الرئيسة \  مشاركات  \  الحركة التصحيحية الجديدة .. ولكن هذه المرة بالسودان

الحركة التصحيحية الجديدة .. ولكن هذه المرة بالسودان

27.10.2021
المهندس هشام نجار




مشى البرهان على خطوات حافظ اسد بالانقلاب على رفاقه .
فهل اتبعت المخابرات الغربية في السودان نفس الخطوات الخيانية التي اتت بحافظ اسد؟
واحد وعشرون عاماً على نفوق حافظ اسد؛ غير أنّه كما أورث ابنه ابو البراميل السلطة في سوريا، أورث أيضاً البرهان طريقة الانقلاب في السودان.
عبد الفتاح البرهان المنقلب الجديد على الرفاق في السودان، استنسخ تجربة الأسد الأب في انقلابه عام 1970، الذي أطاح برفاقه الذين شاركهم في الانقلابات التي حدثت منذ العام 1963 وحتى انقلابه المشؤوم عام سبعين.
وعلى طريقة الأسد الأب؛ خرج البرهان يوم أمس الإثنين على شاشات التلفزة مُرتدياً بزّته العسكرية؛ وبنبرةٍ لا تخلو من التهديد والوعيد ، أعلن انقلابه على الحكومة، بعد أن اعتقلت قوّاته ومنذ الفجر العديد من الوزراء ووكلاء الوزارات، مُدّعياً أنّه يُريد تصحيح الثورة، وكأنّه يتمثل بالخائن حافظ اسد تماماً بعد انقلابه على رفاقه وإيداعهم السجن.
عبد الفتاح البرهان هو ثالث ثلاثة أبلغوا الرئيس المعزول عمر البشير بقرار عزله، حيث أخرجت المظاهرات التي عمّت السودان الرجل من الظل إلى العلن، وكأنّها كانت الفرصة التي ينتظرها او التي رسمتها المخابرات الغربية له ، وكبقية الديكتاتوريين في العالم تحوّل من رجلٍ عسكري قضى جُلّ حياته في العمل بالجيش إلى صاحب المنصب الأول في السودان.
لا صوت يعلو فوق صوت الديكتاتور.
فبعد قُرابة العامين من المرحلة الانتقالية، اعتاد البرهان على الأضواء واعجبه زيارات المسؤولين من الدول الكبرى ، وباتت سلوكياته تشي بأنّه يتصرف على أنه رئيس دولة، وعامله المجتمع الدولي على هذا الأساس، على الرّغم من وجود شريك له بمجلس السيادة، وبات يستقبل المسؤولين والمبعوثين الأجانب الذين يزورون السودان على أنّه رئيس البلاد.
وبعد أن استتبّ الأمر لحافظ البهرزي الجديد ؛ ادّعى أنّه يُريد إكمال العملية الانتقالية وقيادة البلاد نحو "حكومة مدنية منتخبة"، غير أنّ الأقوال تكشفها الأفعال؛ حلّ البرهان مجلس السيادة والحكومة الحالية وأعفى الكثير من المسؤولين وأعلن حالة الطوارئ في كل البلاد.
ولايهم تهديد الامريكان والاوروبيين له لاعادة المسار الديموقراطي فقد تعلمنا من الغرب كيف يتلاعبون بمصير الشعوب لتحقيق مصالحهم وما هو قادم الاعتراف باسرائيل.
وغداة سيطرة الجيش على السلطة؛ حلّ البرهان النقابات والاتحادات المهنية، وأعلن حال الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، كما أعلن حل أغلب المؤسسات التي كان يفترض أن تؤمن مساراً ديموقراطياً نحو الانتخابات والحكم المدني.و كأنه يشرب من كفي حافظ اسد .
أنهى البرهان انقلابه؛ وأمسك بالسلطة من أطرافها الأربعة، ومنذ اليوم ابتُلي السودانيون بحكمٍ عسكري جديد لا أحد منهم يعرف تاريخ انتهائه،
هكذا تصنع المخابرات الغربية من النكرات حكاماً .