اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أيّها أجدى للمعارضة الكردية السورية : الشعارات الكردية ، أم الشعارات الوطنية !؟
أيّها أجدى للمعارضة الكردية السورية : الشعارات الكردية ، أم الشعارات الوطنية !؟
31.10.2017
عبدالله عيسى السلامة
*) الإخوة الكرد السوريون ، فصيل وطني ، بامتياز ، مستوفٍ لسائر معاني الوطنية ومقوّماتها .. يعانون من حكم آل أسد ، مايعانيه سائر أبناء الوطن ! وقد تواترت الأخبار أن المجرمين ، من سدنة النظام ، قتلوا بعض شبابهم ، الذين يؤدّون خدمة العلم .. ممّا لم يفعله نظام حكم في العالم !
*) لم يكن أيّ مواطن سوري ، يعرف الفرق ، بين كردي وغير كردي ، من أبناء سورية .. أو حتّى يفكّر في هذا الفرق ، أو يخطر في باله !
*) لو عرِضَت على أيّ مواطن سوري عادي ، اليوم ، لائحة المسؤولين الكبار، الذين حكموا سورية ، من رؤساء جمهورية ، ورؤساء وزارة ، ووزراء ، وقادة جيش ، ورؤساء أركان للجيش ، ونواب ، ورؤساء لمجلس النواب .. لَما عَرف أياً من الأسماء ، الواردة في هذه اللائحة ، من أصل كردي ، وأيّها من أصل عربي !
*) حين حكمت سورية قيادة بعثية ، شوفينية متطرّفة ، حاقدة على الأمّة بأسرها..باشرت بتفكيك الأمّة ، بدءاً بتفكيك الشعب السوري ، إلى أعراق وإثـنيّات .. بين كردي وعربي وتركماني .. وغير ذلك ، من مكوّنات الشعب السوري ! فباشرت باضطهاد الكرد ، أولاً ، لأنهم أكبر عرق غير عربي ، من أبناء الشعب السوري . ووقع الظلم والاضطهاد ، أكثر ما وقع ، على أكراد الجزيرة ، الذين حرِم كثير منهم ، من الوثائق التي تثبت جنسيتهم ، كما حرِم كثير منهم من أراضيهم !
*) حين حكَم أل أسد ، سورية ، زادوا في الطنبور نغماً.. فباشروا بمعاملة أبناء سورية ، على أساس طائفي واضح ؛ فميّزوا بين من ينتمي إلى طائفتهم ، ومن ينتمي إلى أيّة طائفة أخرى ، في المعاملة ، على كل صعيد ، بما في ذلك : القبول في الكليات العسكرية ، والوظائف العامّة ، والبعثات الدراسية ، والترقيات ، وسائر حقوق المواطنة الأخرى ! وإن كان الكثيرون ، من أبناء الطائفة نفسها ، قد ظلّوا كسائر المواطنين ، مهمّشين .. لأسباب عدّة ، من أهمّها : عدم الولاء لآل أسد ..!
*) شعب سورية ، بأسره ، عانى من التفرقة ، والتمييز بين أبنائه ! وقد نال بعضَ الشرائح السياسية والاجتماعية ، منه ، من الأذى ، ما لم ينل أيّة شريحة أخرى ! فالإخوان المسلمون ، الذين ينتمون إلى الأغلبية الساحقة ، من شعب سورية ، بسائر مكوناته العرقية ، بما فيها الكرد والتركمان والشركس ، وغيرهم .. نالهم من الاضطهاد ، على أيدي الأسرة الأسدية ، مالم ينل أيّ شعب من حكامه ، على مدار العصور! وحسبهم قانون الإعدام ، الذي يحكم على كل فرد منهم ، بالإعدام ، لمجرّد انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين ، مهما كانت قوميته ، عربياً كان ، أم كردياً ، أم غيرذلك ! وانسحب هذا القانون ، على أبناء المنتمين إلى الإخوان ، أو المشتبه بانتمائهم إلى الإخوان .. حتّى لو كان هؤلاء الأبناء ، لايعرفون الإخوان ، ولاصلة لهم بالسياسة ، أصلاً ، من قريب أو بعيد !
