الرئيسة \  مشاركات  \  الذكرى التاسعة لاستشهاد الدكتور طارق يحيى خليل

الذكرى التاسعة لاستشهاد الدكتور طارق يحيى خليل

06.07.2024
د. بسام ضويحي



الذكرى التاسعة لاستشهاد الدكتور طارق يحيى خليل
B-D.jpg
د. بسام ضويحي*
بسم الله الرحمن الرحيم
الشهيد العليم الدكتور طارق خليل في ذمة الله
الحمد لله قاصم الطغاة الخونة الجبارين
والصلاة والسلام على الرسول قائد الغر الميامين
والرحمة لشهدائنا الأحرار الأبرار في أرض الكنانة والسودان وبلاد الشام والرافدين وفلسطين وغَزَّةَ هاشم واليمن وليبيا وتونس وأينما ذُكِرَ اسم الله..
وبعد:
فإن الشعب السوري الشامخ بثورته وتضحياته، ينعي إلى الأمة وثوارها، المجاهد العالم الدكتور طارق يحيى خليل، الذي ارتقى شهيداً على أيدي الزبانية العبيد في مصر الأزهر الحزين، في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل2/7/2015… ارتقت روحه الطاهرة إلى السماوات العلى، شاكية ظلم الأقزام العبيد الذين خانوا الأمة كلها في قضيتها المركزية، قضية فلسطين، خانوا مجاهديها، وأرضها، وظلموا أهلها، وكانوا مع مجرمي الصهاينة ضد شعبها المكافح المظلوم..
في التأبين، وفي المناسبات الحزينة، وحيث يُنعى الرجال كثيراً، ما يتعثر القلم بالحروف، تعثّر الأرجل بالأشلاء، وكثيراً ما تسابق الدموع الحروف، فيتولد من جراء ذلك الصوت الأجش الحزين، الذي يزيد الأسى في القلوب، ويعمل ما تعمله السكاكين في الأجساد البريئة، المهيضة الجناح، فتكون الرِنّة التي تبكي وتؤلم، وتزيد الأنفس الحنونة أسى ولوعة، وعلى مدار الأيام.
وفي الذكرى التاسعة لاستشهاد المجاهد الدكتور طارق عبد المجيد خليل، تعاودنا الذكرى، وهي مخضلة بالدمع والدم؛ حيث مثار الأشجان، وتجدد الأحزان، لتضع بين أيدينا وأمام أعيننا، صورةً لأخٍ عظيم وكبير وشقيق ومخلص، أعطى أكثر مما أخذ أضعاف المرات، وقد كان لموقفه مع أحرار الأمة وشرفائها أثره الفعال، في إثراء معاني الجهاد، ورفع وتيرة أدائها، والارتقاء بها، تجاه الأفعال النبيلة والخيرة والمخلصة، ومن موقع المسؤولية الذي يعجز عنه فطاحلة الرجال وأعلامهم، سِيَّما في هذا العصر، حيث يلتقي الجلاوزة والطغاة، مع شراذم المأجورين والموتورين والمؤلبين على شعوبهم المظلومة، وهم يحتشدون في خانة واحدة، واصطفاف واحد، يفعلوا فعلتهم، ويقترفوا برخص ودناءة الجرائم النكراء التي تندي ضمير الإنسانية، ومنها - ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - الجريمة التي اقترفوها ضد الأخ الدكتور طارق خليل يرحمه الله، وأنعم عليه، وجزاه خير الجزاء، وجعله في مرتبة الأبرار مع الشهداء الذين تحدوا الظلم والظالمين، فكانت لهم عقبى الدار، بما قدموا وأعطوا، ومن ذلك أرواحهم الكريمة التي بذلوها رخيصة، في مواجهة ظالميهم، وقاهري شعوبهم، والمعتدين على الإنسان، حيث كان.
كان الدكتور طارق أخاً للإخوان وصديقاً للأصدقاء ومجاهداً وصاحباً لهم في خنادقهم، وحيث هم يصطف معهم، يواسي جرحاهم، ويخفف مصابهم، ويمد لهم يد المساعدة والعون، كانت ماكانت تلك المساعدة، وكان ماكان ذلك العون، ولم يقتصر جهاده على مواجهة طغاة مصر، وعبيدها وعرابيدها المنبثين في دهاليز السياسة، وحيث بؤر الخيانة؛ وهم كُثُرْ، وإنما عدّى ذلك إلى الساحة السورية، وقد جعل من شخصه جندياً مطواعاً يعمل من أجل السوريين، وقضيتهم العادلة، التي خانها القريب، وتآمر عليها الغريب، واحتشدت ضدها وفي ساحها شراذم الموتورين والمأجورين والأزلام والخونة.
لم يكن موقفه مع المصريين فحسب، بل هو مع الأحرار والحرية في كل مكان، فهو مع الفلسطينيين حيث الفلسطنيون، في معاركهم ضد الصهيونية، ومع السوريين حيث السوريون ومواقفهم ضد الصفوية الفارسية والصهيونية والصليبية، وهو باختصار رجل الموقف في الموقف الجلل، الذي يتطلب مواقف الرجال، من الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه، ومن الذين استبقوا الخيرات من أبوابها الواسعة، لا ليكونوا دعاة إلى الخير فحسب، وإنما ليخطوا بأفعالهم النبيلة والكريمة، سيرة حياة لرجل الموقف، الذي ابتعثه الله في هذه الأيام العصيبة، ليكون أحد جنودها، وليضرب المثل، ويرسم القدوة، لمن يأتي بعده من الرجال، من شرفاء الأمة وأحرارها. رحمك الله أبا محمد، وأجزل ثوابك، وأعلى درجتك، وجعلك من المغفور لهم، وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، وجعلهم خير سلف لخير خلف، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال تعالى؛ وفي قوله عزاءٌ للمؤمنين:
’’فلا تعلم نفس ما أُخْفِي لهم من قُرَّةِ أعين جزاء بما كانوا يعملون‘‘
صدق الله العظيم.
______________
*مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية