اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الفروق بين المصطلحات ، فروق بين الحقائق ، أوّلاً
الفروق بين المصطلحات ، فروق بين الحقائق ، أوّلاً
29.07.2019
عبدالله عيسى السلامة
ماالفرق بين كلّ من كلمات: شارد وشريد ومشرَّد..ومُهاجر ومُهجَّر..في صياغاتها ودلالاتها؟
كتبتُ نصّاً ، عنوانُه : علامَ يُراهن مشرّدو الربيع العربي، في تركيا؟ فاحتجّ أحدهم على العنوان، قائلاً: (أظن أن الكاتب بإطلاقه وصف (المشردون) عن المهاجرين والمهجرين قد خانه التعبير،،، ولم يحالفه التوفيق(...!
هكذا ؛ بهذا الخطّ العريض ، واللغة العريضة ، و(الظنّ) العريض..! وأرجو أن يكون معذوراً!
لستُ ممّن يحتجّون على النقد .. ولكن : أيّ نقد؟ إنه النقد ، الذي يَعي صاحبُه ، جيّداً، مايقرأ، ويوازن بين كلماته ، ويدرك الأسباب ، التي دفعت الكاتب ، إلى اختيار كلمة ، دون غيرها ، وإلى تفضيل هذه الكلمة ، على غيرها ، من حيث : دلالتُها ودلالةُ غيرها ، على الواقع المعبَّر عنه .. ودلالتُها ، على الرسائل ، التي تريد إرسالها ، إلى الناس ؛ ولاسيّما المعنيّين بها!
لو سئل الأخ الفاضل ، المحتجّ على العنوان ، عن الفروق التي يراها ، بين كلمتَي: مهاجِر ومهجَّر، ودلالات كلّ منهما ، على الواقع ، الذي تعبّر عنه .. ثمّ سئل ، عن كلمات : شارد وشريد ومشرَّد.. ودلالات كلّ منها، على الواقع، الذي تريد التعبير عنه ، من وجهة نظره، هو، فربّما استطاع الإجابة ، على ذلك !
لكن ، لو سئل عمّا يريده الكاتب ، من ذلك ، فهل تكون لديه ، القدرة الفعلية -لا الظنية- على الجزم بذلك؟
ولأريح الأخ الناقد ، من ظنونه ، أوضح له ، ما أردته ، من اختيار العنوان:
(علامَ يُراهن مشرّدو الربيع العربي، في تركيا؟).
أوّلاً : أصرفُ النظر، عن كلمة (يُراهن) ، لأن الناقد لم يحتجّ عليها!
ثانياً : اخيار كلمة(مشرّدون)، التي أثارت الاحتجاج ، جاء عن عمد وتصميم، لأسباب عدّة:
لأنهم مشرّدون ، حقاً ، لا افتراضاً!
ولأن كلمة مشرّد تختلف ، عن كلمتي شارد وشَريد! فالمشرّد هو: من شرّده أحد ما، أو سبب ما! وفي هذا تذكير، للمشرّدين ، بمَن شرّدهم ، أو بما شرّدهم ، وفي التذكير حضّ ، على الفعل المقاوم للتشريد !
ولأن تذكّر المشرّد ، بأنه مشرّد ، يدفعه ، إلى شيء من التواضع ؛ فلا يتفاصح ، على الجهة التي آوَته ، ليعلّمها السياسة والكياسة – وقد يكون جاهلاً بهما ، معاً- ، كما يفعل بعض المشرّدين ، من دولة معيّنة ! ولا يُتصوّر- بالطبع - أن يفعل مثلَ هذا ، سائرُ المشرّدين ، من جنوب العالم العربي ، وشرقه ، وغربه !
ولأن كلمة مشرّد تختلف، عن كلمة مهاجر، أو مهجّر؛ لافي صيغتها، فحسب، بل في دلالتها، أيضاً ! فالمهاجرون ، في دول العالم المختلفة ، من دول العالم المختلفة ، كثيرون ، جدّاً ، و بعضهم هاجر، من دول آمنة مستقرّة ، ليس فيها اضطرابات سياسية واجتماعية ، وليس فيها صواريخ ، وطائرات ، وقاذفات قنابل ، تصبّ حممها ، على رؤوس الآمنين! والكثيرون منهم، لم يهيموا ، على وجوههم ، في الصحارى والقفار، والغابات والبحار.. لاهثين ، يبحثون ، عن أيّ مكان آمن ، يلتجئون إليه ؛ كما حصل - ومازال يحصل- مع المشرّدين ، من دول الربيع العربي !
ولأن الكاتب ، اختار كلمة (مشرّدين)، لأنه رآها ، أنسب كلمة ، تعبّر، عمّا يريد ، دون أن يُلزم بها أحداً! والآخرون ، الذين لم تعجبهم الكلمة ، أحرار، في اختيار الكلمات ، التي تناسبهم، والتي تعبّر، عمّا في أذهانهم ، مثل كلمات : مهاجرين ، ومهجّرين ، ولا جئين ، وهاربين ، وفارّين ، وعائذين ، ولائذين .. ونحو ذلك !
وختاماً : أرجو، أن يطيب ، لمشرّدي الربيع العربي ، عامّة ، المقامُ – الدائمُ ، أو المؤقّت- ، في تركيا ، فلا (يُشرّدوا) منها ، بسبب مباشر، أو غير مباشر.. منهم ، أو مِن غيرهم!