الرئيسة \  مشاركات  \  الحروب الصليبية الجديدة

الحروب الصليبية الجديدة

27.11.2017
المهندس هشام نجار


أعزائي القراء
المسلمون والعالم، مفردات نسمعها كل يوم على القنوات الإعلامية، والمجلات والصحف، ناهيك عن الكتب التي تباع بالآلاف يوميا، وما تصدره كل هذه الوسائل من دعايات على الإسلام مثل: القتل، التشريد، الإبادات، الثورات، الفساد، الإستبداد، الديمقراطية، الحقوق والواجبات، الأصولية، السلفية، السنة، الشيعة، الأمن العربي، القوميات، الطوائف، العرقيات... وآخرها الإرهاب، من المصطلحات التي تصنع اليوم لأجلنا.
ليس كل هذا عبث، فمن المحللين السياسيين من يقول بأنها مؤامرات، وآخر يقول هو الجهل والتخلف، وثالث ينسبها للعلمانية والأصولية، ولكن علينا ان لا ننفي حالة الضعف والإنحطاط الذي أودى  بنا إلى السقوط في مستنقعات القوى الخارجية والداخلية، وأن ما يتم وصفه عبر تلك الوسائل الإعلامية  ليس صحيحا بالمطلق، وأن كل الإتهامات الموجهة للدين الإسلامي ليست سوى لعبة يلعبها طرفين، يكمن الأول في القوى الخارجية التي تسعى لتحقيق مصالحها، وأخرى داخلية تعلن الولاء لتلك القوى الخارجية وهي القوى الديكتاتورية الحاكمة ، وكلاهما يلتقي عند نقطة القضاء على الإسلام، وكل ذلك يحدث وفق منظومة دينية بحتة؛ لهذا سنتطرق للأديان التي صنعت الإرهاب، وقتلت الإنسانية بأساليبها الشريرة، محاولين الغوص في المسيحية الغربية المدعومة بالصهيونية والماسونية وهي التي تعتبر ان هناك ثأرا بينها وبين الاسلام لم ينته منذ الحروب الصليبية الاولى .
فما يحصل اليوم لا علاقة له بالدين الإسلامي كما يزعم بعضهم ليصب كل غضبه على معتقداتنا، ولكنه وليد الأديان الأخرى كما بينت ، وهؤلاء هم الذين يخططون لها وهم الذين  صنعوا مؤامرة  11 ايلول /سبتمبر 2001، عندما قاموا بتفجيرات برجي التجارة العالمية في نيويورك، ليبدأ من يومها التغيير في المنظومة الدولية عموما، وفي سياسة أمريكا الخارجية خصوصاً، وبدأت حينها بصنع عدو وفق قاعدة سياسية معروفة تقول ان كنت قويا ولم تجد عدواًً تنازله فعليك ان تصنع عدواً ، فتم اعلان  الحرب على الاسلام تحت شعار تم الاتفاق عليه دون إعطاء تعريف له عن قصد  وهو ماعرف بـ "الإرهاب"، ولو حاولنا التعمق في هذا المصطلح  بإسترجاع لحظات من التاريخ لوجدنا أن الولايات المتحدة كانت تحتاج لذريعة كبرى من أجل الدخول إلى أفغانستان والعراق، والسعي وراء تحقيق أهدافها، وهكذا؛ إن صنع هذه الذريعة أو كبش الفداء كما يقول آرشي في كتابه "الحرب على الإسلام" هو الذي تمثل بما دعي " الإرهاب الإسلامي" فبشّرَ بحقبة جديدة من استخدام القوة الغاشمة وأساليب الدعاية القذرة، التي نحصد نتائجها اليوم.
وهذه الحرب ليست على المسلمين فحسب ، بل هي حرب ضد معتقد المسلم وإيمانه، وذلك من أجل تدمير الأساسيات التي تدعم ممارسة هذا المعتقد المستهدف، ولذلك فإن تقسيم المسلمين لطوائف عدة   لشرذمتهم كالسلفية والوهابية والصوفية وحركة الاخوان المسلمين هي الغاية الاولى، وأنّ إغتيال الإسلام إن صح التعبير هو البرنامج المستقبلي.
وان الربط بين الماضي والحاضر هو امر منطقي لما يتم التخطيط  له اليوم للوصول للغد
وقبل ان ننهي القسم الاول من هذا الموضوع الهام علينا ان نعلم ان الأوامر بصناعة داعش كان بناءاً على أوامر كنسية غربية وهي غالبا ً ذات معتقدات يهودية مدمجه مع الماسونية وبوش الثاني كان احد منتسبيها ، معتمدين على حكام المنطقة الذين يخضعون للمخابرات العالمية أمثال الاسد والسيسي والملالي وبناء على ذلك تم توزيع المخطط على المخابرات الغربية للتنفيذ .
اختيار مكان التنفيذ  بسوريا والعراق  لم يكن  عشوائيا ً
 حيث كان المطلوب في هذه المرحلة انهاء تركيا تماماً  كدولة لتلحق بها دول عربية اخرى كالسعودية ومصر ثم دول إسلامية اخرى، وباكستان مرشحة للفتنة القادمة .
المخطط التآمري حصل فيه استعصاء عند اول خطوة وهي جر رجل تركيا الى أتون الحرب والتي حولتها المخابرات العالمية من حرب ضد المجرم الاسد الى حرب ضد مؤامرة الارهاب المصنع في مختبراتهم  ، تركيا افشلت الخطوة الاولى وحاولت الاستفادة من موقعها بتشكيل فصائل سورية مقاتلة تعمل معها دون التورط العميق  لحصد مكاسب للطرفين فتركيا اليوم مازالت تلعب قرب حدودها وتحاول ان تتحاشى الدخول الى العمق حتى لاتكون في قلب المصيدة  ،
المخطط الصليبي اليوم يكتنفه  الغموض مع فوضى .
وفِي القسم الثاني سنكمل هذا الموضوع الهام
مع تحياتي..
---------------
المنسق العام للهيئة السورية للإعمار