في وداع الراحلين
إنا لله وإنا إليه راجعون..
إخوّة عمر يا أبا ياسر
زهير سالم*
غادرنا في هذا اليوم الفضيل الأخ الحبيب عبد الماجد السيخ: أبو ياسر
اللهم اغفر له وارحمه وزده إحسانا وعفوا وغفرانا، وتقبله في الصالحين..
صحبة امتدت على مدار نصف قرن، كان فيها أبو ياسر مثال الاخ الوفي، والتاجر الصدوق، والمحسن الذي يجود في موطن الجود، ولا يتأخر عن عطاء…
هاجر منذ أيام المحنة الأولى، في أول ١٩٨٠ توثقت علاقتنا يوم حججنا معا في أول الثمانين، خيمنا في منى معا، ووقفنا في عرفات معا، ودعونا الله ورجوناه معا…
ثم طوينا أيام هذه الهجرة الطويلة معا، على البعد يستنير أحدنا بذكر أخيه، ويتدفأ على وقع أنفاسه…
نودع اليوم الأخ الراحل الحبيب عبد الماجد فكأننا نودع أنفسنا، هكذا سينزل الأمر بنا على عجل، وهكذا سيطوى سجل حياة، طوبى لمن ملأه بالخير والعمل الصالح كما فعل أخونا الراحل الحبيب عسى الله أن يتقبل منه ومنا.
اللهم إنه وفد عليك فاجعل قراه منك الجنة..
ونزل بك وأنت خير منزول به..
ونشهد يا ربنا - ولا نزكي أحدا من خلقك عليك- أنه خرج من وطنه، مجاهدا في سبيلك، وانتصارا لدينك، ودفاعا عن شريعتك.. فاكتب له بفضلك ورحمتك وعفوك أجر المجاهدين وأجر المهاجرين وأجر الصابرين وأجر المحسنين؛ وأحسن عزاء أنجاله وبناته وأصهاره..
خالص العزاء لياسر وعمار وعبد العزيز ويحيى وعثمان، وللحنونات كل واحدة باسمها…
احملوا الراية بحق وبصدق فإن أباكم كان من رجالها
"وإنا لله وإنا إليه راجعون" وحسبنا الله ونعم الوكيل
لندن: ٢٩ رمضان/ ١٤٤٥
٨/٤/٢٠٢٤
____________
*مدير مركز الشرق العربي