الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  إحياء المعاني: في الحفاظ على مشاعر الآخرين

إحياء المعاني: في الحفاظ على مشاعر الآخرين

04.04.2018
يحيى حاج يحيى




عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ ؟ إِنِ اسْتَعَانَ بِكَ أَعَنْتَهُ ، وَإِنِ اسْتَقْرَضَكَ أَقْرَضْتَهُ ، وَإِنِ افْتَقَرَ عُدْتَ عَلَيْهِ ، وَإِنِ مَرِضَ عُدْتَهُ ، وَإِنْ مَاتَ اتَّبَعْتَ جَنَازَتَهُ ، وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّأْتَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ عَزَّيْتَهُ ، وَلا تَسْتَطِلْ عَلَيْهِ بِالْبِنَاءِ ، فَتَحْجُبَ عَنْهُ الرِّيحَ إِلا بِإِذْنِهِ ، وَإِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكِهَةً فَأَهْدِ لَهُ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرًّا ، وَلا يَخْرُجْ بِهَا وَلَدُكَ لِيَغِيظَ بِهِ وَلَدَهُ ، وَلا تُؤْذِهِ بِقُتَارِ قِدْرِكَ إِلا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا!
قتار القدر : رائحة الطعام
الذين ينشرون صور الطعام ، ويتفنون في التعبير عنه ، والحديث عن مناسبته ، مطلوب منهم أن يتفكروا في ( ولايخرج بها ولدك ليغيظ به ولده ) رفقاً بأبناء المسلمين في العراق وسورية واليمن !؟
كلوا واشربوا ولا تسرفوا !؟ فالتباهي - مع الاعتذار ممن ينشرون عن حسن نية - بما تفعلون لا بما تأكلون !؟ فالزبرقان بن بدر غضب عندما هجاه الحطيئة ، بأنه لا شأن له بالمعالي ، وأنه يأكل ويشرب فقط :
دع المكارم لاترحل لبغيتها / واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي !؟
واستعمل هنا اسم الفاعل مكان اسم المفعول ، وهو معروف في أساليب العربية ! فشكاه إلى الخليفة ابن الخطاب رضي الله عنه ، فحكم حسان بن ثابت الشاعر : أن الحطيئة لم يهجه فحسب ، وإنما سلح عليه !؟ ( أي : قذّره بنجاسة حسية ) !