اخر تحديث
السبت-20/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الاستدراج: فنّ قديم ، متجدّد
الاستدراج: فنّ قديم ، متجدّد
23.11.2019
عبدالله عيسى السلامة
لابأس بالحديث ، عن استدراج الشياطين ، للمغفّلين ، فهل من بأس ، في الحديث ، عن مصائر المغفّلين ، الواقعين ، في فخاخ الشياطين؟
في الحرب الشرسة ، التي خاضتها أمريكا ، ضدّ شعب فيتنام ، اخترع الفيتناميون المحاربون، نوعاً من التكتيك ، سمّوه : مصائد المغفلين ! وذلك ؛ لأن حربهم ، ضدّ الجيش الأمريكي الضخم ، المسلّح بأحدث الأسلحة .. كانت ، من طرفهم ، حرب عصابات ، وكانوا يتفنّنون ، في ابتكار الأساليب، التي توقع أكبر الخسائر، في جيش عدوّهم! ومصائد المغفّلين ، في حرب العصابات، كثيرة ومتنوّعة !
أمّا مصائد المغفلين، في السياسة ، فتختلف ، من حيث النوع ، ومن حيث طبيعة الصراع !
ولا يعني ذلك ، بالطبع ، أن كلّ مَن يقع ، في مصائد الأعداء ، السياسية أو العسكرية ، هو مغفّل ، بالضرورة ؛ فقد يقع ، في هذه المصائد ، أشخاص يمتلكون النباهة والذكاء ، إلاّ أن ظروفاً معيّنة ، قد تجعلهم فرائس لأعدائهم ، الذين يصطادونهم ، ويوظفونهم توظيفات متنوّعة!
والحديث عن الاستدراج ، السياسي والعسكري ، عبر الفخاخ المادّية والمعنوية ، قديم قِدم الصراعات بين الناس ! وما يهمّنا منه ، هنا ، هو الاستدراج السياسي ، الذي يمارَس بأساليب شتّى ، ويتّخذ صوراً شتّى ، تختلف ، باختلاف نوع الصراع ، وخبرات المتصارعين ، وغير ذلك !
نماذج :
ملك غسّان ، يحاول استدراج كعب بن مالك :
يقول كعب ، عن رسول جاءه ، من ملك غسّان : فَدَفَعَ إِليّ كتَاباً ، منْ مَلِكِ غَسَّانَ، وكُنْتُ كَاتِباً. فَقَرَأْتُهُ ، فَإِذَا فيهِ: أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ قَدْ بلَغَنَا ، أَن صاحِبَكَ قدْ جَفاكَ، ولمْ يجْعلْك اللَّهُ ، بدَارِ هَوَانٍ وَلا مَضْيعَةٍ، فَالْحقْ بِنا نُوَاسِك! فَقلْت ، حِين قرأْتُهَا: وَهَذِهِ ، أَيْضاً ، مِنَ الْبَلاءِ ! فَتَيمَّمْتُ بِهَا التَّنُّور، فَسَجرْتُهَا !
ملك الروم ، يحاول استدراج معاوية بن أبي سفيان :
أرسل ملك الروم ، إلى معاوية ، كتاباً ، يعلن فيه استعداده ، لمؤازرته ضدّ عليّ ، في فترة الصراع بينهما ، فردّ عليه معاوية ، ردّاً حازماً يذكّره فيه ، أن الأمر هو خلاف ، بينه وبين ابن عمّه ، ويهدّده ، بأنه ، إذا لم يكفّ عن مكره ، فسيصالح علياً ، ثمّ يرسل إليه – أيْ ، إلى ملك الروم – جيشاً ، يأتي به ، ويضعه تحت تصرّف عليّ ، يفعل به مايشاء !
استدراج حديث ، في سورية :
استدرَج النظام السوري ، بعض المنشقّين عنه ، من رجال القبائل ، بالترغيب والترهيب ، فعاد بعضهم ، (إلى حضن الوطن) ، كما روّجت وسائل إعلام النظام ! وقد جمع العائدون ، احتقار الشعب لهم ، واستهانة النظام بهم ، وسوء التفكير والتدبير!
استدرج النظام ، بعض المقاتلين ، الذي سُمّوا : رجال المصالحات .. من بعض المحافظات السورية ، ليسلّموا أنفسهم وأسلحتهم ، لجيش النظام ، مع تعهّدات ، بألاّ يتعرّض أحدهم لأذى، وبضمانات روسية ! وحين تمكّن رجال النظام ، من رقاب هؤلاء المصالحين ، بدأ العبث بهم يتراوح ، بين ازدرئهم .. والحقد عليهم ، لوقوفهم ضدّ النظام ، في فترة ما .. وتوظيفهم ، في التجسّس ، على رفاقهم المقاتلين .. ودفعهم إلى الصفوف الأولى ، من جبهات القتال ، ليقاتلوا أبناء شعبهم، ورفاقهم في السلاح ! وقد أدرك بعض هؤلاء ، الورطة التي أوقعوا أنفسهم فيها ، فعاد بعضهم إلى حمل السلاح ، ضدّ النظام ، وظلّ بعضهم ، أدوات تافهة ، في أيدي رجال النظام ، شاعرين بالندم ، ولات ساعة مَندم !