الرئيسة \  تقارير  \  التايمز : تجار النفط والأسلحة حققوا أرباحا هائلة من الحرب في أوكرانيا .. وروسيا استفادت أيضا

التايمز : تجار النفط والأسلحة حققوا أرباحا هائلة من الحرب في أوكرانيا .. وروسيا استفادت أيضا

07.02.2023
إبراهيم درويش

التايمز : تجار النفط والأسلحة حققوا أرباحا هائلة من الحرب في أوكرانيا .. وروسيا استفادت أيضا
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”:
الاثنين 6/2/2023
نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لمايكل بنيون، قال فيه إن الحرب في أوكرانيا تغذي الأرباح الضخمة لشركات الطاقة وتجار السلاح.
وأضفاف بالقول إن كل الحرو ب لها تجارها، والحرب في أوكرانيا ليست استثناء، فقد زادت أرباح شركات النفط وتصنيع السلاح والأسمدة والأغذية بشكل حاد. واستفاد أيضا تجار السوق السوداء والمتحايلون على العقوبات، في وقت عززت تركيا وإيران من مركزهما.
وكانت زيادة أسعار الطاقة العالمية سببا في زيادة أرباح المنتجين الذين يحصلون على الطاقة من خارج روسيا. وأعلنت شركة شل عن أرباحها السنوية، محققة 40 مليار دولار تقريبا في العام الماضي. وحتى بعد فرض الضرائب غير المتوقعة في بريطانيا، فإن الشركات التي تزود الغاز والنفط لديها مال أكثر مما ربحته في أي وقت سابق.
وحققت الدول التي زادت من إنتاجها لتعويض النقص في الطاقة الروسية بعد فرض العقوبات، زيادة في أرباحها. ونجحت قطر التي تعد من أكبر المزودين للغاز المسال في الاستفادة من تلك الدول اليائسة والباحثة عن صفقات طويلة الأمد. وتوقع صندوق النقد الدولي حصول الدول المنتجة للطاقة في الشرق الأوسط على تريليون دولار إضافية في السنوات الأربع المقبلة.
وفي نفس الوقت شهدت شركات الطاقة النظيفة وتلك التي تنتج المعدات مثل مزارع الرياح، والطاقة النووية والطاقة البديلة أرباحا قياسية في الاستثمارات. وتمت العودة إلى حقول النفط والغاز التي اعتقد أنها استنفذت، خاصة في بحر الشمال. وشهد عمال المناجم نوعا من الانفراجة في صناعتهم وإن كانت مؤقتة.
واضطرت الدول خاصة الولايات المتحدة للتقارب مع الدول التي لديها احتياطات هائلة من النفط. وبعد سنوات من محاولات الإطاحة بنظام نيكولاس مادورو في فنزويلا، تبني واشنطن وبهدوء علاقات معه. واضطر الرئيس جو بايدن لزيارة السعودية ومقابلة ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، رغم محاولاته السابقة لتجنب تلك الزيارة.
وزادت شحنات الأسلحة الغربية الضخمة لأوكرانيا من تقوية مصانع السلاح، خاصة إعادة ملء الترسانة العسكرية للناتو والوفاء بالطلبيات الكبرى لبقية الدول التي تنفق بشكل كبير على الدفاع. ووصلت مبيعات كوريا الجنوبية في العام الماضي إلى رقم قياسي عند 17 مليار دولار، وهو ضعف الرقم عام 2021. ولم تصدّر أسلحتها إلى الدول الجارة ولكن الدول التي تقف على خط الجبهة مثل بولندا. وتعاني شركات تصنيع السلاح الأمريكية مثل لوكهيد وريثيون ونورثروب من طللبيات كبيرة تنتظر التسليم.
واستفادت عدة دول أخرى من الحرب الأوكرانية. ففي الوقت الذي رفضت فيه الهند شجب الغزو الروسي، إلا أنها كوفئت بنفط روسي وبأسعار مخفضة، إلى جانب عدد آخر من المستهلكين الآسيوين للنفط الروسي. وتضاعفت تجارة تركيا مع روسيا في التسعة أشهر الأولى من العام الماضي. وتدفق السياح الروس إلى الشواطئ التركية، وجلب المنفيون الروس معرفتهم إلى إسطنبول. وتحولت تركيا إلى معبر لهذه التجارة والصفقات المشروعة وإن كانت مشبوهة. واستخدم رجب طيب أردوغان ثقله في تأمين صفقة الحبوب بين روسيا وأوكرانيا لتعزيز موقفه المترنح بين أعضاء الناتو.
وربما كانت إيران الرابح الأكبر، فعبر تقديم المسيّرات، كافأتها روسيا بدعم سياسي مطلق، في وقت يشعر النظام بالاهتزاز نتيجة التظاهرات التي عمت البلاد منذ خريف العام الماضي، والعقوبات الغربية المستمرة.
واستفادت روسيا نفسها، ورغم العقوبات فإنها كانت قادرة على تأمين موارد عالية من الطاقة التي زادت أسعارها. كما زادت من تصدير الأسمدة، وأصبحت معظم تجارتها سرية. ولكن المتربحين لا يمكنهم التعويض عن التوتر المستمر والخوف في أوروبا، ولا يمكن لتضامن الناتو الكبير تقوية أمن أوروبا على المدى البعيد.
وفي الوقت الذي أظهر الاقتصاد الروسي قوة وعزما، إلا أن المنظور وعلى المدى البعيد يظل قاتما، فقد عُزل عن بقية الأسواق العالمية.