اخر تحديث
الأربعاء-24/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الأخوان داعش وبشار وأكذوبة الأولوية
الأخوان داعش وبشار وأكذوبة الأولوية
20.08.2016
د. محمد أحمد الزعبي
قبل أن يظهر تنظيم داعش في سوريا عام 2013/2014 كانت الصورة الفوتوغرافية للوضع السياسي في سوريا مع بداية ثورة آذار 2011 تشير ، بصورة أساسية إلى مايلي :
الثورة السورية التي انطلقت من درعا ( 18.03.2011 ) ثم عمت كافة أرجاء سوريا من أقصاها إلى أقصاها كانت تمثل مايصل إلى 80٪ - حسب تقديرنا الخاص - من الشعب السوري ، بينما كان حجم نظام الوراثة الطائفي السوري بجيشه العقائدي ، وأجهزته الأمنية المتعددة و أتباعه ومريديه من اليمين واليسار ، لا يزيد على الـ 20 ٪ ، وهنا حسب تقديرنا الخاص أيضاً . وفي صورة توضيحية لهذه النسب المئوية التي أوردنا ها أعلاه نقول : إن لكل من ثورة آذار2011 ، ونظام 1970 الأسدي ، عمودا فقرياً مكسواً بمجاميع اجتماعية مختلفة ومتفاوتة الوزن والشكل والحجم والمضمون من مكونات الشعب السوري ، أما العمود الفقري لثورة آذار ٢٠١١ فهم " العرب السنة " ، بينما يتكون العمود الفقري للنظام من " الطائفة العلوية " بصورة أساسية . وإذا افترضنا أن الجزء الذي يقف مع النظام من الطائفة العلوية ( العمود الفقري للنظام ) يدور حول 8-9٪ ،من الشعب السوري ، فإن باقي ال 20٪ الموالية للنظام ، إنما تنتمي إلى باقي مكونات الشعب السوري ، الأكثرية منها والأقلية .
تكمن الإشكالية هنا ، في كون الأكثرية المشار إليها أعلاه ( 80٪) هي أكثرية " عزلاء " ، في حين أن الأقلية ( 20٪ ) مدججة بالسلاح ، من بندقية كلاشنكوف وحتى طائرةالميغ ٢٩ مروراً بكل أنواع الدبابات والمدفعية ، الأمر الذي معه فتح عيون وجيوب بعض قادة الثورة على الدول الخارجية من أجل التزوّد بالسلاح والمال الضروريين لاستمرار المواجهة مع النظام ، ومن هنا بدأ تحول الثورة عن مسارها وأهدافها المعلنة في ( استعادة الحرية والكرامة عبر إسقاط النظام ) ، وتحولت الثورة بالتالي من أداة للتغيير الديموقراطي الشامل في سوريا ، إلى إ قطاعات شبه عسكرية ، يديرها أشخاص تركز همهم على جمع المال والسلاح ، واللعب مع القريب والبعيد بل ومع النظام نفسه لعبة الظاهر والباطن ، لعبة المقول والمسكوت عنه ، وبالتالي لعبة تنفيذ طلبات ورغبات مزوّد ي هذه الإقطاعات / القطعات ( الثورية !! ) بالمال والسلاح ، السلاح الذي باتوا يوجهونه - ومع الأسف الشديد - إلى صدور بعضهم بعضاً ، ناسين أو متناسين السبب الأساسي الذي قامت من أجله الثورة ومن أجله وجد هذا السلاح ، ألا وهو استعادة الحرية والكرامة ، اللتين يصادرهما نظام عائلة الأسد ، منذ أكثر من نصف قرن ، إلى الشعب الذي هم أبناؤه والذي ثاروا هم أصلاً ( إن كانوا مايزالوا يذكرون أو يتذكرون ) من أجل حريته وكرامته .
