اخر تحديث
الإثنين-29/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ التدخل الروسي الصارخ والتدخل الأمريكي الصامت
التدخل الروسي الصارخ والتدخل الأمريكي الصامت
28.09.2015
د. محمد أحمد الزعبي
قبل أن أكتب هذا العنوان الكبير لهذه المقالة الصغيرة ، قرأت كلا البيانين الصادرين عن أهم جماعتين في المعارضة السورية ألا وهما " الإئتلاف الوطني لقوى التغيير والمعارضة " و " جماعة الإخوان المسلمين " ، حول التدخل العسكري الروسي الأحدث في سوريا ، والذي أشار الطرفان المذكوران في بيانيهما ، بصورة خاصة إلى مايلي :
1. انتقلت روسيا بهذا التدخل العسكري الأحدث من التدخل السابق غير المباشر في المسألة السورية. ( استخدام الفيتو في مجلس الأمن دعماً لنظام بشار الأسد ) إلى التدخل الحالي المباشر، ( إرسال قوات عسكرية عالية التسليح إلى المنطقة التي ماتزال تحت سيطرة النظام )
2. لقد وضعت روسيا نفسها بهذا التدخل العسكري المباشر ، موضع العدو المشارك مع بشار الأسد في حربه الطائفية ضد الشعب السوري ، وليس فقط المساند لبشار عن بعد ،
3. إن هذا التدخل مهما كان كيفه وكمّه لن ينقذ بشار الأسد من مصيره المحتوم في السقوط ،
4. ولن يثني الشعب السوري عن المضي في تحقيق تطلعاته في الحرية والكرامة ،
5. تقع على عاتق المجتمع الدولي عامة ، ولا سيما العالم الحر ، ومنظمة الأمم المتحدة ، وجامعة الدول العربية ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، والشعب الروسي نفسه ، مسؤولية وضع حد لهذا التدخل العسكري الروسي ضد الشعب السوري بوصفه يمثل " احتلالاً " عسكرياً مباشراً للجمهورية العربية السورية ، والتي هي عضو في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي .
اتفق بطبيعة الحال مع هذين البيانين الذين قمت بتلخيص أفكارهما الرئيسية بالنقاط الخمس السابقة . بيد أنني أعتبرهما قد أغفلا إما بصورة متعمدة ،( ولهما أسبابهما الخاصة في مثل هذه الحال ) ، أو بصورة عفوية ( نرى فيها نقصاً لابد من الإشارة إليه ) . إن الأمر الكبير والهام الذي أغفله البيانان - من وجهة نظرنا - وبغض النظر عن السبب الكامن وراء هذا الإغفال ، إنما هو الدور الأمريكي في هذه " اللعبة " الدولية . إذ أنه من الصعب على المرء ، أن يفهم أو أن يقبل ، أن روسيا ستحتل ، أو يمكن أن تحتل ، سوريا عسكرياً ، كما سبق لها أن احتلت قسم من أوكرانيا ، وتبقى أمريكا ساكتة ، تحوقل وتولول وتذرف الدموع دونما حراك ، ولا سيما أن سوريا تقع على البحر الأبيض المتوسط ، الذي لا يفصله عن أوروبا ( حليفة أمريكا ) سوى سمك القرش ، وعن إسرائيل ( صنيعة أمريكا ) سوى هضبة الجولان ، ولاعن آبار نفط الخليج ( عصب الصناعة الأمريكية ) سوى مسافة الطريق .
إن ماأريد أن أشير إليه ، بل وأؤكده هنا ، هو أن أمريكا شريك أساسي في هذه " اللعبة " ، ذات الهدف المشترك ، بين روسيا وأمريكا ، ًألا و هو ( الهدف المشترك ): المحافظة على نظام بشار الأسد ، وبالتالي على دوره الوظيفي في حماية إسرائيل ، وعلى متابعة سكوته على احتلالها لهضبة الجولان عام 1967م ، والحيلولة دون وصول محمد مرسي آخر إلى السلطة في سوريا ، إذا ماسقط نظام بشار الأسد ، سواء تحت ضربات المعارضة العسكرية أو تحت ضربات الديموقراطية الحقيقية ( صندوق الاقتراع النزيه والشفاف ) .
إن مايبدو لي ممكناً بل وصحيحاً في هذه اللعبة الدولية الكبرى ، هو أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب لعبة مزدوجة مع كل من روسيا وأوروبا ، بحيث يظن كل منهما ( روسيا وأوروبا ) أنها ( أمريكا ) إنما تقف إلى جانبه هو وليس إلى جانب الطرف الآخر . وتظل " داعش " تمثل حصان طروادة ، لكافة أطراف هذه اللعبة الدولية ، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا وأوروبا وإسرائيل وإيران وبشار حافظ الأسد ، وبالتالي فإن دورها ( داعش ) سيظل في هذه اللعبة ، مساعدة كافة الأطراف على إخفاء الحقيقة وإطالة مدى هذه اللعبة ماأمكن .
وإذا ماتساءل البعض عن الموقف الحقيقي للبيت الأبيض من هذه اللعبة الدموية الحمراء ، فجوابي على ذلك ، هو هذه الحكاية اللغوية ، التي تتعلق بشرح أحد الأئمّة غير الملمين باللغة العربية للآية الكريمة " والسماء ذات الحبك " حيث قال للمصلين في شرحه لكلمة " الحبك " : هذا شيء صعب لانعرفه لانحن ولا أنتم . وبدوري أقول فيما يتعلق بفهم الموقف الأمريكي من المسألة السورية ، وبالذات من الصمت الأمريكي على التدخل العسكري الروسي المباشر المباشر فيها : هذا شيء صعب لانعرفه لانحن ولا أنتم ، وأضيف وربما لا يعرفه بوتن نفسه ، مع احترامي الكامل له ، ومع تحيات أطفال ونساء وشيوخ " دوما " الذين بدأت صواريخه ( بوتين ) تنهال عليهم ، منذ فجر هذا اليوم ( الجمعة الموافق 18.09.2015 ).