الرئيسة \  مشاركات  \  اجلس حيث يُؤْخَذُ بيدك وَتُبَرُّ، ولا تجلس حيث يؤخذ برجلك وتُجَرُّ .. قاعدة لها استثناءات!

اجلس حيث يُؤْخَذُ بيدك وَتُبَرُّ، ولا تجلس حيث يؤخذ برجلك وتُجَرُّ .. قاعدة لها استثناءات!

29.06.2021
عبدالله عيسى السلامة




مثل قديم ، يصلح لكلّ حالة ، ولكلّ مقام ، سياسياً كان ام اجتماعياً ، أم ثقافياً أم فكرياً ، أم غير ذلك ! 
وما يهمّنا منه ، هو الجانب السياسي والجانب الاجتماعي ، الذي يشمل حالات كثيرة ، ونبدا به ،  لذلك  !
وقد قيل : إذا لم يكن صدرُ المجالس سيّداً    فلا خيرَ فيمن صدّرته المجالس !
وقد قال أبو فراس الحمداني ، مفتخراً بنفسه وقومه :
 ونحن أناس لا توسّط بيننا    لنا الصدر، دون العالمين ، أو القبرُ !
من الاستثناءات : الشعور بالأهمّية !
جلس أحد العظماء ، في مجلس قريب من الباب ، فقيل له : لو جلست في الصدر، لكان أفضل لك وأنسب لمقامك ! فقال للقائل : ويحك ، الصدر يكون حيث أجلس أنا ! لقد عرف مكانته ومقامه ، وهو محقّ فيما قال  ، اجتماعياً !
ومن الاستثناءات : التواضع ! 
كان رسول الله شديد التواضع ، إلى درجة أن الداخل إلى المسجد ، ولا يعرف النبيّ ، يسأل الموجودين : أيّكم رسول الله ؟
وحين طلب نصارى القدس ، أمير المؤمنين عمر، أن يذهب إليهم ليسلموه مفاتيح القدس ، كان عمر وخادمه ، يتبادلان الركوب على جمل .. وحين وصلا القدس ، ظنّ المشاهدون الراكب على الجمل عمر، بينما كان الخادم ، الذي كان قد حان دوره في الركوب ! وعرفوا لاحقاً ، المسألة 1
وهذا كله من الاستثناءات الاجتماعية ! 
الجانب السياسي : 
ما أكثر المتصدّرين في مواقع ليست لهم ، وليسوا لها ، في السلطات وفي المعارضات ! ولو احتاج الأمر إلى ضرب الأمثلة ، لوجدنا الكثيرين ، الذين يجب أن يؤخذ بأرجلهم ويُجرّوا ، ويُصاح فيهم ، كما كان يصاح قديماً ، فيمن جلس في مكان ليس له: قم ، يالُكَع،  مَن أنت حتى تجلس في هذا المجلس ؟ بَيدَ أنا نُمسك عن هذا ، لكثرة نماذجه ، ولأنها أشهر من أن تعرّف !