اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الثورة السورية بين السقوط والقنوط - السبع العجاف
الثورة السورية بين السقوط والقنوط - السبع العجاف
18.03.2018
د. محمد أحمد الزعبي
لابد من الإشارة بداية الى أن الثورة السورية هي جزؤ عضوي من ثورة / ثورات ( الربيع العربي ) ، التي كانت في بعدها القومي والوطني ، ثورات ( الحق على القوة ) و ( الخير على الشر ) و ( الإنسان على التكنولوجيا ) ، إنها ثورات الجماهير العربية على حكام سايكس ـ بيكو العملاء الذين نصبهم وسلطهم الغرب المتفوق تكنولوجيا على رقاب الشعب العربي منذ وعد بلفور وحتى يومنا هذا ، وذلك بواسطة ( جيوش ) شكلها ودربها وسلحها هذا الغرب ، وسلطها على رقاب الجماهير ، بعيدا عن أية ديموقراطية يمكن أن تفتح عيون هذه الجماهير على واقعها الأسود في ظل هؤلاء الحكام ، وتقربها بالتالي من صندوق الإقتراع ( الحقيقي وليس القائم على التدليس والكذب ) ، بوصفه السبيل الصحيح الى الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية والاقتصادية والسياسية .
لم يكن عام 2011 هو عام ثورات الربيع العربي وحسب ، وإنما كان أيضاً عام انطلاق الثورة / الثورات المضادة لثورات هذا الربيع ، حيث تحالف وتكاتف في إطار هذه الثورات المضادة لثورات الربيع العربي كل من الحكام العرب المستهدفين من الربيع العربي ، وجيوشهم الجرارة ( أو المجرورة ) ، والقوى الإمبريالية والاستعمارية التي اعتبرت أن استهداف عملائها إنما هو استهداف مباشر لها أيضاً . إن الانتصارات السريعة لثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن ، أقض مضاجع القوى الاستعمارية ومضاجع الحكام العرب الآخرين ومن بينهم نظام عائلة الأسد ، فتسارع الطرفان الى التكاتف والتحالف ، وكان عليهم أن يوقفوا ( دومينو ) هذا الربيع على الفور ، وكانت سوريا هي نقطة تلاقي هذين الطرفين ، الأمر الذي أسعد عائلة الأسد ، وسمح لها بأن ترفض اليد الممدودة التي قدمها لها ثوار ربيع دمشق وثوار آذار 2011 , بإجراء تغييرات دستورية وقانونية تعطي للشعب بعضا من حقوقه الديموقراطية المسلوبة ، ولا سيما حقه في الحرية والكرامة والعدالة ، ولكن هيهات ، فكيف تقدم هذه العائلة قيد أنملة من التنازل لصالح الشعب السوري ، طالما أنها ( عائلة الأسد ) قادرة على الإستمرار في السلطة دونما أي تنازل لمن يعتبرون أنفسهم ( الشعب السوري ) بينما تعتبرهم هي وحلفاؤها في الشرق والغرب ( إرهابيين ) وذلك فقط لأنهم يطالبون ب ( الديموقراطية ) .
إن سكوت ( الغرب ) وهو المالك والصانع والمستخدم الأول لتكنولوجيا القتل والدمار العسكرية ( بدءاً بصناعة الكلاشنكوف ، وانتهاء بتصنيع غاز السارين مروراً بالقنبلة الهيدروجينية والأسلحة النووية ) على كل ماجرى ويجري في سوريا منذ 18.03.2011 وحتى اليوم ، إنما هو تشارك صامت مؤلم ومؤسف ، في تدمير سوريا وإبادة مئات الألوف من سكانها ، وتهجير الملايين ، واعتقال عشرات الآلاف ، وبمن فيهم آلاف الأطفال القصر والنساء اللائي يمارس معهن في سجون بشارأبشع أنواع انتهاك القيم الإنسانية والأخلاقية وحقوق الإنسان ، وهو ما تشير إليه آرقام الشبكة السورية لحقوق الإنسان ( روزنة) في تقريرها الذي رصدت فيه انتهاكات نظام بشار الأسد في سوريا خلال سنوات الثورة السبع المنصرمة ( منذ آذار 2011 وحتى آذار 2018 ) والذي نقتبس منه الأرقام التالية :
217764 قتيلا مدنيا ، بينهم : 25726 أنثى ، و27296 طفلا ، و13152 تحت التعذيب.
