الرئيسة \  مشاركات  \  الحروب الصليبية الجديدة بشكلها الموسع

الحروب الصليبية الجديدة بشكلها الموسع

15.10.2023
المهندس هشام نجار




الحروب الصليبية الجديدة بشكلها الموسع
المهندس هشام نجار
أعزائي القراء ..
ما أن اقتربت نهاية الإتحاد السوفيتي ، حتى بدأت أوروبا وامريكا تبحث عن عدو جديد.هذا حال المنتصرون من أصحاب المطامع والأحقاد القديمة، حيث يريدون تسخير إنتصارهم بخلق عدو جديد ليستعرضوا أمامه قوتهم ويفرضوا عليه نفوذهم .
التحالف الامريكي الأوروبي والمنتصر على السوفييت كان بالبداية بحاجة لدعم عربي إسلامي على مستوى الحكام والشعوب معاً ليتم تسخيرهم كأداة لهم لتحطيم السوفييت في افغانستان . ولكن ما ان إنهار السوفييت وأنتصر الغرب عليه، حتى تغيرت المعادلة , فكان على التحالف الغربي الانقضاض على الحلفاء المسلمين بخلق الأعذار من أجل تدمير الأمة العربية والاسلامية بعمودها الفقري المسلمون السنة ، وذلك بتشكل حلف واسع يعتمد على إسرائيل والنظام الايراني وحكام عرب تم انتقاؤهم بعناية فائقة لدعم مشروع الحروب الصليبية الجديدة وبإسلوب يختلف عن الحروب الصليبية السابقة والتي شنت علينا منذ ألف عام .
تعالوا معاً نتعرف على الأختلاف بين الحربين الصليبيتين.
أولاً : الحروب الصليبية الأولى .
شن الصليبيون العديد من الحملات على البلاد الإسلامية في منطقتنا العربية ،واستمرّت هذه الحملات لفترةٍ طويلةٍ من الزمن، وقد بلغ عدد الحملات الصليبية ثماني حملات على الأقل، وقد بدأت عام 1095 م. وانتهت عام 1291م.
كان العمود الفقري لهذه الحملات هم الكاثوليك أي لم يكن هناك تحالف مع قوى أخرى كما يحصل اليوم، فكان بابا روما قائداً ومنظراً للحملات الصليبية مع أباطرة اوروبا وخاصة مع فرنسا وايطاليا والمانيا والنمسا وبريطانيا يجمعهم التجانس الديني الكاثوليكي،قبل ظهور حركة الإصلاح البروتستانتية والتي ظهرت بالمانيا.
أما النصارى الأرثوذكس، فكانوا يُعتبرون كفاراً حسب إعتقاد الكاثوليك، وقد تعرَّضوا لاضطهاد في بعض الفترات من قبلهم .
كان منتسبو الحملة من الفقراء والفلاحين الذين غسلت أدمغتهم بصكوك الغفران مع وعودهم بالجنة. أولى الحملات دعيت بحملة الفقراء بلغ عدد منتسبيها 25 ألف، وعدتهم الكنيسة بالخلاص وبالجنة ، وبالحصول على الغنائم فكان هذا دافعاً قوياً للفقراء والفلاحين .فتدافعوا لغزو بلادنا مشحونين بكل الحقد على المسلمين .
هذه الحملات دامت اكثر من 100 عام إستطاع المسلمون بوحدتهم وإيمانهم وبوجود قيادة مخلصة في مقدمتها السلطان صلاح الدين الأيوبي وقطز والظاهر بيبرس بتحقيق الانتصارات على هذه الغزوات.
بختصار الحملات الصليبية الأولى كانت متجانسة عقائديًا بدون أحلاف. وانتهت الحملات بالهزيمة نتيجة لتوفر قيادات مخلصة مؤمنة.
ثانياً: ولكن ماذا عن الحملات الصليبية اليوم؟
الحملات اليوم هي تكتل كبير، الغاية منه قتل وترحيل المسلمين والعرب من المشرق العربي. يتشكل هذا التحالف من قيادة صهيونية وأميركية وأوروبية. اضيف اليها عملاء من حكام المنطقة تم اختيارهم بدقة وعناية بقيادة الخامنئي - بشار اسد - حسن نصر الله - السيسي- محمد بن زايد اضافة إلى حكام عرب متفرجين ويعتبروا ناقلي رسائل التحالف الصليبي، وهناك من يصرخ بإعلامه من بعيد مثل تبون وصاحبه قيس السعيد لاسبابهم الخاصة ، أما الروس فهم مشتركون في هذا التحالف ولكن من تحت الطاولة وقد كشفهم بابا موسكو عندما رسم الصليب على اول صاروخ أطلق بإتجاه سوريا .
نستطيع القول أن هناك فروقات كبيرة بين الحروب الصليبية الاولى والحروب الصليبية اليوم ، فنتنياهو يطبق اليوم بفلسطين ما طبقه سيده حافظ اسد في حماة ، يوم دمرها في شهر شباط عام ١٩٨٢ بحجة وجود مسلحين في حماة، وكذلك يفعل نتنياهو اليوم بغزة ، كما أن نتنياهو يدرس مجازر تلميذه الجزار بشار اسد وما فعله من مجازر في جميع محافظات سوريا ، ولكن لا اعتقد ان لديه القدرة ليسبق تلميذه، فكم تلميذ بز استاذه .
أعزائي القراء …
من هذه المقارنة السريعة يتبين لنا الفارق الكبير بين الحربين الصليبيتين . فحرب اليوم :
هي تحالف عالمي ضدنا:
كل الأسلحة متاحة للعدو ضد أسلحة دفاعية بايدي المقاومة ، بينما حروب الأمس كانت بأسلحة متكافئة .
اليوم كل الحكام العرب و العملاء الايرانيين بين متآمر وصامت . بينما حروب الأمس كان يقودها شخصيات مؤمنة طاهرة عفيفة مقتدرة موحدة الصفوف فهزموا عدوهم .
الفارق كبير بين الأمس واليوم . وعلى الشعوب العربية أن تفهم تماماً حجم المؤامرة عليها ، ويعيد كل شعب عربي توحيد صفوفه للدفاع عن بلاد الشام اولاً بفرعيها السوري والفلسطيني ، والأهم من ذلك أن يعيد السوريون تلاحمهم من جديد . للقضاء على الحروب الصليبية الجديدة في بلادهم .