28/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أين الخلل ؟
أين الخلل ؟
09.02.2016
د. محمد أحمد الزعبي
لايمكن لاحد أن ينكر أو يتنكر لخلل الممارسة الذي أصاب جناحي المعارضة الرئيسيين ، المدني والعسكري ، والذي أدى عمليا ( الخلل ) من جهة الى إطالة حرب الاستنزاف بين الثورة والنظام ، وبالتالي إراقة الدماء ومن جهة اخرى الى تقلص حجم ومساحة المواقع التي سيطرت عليها المعارضة الوطنية والجيش الحر ، ومن جهة ثالثة الى برود همة بعض الثوار ، وابتلاعهم الطعم ( السم في الدسم ) الذي وضعه لهم أعداء ثورات الربيع العربي ، من العرب وغير العرب ، ولا سيما طعم فوبيا الديموقراطية والإسلام .
هذا ويمثل الخلاف السني الشيعي ، والموقف المتباين لكلا الطرفين من ثورات الربيع العربي ، الفخ الأكبر والأخطر الذي نصبه أعداء هذه الثورات لوقف دومينو الديموقراطية في الوطن العربي عامة وفي سورية والعراق ومصر خاصة ، ولحفر هوة عميقة من جهة بين القومية العربية والدين الاسلامي ، ومن جهة أخرى بين الأقلية والأكثرية داخل الوطن الواحد ، تلك الهوة التي زاد في عمقها وخطرها المتطرفون من كلا الطرفين ( داعش البغدادي ، وقاعدة الظواهري ، وشبيحة الأسد ، ومليشيات المالكي وولي الفقيه ) ، ولا سيما بعد وصول حافظ الأسد الى السلطة في سوريا عام ١٩٧٠ ، والخميني في إيران 1979، والغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ ، وهو ماانعكس سلبا على أداء الثورتين السورية ( منذ ٢٠١١ وحتى اليوم ) والعراقية ( منذ ٢٠٠٣وحتى اليوم ) ( والمصرية منذ تموز 2013 وحتى اليوم ) .
لايمكن لاحد أن ينكر أو يتنكر، للعلاقة الجدلية (التأثير المتبادل أفقيا وعموديا) ) بين ثورة آذار السورية ، وبين ماجرى ويجري في كل من مصر والعراق الامر الذي يعني أن الموقف السلبي للقوى والأطراف المعادية لثورة الشعب السوري الوطنية والديموقراطية سوف يظل على حاله ، سواء في إطار الجيش الحر أو في إطار أية تسمية أخرى ، من حيث استمرار أعداء الربيع العربي ، في الداخل والخارج ، بالعزف على نغمة مكافحة الإرهاب ، وتدعيش الحراك الوطني الديموقراطي المرتبط بهذا الربيع ، ولاسيما في مصر وسورية والعراق ، وبالتالي الحفاظ على الأنظمة الموالية للخارج في هذه الدول و المقبولة من ( روسيا وامريكا وإسرائيل وإيران )، وبغض النظر عن التصريحات التضليلية لهذا الطرف او ذاك ، من " أصدقاء الشعب السوري !!" ، و التي ظاهرها الرحمة وباطنها التضليل والكذب . إن ماتقوم به روسيا في شمال سوريا وجنوبها هذه الأيام وسكوت هؤلاء الأصدقاء المحترمين (!) على ذلك ،هو الدليل العملي على مانقول .
كما أن الموقف المتفرج للدول الكبرى (دول المصنع والمدفع )على تدمير الأنظمة المستبدة والفاسدة لثورات الربيع العربي ، لمنع وصول لهيب هذه الثورات الى الأنظمة التابعة لهم ، والحامية لمصالحهم ، ولا سيما " إسرائيل " ، إنما هو الهدف الحقيقي الكامن وراء هذا الموقف المتفرج لهذه الدول ، على مذابح أطفالنا ، وتدمير بيوتنا ، والفتك بأرواح رجالنا ونسائنا . إن التذرع بداعش مرة ، وبالنصرة أخرى ، إن هو الّا الذريعة الواهية ، بل ورقة التوت التي تحاول تلك الدول المعنية التابع منها والمتبوع ، ستر عوراتها الأخلاقية والسياسية بها . بل إن داعش بالذات ليست أكثر من " حصان طروادة " الذي تتلطى خلفه هذه الدول ( العظمى منها وغير العظمى ) وصولاً إلى هدفها الرئيسي في تدمير ثورات الربيع العربي وعلى رأسها ثورة آذار 2011 السورية ، التي باتت شعاراتها تقلق هذه الدول . لقد جاءت القوات الروسية واحتلت سوريا للقضاء على داعش ، وجاءت قبلها دول التحالف الستيني لهذا الغرض ، وها هي داعش ( باقية وتتمدد ) .