13,5 مليون مشرد قسريا.
118829 قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.
96480 برميلاً متفجرا.
431 هجوما روسيا وسوريا بأسلحة عنقودية ( محرمة دوليا / م ز ) .
212 هجوم كيماوي ( محرمة دوليا / م ز ) .
129 هجوما روسيا وسوريا بأسلحة حارقة ( محرمة دوليا / م ز ) .
إن مارأيناه بالأمس في كل مدن وقرى سوريا ، وما نراه اليوم في الغوطة الشرقية ، انما يمثل - من وجهة نظر الكاتب - التحضيرات المسبقة التي كانت تقوم بها عائلة الأسد وشبيحتها منذ عام 1963 ، استعدادا لمواجهة الشعب السوري ، الذي كانت تعرف انه لن يسكت على ديكتاتوريتها ، ولا سيما بعد استيلاء ضباطها المحسوبين على حزب البعث ، على ثورة الثامن من آذار1963 (بعد تصفية الضباط الوحدويين و الناصريين ) ، ومن ثم على حزب البعث (بعد انقلاب 23 شباط 1966 على القيادة القومية للحزب ) ومن خلاله على الجيش ،( بعد استلام حافظ الأسد لوزارة الدفاع ) وأخيرا على الحكم عام 1970 (بعد أن تخلص من أكبر خصمين عسكريين له هما اللواءان صلاح جديد ومحمد عمران ) ، والذي ( الحكم ) ورّثه لابنه بشار عام 2000 م . وكما يعرف القاصي والداني فإن هذا الإبن الوريث قد تنازل ( طوعا أو كرها ) عن هذه ( الورثة ) الطائفية ( الحكم ) بعد اندلاع ثورة الشعب السوري في آذار عام 2011 ، بداية لآية الله خامنئي و تابعه حسن نصر الله ، ولاحقاً لفلادمير بوتن ، حيث بلغ عدد ضحايا الممارسات غير الإنسانية وغير الأخلاقية ( الإنتهاكات فقط ) لهذا الحلف الرباعي غير المقدس ماذكرناه أعلاه من الأرقام المفجعة والمؤلمة .
لاننكر أن هذا التحالف الرباعي للثورة المضادة للربيع العربي عامة ، وللثورة السورية خاصة ، قد سجل انتصارات عسكرية ملموسة على الشعب السوري هذه الأيام ، وبالذات على المدنيين عامة وعلى الأطفال والنساء والشيوخ من بينهم خاصة ، ولكن ما ننكره هو أن يسمى البعض ذلك انتصارا لنظام الأسد الوراثي الطائفي على ثورة آذار 2011 السورية الوطنية ، التي تلخصت مطالبها ( من نظام عائلة الأسد ) منذ البداية وحتى اليوم بالحرية والكرامة ، أي عمليا وتطبيقيا ب ( الديموقراطية وحقوق الإنسان ) .
إن من يستعين بالقوى الأجنبية على شعبه لابد أن يفقد شرعيته يابشار ، ويتحول اسمه من رئيس (الجمهورية العربية السورية) الى خائن الوطن ، ولن تستطيع لا (سوخوي ) بوتن ولا (ياحسين ) الخامنئي وحسن نصر الله ، أن ينتشلاه من مستنقع الخيانة الذي وضع نفسه فيه ، ولا من أن يكون مصيره الحتمي ( مزبلة التاريخ ) ، إن لم يكن اليوم فغدا ، وإن غداً لناظره قريب .
الثورة لم ولن تسقط أو تقنط يابشار ويا بوتن ويا خامنئي ويا حسن نصر الله ، ذلك أن إرادة الشعب من إرادة الله ، و أن الحق أقوى من الباطل . ( وقل جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقا - الإسراء 81 )، وأنه :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد آن يستجيب القدر
ولابـد لليـل أن ينجلـي ولا بـد للقيد أن ينكسر