اخر تحديث
الأربعاء-28/08/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الأصنام الناطقة !
الأصنام الناطقة !
09.12.2017
عبدالله عيسى السلامة
قال الشاعر عمر أبو ريشة:
أمّتيْ.. كمْ صَنمٍ مَجّدتِه لمْ يكنْ يَحمِلُ طُهرَ الصَنمِ !
فلمَ افترضَ أن الصنمَ طاهر !؟
والجواب واضح وبسيط ، وهو أن الشاعر قاسَ الصنم ( الحجرَ) ، على غيره من المخلوقات ، التي تمجّد ويسبَّح بحمدها ، فاكتشَف مايلي:
1- الصنم ( الحجر) الذي يَعبده عَبيده ، يَحظى ، من قِبل هؤلاء العبيد ، بالعناية والرعاية .. فهم يغسلونه ، وينظّفونه من الغبار والأدران ، ليبقى جديراً بعبادتهم وتقديسهم..وهذه نظافة مادّية واضحة ، وهي أيسر النظافات ..!
2- الصنم ( الحجر) بريء ، ممّا ينسَب إليه من أيّ قول أو فعل ـ بحكم طبيعته ـ
وعلى سبيل المثال :
الصنم (الحجر) لا يَزعم أنه إله ـ كما تفعل الأصنام الأخرى ـ لأنه ، ببساطة، عاجز عن ذلك ! وهذا الزعم ـ وجوداً وعدماً ـ هو الذي يحدّد الفرق ، في الطهارة الأخرى : ( المعنوية ) ، بين صنم طاهر، وصنم غيرطاهر .. ومن ذلك :
*) الصنم (الحجر) لايستطيع أن يقول للناس : ( أنا ربّـكم الأعلى ) أو (ماعلِمتُ لكمْ مِن إلهٍ غَـيْري ) ! لماذا !؟ لأنه لا ينطق .
*) الصنم (الحجر) لايستطيع ، أن يَسنّ ، في بلاده ، قوانين تَـفرض ، على الناس التصديقَ والاقتناع والتسليم ، بأنه (فعّال لِما يُريد) لأنه مطلَق الصلاحيات، وأنه ( لا يُسأل عمّا يَـفعل) لأنه فوق المساءلة والمحاسبة والنقد والشك ، مهما قال أو فعل ، ومهما قال أزلامه للناس ، أو فعلوا بهم ؛ لأن هؤلاء الأزلام يستمدّون حصانتهم وقداستهم ، من حصانة إلههم الصنم ، وقداسته ..!
*) الصنم الحجر لايستطيع أن يقتل الناس ، أو يعذّبهم ، أو يَقذف بهم إلى السجون والمنافي ، بلا جريرة أو ذنب ، إلاّ الاشتباه ، بأنهم يخالفونه الرأي ، أو يَشكّون في صدق ألوهيته..! ثم يَطلب منهم ـ مع ذلك ـ أن يصفّقوا له ، ويسبّحوا بحمده ، ويَصفوه بالعدالة والنزاهة ، والاستقامة والحكمة ، والبِرّ والرحمة ، وأرقى صفات الكمال الأخرى..!
*) الصنم الحجر لايستطيع ، أن ينهَب أموال الأمّة ، ويَسرقها ، ويبني بها القصور والجنان ، ويترك أبناء شعبه ، يتضوّرون جوعاً ، أو يغادرون بلادهم ، بحثاًعن لقمة العيش ، لهم ولأطفالهم .. ثمّ يَطلب منهم أن يردّدوا ، صباحَ مساءَ ، بأنه مثال : للشرف والأمانة ، والخلق القويم..!
*) الصنم الحجر لايستطيع ، أن يَخنع لأعداء أمّته الأجانب ، ويحقّق مصالحهم على حساب وطنه وشعبه ، لقاءَ أن يُبقوه ، على كرسي الحكم ، في بلاده .. ثم يطلب من أبناء شعبه ، أن يهتفوا بحياته ، صباحَ مساءَ ، بصفتِه قائداً بطلاً ، صامداً في وجه المخطّطات الأجنبية المعادية لشعبه وأمته ، وأنه الوحيد المؤهّـل لقيادة الأمّة ، نحو النصر والتحرير الشامل ، من سائر أنواع الاستعمار والتبعيّة..والمؤهل لأن يعيد إليها ، أمجادها السالفة ، يوم كانت سيّدة الدنيا ، ومنارة العالم..!
فهل كان الشاعر ، ببيته ذاك ، يظهِر حبّه واحترامَه ، لأصنام الحجر..أم كرهَه واحتقاره ، لأصنام البشَر..!؟