*) الشعب السوري ، يناضل ، منذ سنوات عدّة ، بسائر فصائله ومكوّناته ، العرقية والمذهبية والطائفية.. لتحرير سورية ، من الاستبداد الأسدي المقيت ، والتسلط البشع، المنصبّ على رؤوس أبنائه ، من قِبل آل أسد ، وزبانيتهم وأزلامهم ! ويرفع شعارات وطنية جامعة ، لإعادة اللحمة بين أبنائه ، بعد أن عبث بها آل أسد ، على أساس طائفي ، واستمرّوا في العبث على الأساس العرقي ، الذي بدأه أسلافهم ، من رفاق نضالهم !
*) الكرد السوريون المعارضون ، يشكّلون ـ بأكثريّتهم ـ معارضة حقيقية ، وطنية مخلصة ! بَيد أن بعضهم ، يرفعون شعارات خاصّة ، تبعدهم عن طبيعة الانتماء ، إلى شعب سورية الأصيل العريق .. لأنها تستند إلى أحلام عرقية ، غريبة على الشعب السوري وثقافته ! وهي الوجه الآخر لعرقية البعث ، التي فكّكت المجتمع .. لكنها نقيض للوجه البعثي ، الذي يزعم الانتماء إلى العرب والعروبة ، ويرفع شعارات وهمية ، تتضمّن توحيد الأمّة العربية كلها .. بينما هو يفكّك الدولة التي يحكمها ! فالإخوة الكرد يريدون ، بردة فعلهم القويّة ، على شوفينية البعث .. يريدون تفكيك المجتمع السوري ، من منطلق شوفيني كردي !
*) المطالب الكردية المعتدلة ، المنادية بالإنصاف ، والمعاملة العادلة ، بين أبناء الوطن ، جميعاً ، بما فيها مراعاة المكوّنات العرقية ، بين أبناء الوطن ، وما فيها من عادات وتقاليد ولغة ، ومدارس وصحافة .. وغير ذلك ، مما يتضمّن حقوقاً مشروعة ، لكل مكوّن وطني .. هذه المطالب ، هي مطالب شعب سورية ، كلّه !
*) والسؤال الهامّ ، والحسّاس ، هو: أيّهما أجدى وأنفع ، للمعارضة الكردية : تبنّي مطالب وشعارات وطنية ، تتضمّن حقوق المواطنين ، جميعاً ، بما فيها الحقوق المشروعة للأقليات ، والتي ذكرت آنفاً ، وتحظى بموافقة أبناء الشعب السوري ، كلّه، ودعمه وتأييده ومناصرته .. أم تبنّي شعارات ومطالب ، مغايرة لشعارات الشعب السوري ، ومطالبه وتوجّهاته ؛ بل مناقضة لأهمّ مطلب من مطالبه ، وهو المساواة في الحقوق والواجبات ، بين أبناء الوطن الواحد.. ليترسّخ ، على أساس مطالبهم هذه، تفكيك المجتمع ، الذي بدأه الرفاق البعثيون ، قبل نصف قرن ، واضطهَدوا الإخوة الكرد على أساسه .. وهو ما يكافح شعب سورية ، اليوم ، كله ، للتخلص من ويلاته ! فيكون الإخوة الكرد ، قد وضَعوا أنفسهم ، في الدائرة ذاتها ، دائرة الزمرة الحاكمة .. وقدّموا لها ، دعماً هائلاً ، وخطيراً ، يرسّخ مذهبَها في تفكيك المجتمع ، ويعطيها حجّة ، أمام الناس ، بأنها على حقّ ، في العسف والاضطهاد .. ويَدفع إلى دائرتها ، بصورة تلقائية ، ومجّانية .. أنصاراً ، من أبناء الشعب السوري ، الحريصين على وحدة المجتمع والوطن والدولة .. ويضعف ، بالتالي ، المعارضة الوطنية ، بسائر فصائلها ، في مواجهة الاستبداد الأسدي الشرس ، ويطيل عمر هذا الاستبداد ، إلى أمد لا يعلمه إلاّ الله .. فيَحرم أبناء الوطن ، جميعاً ، بسائر مكوّناتهم ، من نعمة الحرّية ، ومن نعمة المطالبة بالحقوق المشروعة ، في مناخ ديموقراطي حر!؟
هذا السؤال ، مطروح على الإخوة السوريين الكرد .. ليجيبوا عليه أنفسَهم ، بهدوء ورويّة ، وتفكير سياسي منهجي ، مخلص عميق .. قبل أن يجيبوا غيرهم عليه !
ولله درّ القائل :
ومَن لا يقـدّمْ رجـلَه مطمئنّـةً فـيثْـبِتَها في مستوى الأرض .. يَزلقِ