إن تلك الأخطاء التي أشرنا إليها أعلاه ، لا تلغي ، حتى ولو بلغت حد الخطايا ، أن هؤلاء المخطئين هم أبناء ثورة آذار المجيدة ، وأنهم إن لم يستطيعوا إسقاط النظام اليوم ( بسبب أخطائهم ) ، فسوف يسقطونه بالتأكيد غداً ( بعد تصحيح هذه الأخطاء ) ، وستكون سوريا بهذا أول بلد عربي ظل مصرا على دوره التحرري وعلى أهدافه الوطنية والقومية كجزء لايتجزأ من ثورات الربيع العربي . ولكي لا يحدث مثل هذا الاختراق السوري للمخططات الإمبريالية ، عمدت هذه الأخيرة التي تقودها في ظل النظام العالمي الجديد الولايات المتحدة الأمريكية ، إلى تكوين منظمة داعش كيما توظفها في خدمة مخططاتها في الوطن العربي عامة وفي سورية والعراق خاصة ،ولاسيما أن مثل هذا التنظيم الطائفي ، يجيء ظاهرياً كرد سني ( يبدو منطقياً ومطلوباً )على التدخل الشيعي الإيراني المكشوف والمفضوح في العراق وسورية .
لقد كان على مايبدو أن ما سمعته هذه الليلة ( الأربعاء 17.08.2016 )على لسان الخبير الأمريكي المختص بالشأن السوري الذي كان يشارك في برنامج " ما وراء الخبر " في فضائية الجزيرة ،إنما يدخل في إطار اللعب بورقة هذه الأولوية بين داعش والأسد ، وذلك حين بررالسيد الخبير التقاعس الأمريكي في دعم المعارضة السورية ، والوقوف في وجه الاحتلال الروسي لسوريا ، بأكذوبة " الأولوية " ، مشيراً إلى أن أمريكا قد عرضت على المعارضة دعمها بالسلاح ، ولكن بشرط البدء بقتال داعش وبعد الانتهاء من داعشيمكن متابعة القتال ضد بشار الأسد حتى رحيله ، ولكن المعارضة أصرت على أن تكون الأولوية لقتال بشار ومن بعده داعش ، وهنا بدأت الإشكالية المتعلقة بموقف الولايات المتحدة الأمريكية من ثورة آذار 2011 السورية . تذكرت وأنا أستمع إلى تبريرات هذا الخبير لموقف الولايات المتحدة الأمريكية من الثورة السورية ، المثل لعربي القائل " يكاد المريب يقول خذوني " .
هذا وعرفت بل وتأكدت من جهتي بعد أن سمعت ما سمعت ورأيت مارأيت عن الموقف الأمريكي من ثورة آذار 2011 ، وكنت أعرف قبلاً ، مواقف كل من الموك وروسيا وتركيا وإيران من مسألة هذه الأولوية ، أقول عرفت بل تأكدت أن أمريكا وحلفاءها الدوليين هم من أوجد هذا السرطان الخبيث في جسم أمتنا العربية ، والذي يحتاج القضاء عليه حسب قول الرئيس أوباما نفسه إلى عدة عقود (!!) . إن هذه الـ " عدة عقود " هي واقع الحال ماتحتاج إليه الإمبريالية العالمية للقضاء على الربيع العربي ، وليس للقضاء على داعش . ويدخل في إطار لعبة الأولوية هذه – على مانرى – السكوت الأمريكي على التدخل الروسي في سوريا والزيارات المتكررة لوزير خارجية أمريكا إلى موسكو وتبادل الابتسامات ذات المغزى مع وزير خارجيتها .
إن ما يرغب الكاتب أن يقوله للجميع هنا ، وحول أكذوبة مسألة الأولوية بين الأخوين داعش و الأسد اللذين ينطبق عليهما المثل الشعبي ( شهاب الدين أضرط من أخيه ) هو تذكيرهم بقول أحد الشعراء :
لاتقطعن ذنب الأفعى وتتركها إن كنت شهما فأتبع رأسها الذنبا .
إن مانطالب " الجميع " به اليوم ، ومن بينهم أمريكا ، هو أن يكونوا ذلك " الشهم " .