الرئيسة \  مشاركات  \  التفكير: بين التعمير والتدمير.. والواجب والحرام

التفكير: بين التعمير والتدمير.. والواجب والحرام

25.03.2019
عبدالله عيسى السلامة




التفكير: وسيلة ، لا غاية ! ويُحكم عليه ، بحسب غايته ، أو هدفه ! والتفكير، لمجرّد التفكير،عبث !
والتفكير: عمل ، يحاسَب عليه صاحبه ، إلاّ ماكان منه ، دون إرادة صاحبه !
التفكير: كأيّ جهد بشري ، تنطبق عليه الأحكام الخمسة : واجب ، مندوب ، مباح ، مكروه ، محرّم !
فالتفكير، بصفته وسيلة ، تنطبق عليه القاعدة المعروفة : الوسائل لها حكم المقاصد !
ما قُصد به ، إلى الواجب ، أخذَ حكمَه ، وماقُصد به ، إلى الحرام ، أخذ حكمه ! وكذلك سائر الوسائل ، التي يُتوسّل بها ، إلى مقاصد !
    التفكير الواجب : بين الكفائي والعيني !
الوجوب العيني: وهو الذي يتوجّب ، على أشخاص، بأعيانهم ! وأنواعه كثيرة ، ومتدرّجة ، في الأهمية، منها:
تقكيرُ الرجل ، في كيفية توفير الحاجات الأساسية ، من : مأكل وملبس ، ومأوى ودواء ، وحماية من الأخطار.. لأهله ، من زوج وأبناء ، وغيرهم ، ممّن تجب عليه رعايتُهم !
تفكيرُ النُخب ، المؤهّلة للتفكير، في المسائل : السياسية ، والاقتصادية ، والأمنية .. وغيرها ، ممّا يحفظ سلامة البلاد والعباد ، من أخطار العدوان ، وأخطار المرض والجوع .. وغيرها ، ممّا يعجز الآخرون ، عن التفكير به، بالشكل المناسب، وممّا يصيب الأمّة بلاء ، إذا قصّر هؤلاء المؤهلون ، في التفكير، به !  
الوجوب الكفائي : وهو الذي ، إذا قام به البعض ، سقط عن الآخرين ، مثل : الحاجات الأساسية ، التي تحتاجها الأمّة ، من العلوم : كالطب والهندسة والصيدلة ، وتصنيع الأسلحة .. وغيرها !
    التفكير المندوب : أنواعه كثيرة ، كذلك !
وهو الذي يثاب فاعله ، ولا يعاقَب تاركه ! وهو يتدرّج ، من التفكير في الأمور الفردية ، إلى التفكير في الأمور العامّة ، التي تهمّ الشعب ، أو الأمّة ، من حيث : دفعُ المفاسد ، وجلبُ المصالح !
     التفكير المباح : أنواعه كثيرة ، أيضاً! ( وإن  كان الإمام الشاطبي ، يرى الإباحة المطلقة غير موجودة ؛ فلا بدّ أن يكون ، في المباح ، مايَرفعه إلى المندوب ، أو يُنزله إلى المكروه !) .
     التفكير المكروه : وأنواعه كثيرة ، وهي : كلّ تفكير، بعمل مكروه ، من قول أو فعل ، سواء أكان التفكير، خاصّاً بأشخاص معيّنين ، أم عامّاً ، يشمل : قبيلة ، أو حزباً ، أو شعباً ، أو أمّة ! 
      التفكير المحرّم : وهو كلّ تفكير، بعمل محرّم ، من قول أو فعل ؛ ممّا يخصّ أفراداً ، بأعيانهم، أو يتعلّق بقبيلة ، أو حزب ، أو شعب ، أو أمّة !
ومعلوم ، أن كلّ مايؤذي الآخرين ، محرّم ، إلاّ ماسمح به الشرع ، من إيذاء بعض الناس ، من أعداء ، أو مفسدين في المجتمع ، أو نحو ذلك !