إن الصورة القاتمة التي ذكرناها أعلاه ، تسمح لنا بأن نقول بصوت عال وواضح ، والكلام هنا موجه بصورة أساسية للمعارضة السورية ، في الداخل والخارج : إذا كان الخيار بين التوافق أو المواجهة بين أطراف وأطياف هذه المعارضة ، فنحن ننصح كافة هذه الأطراف والأطياف ، أن يكون خيارهم جميعاً ودو ن استثناء ، التوافق فيما بينهم ( ولو في إطار الحد الأدنى) ، والمواجهة المشتركة مع النظام القمعي الوراثي الديكتاتوري لعائلة الأسد ، وأيضاً مع صنيعته حركة داعش المتطرفة والتي تضرب بسيف الإسلام والإسلام منها براء ، وهو ما يعني - عملياً- ضرورة تأجيل الخلافات السياسية والحزبية والأيديولوجية بينهم، وأعني بالضمير المتصل " هم " التيارات الرئيسية الأربعة في المعارضة ( القوميون ، الإسلاميون ، اليساريون ، الليبراليون ) وهي خلافات موجودة ومشروعة ، إلى مابعد تحرير الوطن من براثن هذا النظام الفاسد وحماته ، وإقامة البديل الديموقراطي ، حيث ستكون عندها الأبواب مشرعة للتنافس الحر الوطني والسلمي والشريف بين كافة مكونات هذه المعارضة الوطنية ، دونما استثناء .
ان الاختلاف في الرأي بين الناس ، ـ بطبيعة الحال ـ ، هو أمر مشروع ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ...) ولكن هذا الخلاف يجب أن يحمي الارض ( المجتمع / الوطن / الامة ) من الفساد ، لا أن يكون هو نفسه سببا لهذا الفساد ، فالأرض هي بستان الإنسان ، وكلما تعددت ألوان الورود والزهور في هذا البستان كلما كان اجمل وأكمل ، دعونا نختلف ، ولكن دون أن نفترق ، لتتعدد الورود والزهور ، ولكن في إطار وحدة البستان ، فالمجتمعات البشرية ، تشبه يد الإنسان التي تتمايز أصابعها ، ولكن هذا التمايز( هذه التعددية ) هو شرط عمل هذه اليد في تأديتها لوظيفتها في خدمة هذا الإنسان . ولايهم أن يكون اسم الجناح العسكري من الثورة ، الجيش الحر ، أو الجيش الوطني السوري ، أو أي اسم آخر ، وإنما المهم هو أن يكون الثائر للثائر سواء أكان مدنياً أو عسكرياً ، من الثوار السابقين أواللاحقين ، كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، وأن يكون هدف الجميع واحداً ، ألا هو إسقاط النظام الديكتاتوري
الطائفي الراهن ، بكل مرتكزاته ورموزه ، وإقامة نظام وطني مدني ديموقراطي تعددي على أنقاضه.
يمكننا ان نلخص الصراع الدائر اليوم ضمن وحول ثورات الربيع العربي عامة ، والثورة السورية خاصة بالصراع بين مثلثين : مثلث عسكري قاعدته روسيا ، وضلعاه الآخران إيران والأسد ، ومثلث مدني قاعدته مبدأ المواطنة ، وضلعاه الآخران الدستور وصندوق الاقتراع النزيه والشفاف .
ومن المؤسف أن نرى بعض اليساريين العرب يطبّلون ويزمرون لمثلث الديكتاتوريات العسكرية ، على حساب مثلث الديموقراطية المدنية ، وتحت ذرائع واهية ماأنزل الله بها من سلطان . ويبدو أن الصمت في بعض الحالات أبلغ من الكلام .