الرئيسة \  تقارير  \  السوريون قاطعوا انتخابات مجلس الشعب : لا ثقة بالأسد ونظامه

السوريون قاطعوا انتخابات مجلس الشعب : لا ثقة بالأسد ونظامه

17.07.2024
المدن



السوريون قاطعوا انتخابات مجلس الشعب : لا ثقة بالأسد ونظامه
المدن - عرب وعالم
الثلاثاء 16/7/2024
شهدت انتخابات برلمان النظام السوري مقاطعة شبه جماعية من السوريين في جميع مناطق سيطرته. حتى في المحافظات التي تدين بالولاء المطلق لعائلة الأسد وحزب "البعث" الحاكم، وُصف الإقبال على الاقتراع بالمقبول والجيد، ولم يرتقِ ليتناسب مع حجم الولاء فيها.
مقاطعة جماعية
في دمشق وريفها، أكد ناشطون ل"المدن"، أن إقبال السوريين على الاقتراع كان ضعيفاً جداً، وكأنها دورة انتخابية في مناطق خارجة عن سيطرة النظام، موضحين أن جميع من أقبل على الانتخاب كانوا موظفين وطلاب جامعات وبعثيين ومن أحزاب أخرى، بحكم خوفهم المسبق من انعكاس عدم انتخابهم على وظائفهم أو ملاحقتهم أمنياً. كما لفتوا إلى أن الاقتراع في دمشق كان أكبر نسبياً مقارنة بريف دمشق.
كذلك في السويداء، شهدت الانتخابات مقاطعة ترقى لتكون حسب الناشطين، مقاطعة جماعية، يستثنى منها البعثيون والموظفون وطلاب الجامعات كذلك، ذلك أن السويداء اتخذت خطوة استباقية بمنع دخول صناديق الاقتراع إلى عدد كبير من البلدات والقرى، وهي المحافظة التي تشهد حراكاً منذ نحو عام مناهض للأسد ونظامه.
ووجّه ناشطون في درعا مهد الثورة السورية ضد النظام، دعوات للسوريين فيها لمقاطعة الاقتراع، بالتزامن مع إغلاق ناشطي مدينة نوى المراكز الانتخابية، في حين تشهد كبرى مدنها في الريف، جاسم، اشتباكات منذ أسبوع، وسط انشغال مدن وبلدات كبرى أخرى بالوساطة لإنهائها.
وينسحب الحال في درعا والسويداء، على المحافظات الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرق سوريا، إذ منعت قسد عمليات الاقتراع في الرقة والجزء الأكبر الذي تسيطر عليه من ديرالزور، كما عرقلت الاقتراع داخل المربع الأمني الذي تسيطر عليه في الحسكة، حتى كان المشهد في المحافظات الثلاثة، أشبه بأن انتخابات مجلس الشعب لم تصل إليها.
في محافظة طرطوس، كان الإقبال جيداً، فيما كان ضعيفاً في اللاذقية مقارنة بطرطوس، وذلك على الرغم من وجود البيئة الحاضنة لعائلة الأسد ونظامه، ومنهما معظم الخزان البشري الذي زجّ به الأسد في حربه ضد السوريين.
ثقة مفقودة وأزمات
ويرى الباحث السياسي فراس علّاوي أن ما بعد الثورة السورية ليس كما قبلها، مع التسليم المطلق من قبل السوريين بأن لا عملية ديمقراطية في عملية انتخاب أعضاء المجلس بسبب معرفة الأسماء الناجحة بشكل مسبق.
ويوضح ل"المدن"، أن شريحة كبيرة ممن يقطنون مناطق سيطرة النظام هم معارضون له، وبالتالي لن يقترعوا إلا تحت ضغوط معيّنة.
ويعتبر علاوي أن مقاطعة الانتخابات والاقبال الضعيف عليها، هو أمر طبيعي مع وجود أزمات مختلفة في مناطق النظام لاسيما الاقتصادية، ويضاف إليها الفوضى الأمنية، مؤكداً أنه في محافظة ديرالزور التي ينحدر منها، كان الإقبال ضعيفاً وشبه معدوم في الجزء الذي يسيطر عليه النظام، فيما يلفت إلى أن قسد منعت الانتخابات في مناطق نفوذها بشكل كامل.
ويتفق الباحث والكاتب السياسي درويش خليفة مع علّاوي، ويقول ل"المدن": "لاشك أن غرق السوريين في مناطق النظام بهمومهم المعيشية ومعاناتهم اليومية، أهم من أي حراك سياسي، لا سيما بعد فقدانهم الثقة بالنظام بعد مرور سنوات طويلة لم يحقق لهم أياً من الوعود التي قطعها على نفسه".
ويضيف خليفة أن شعار "الأمل بالعمل" الذي طرحه الأسد قبل سنوات، لم يتحقق منه شيء، فلا الأوضاع الاقتصادية تحسنت ولا التطبيع العربي مع نظام الأسد قدم شيئاً جديداً ينتشل الناس من أزماتهم المتلاحقة.
من زاوية أخرى، يرى خليفة أن السوريين يعلمون أن صوتهم لن يغير شيئاً في انتخابات صورية لطالما اعتادوا أن المخلصين للنظام من الشبيحة والمستفيدين، سيكونون هم الفائزون في المجلس، وليس ممثلي الشعب وخياره نحو تحسين واقعهم المزري.
وأكد أن "الثقة أصبحت معدومة بين السلطة والشعب"، وأن القبضة الأمنية متعددة الأطراف ومن المليشيات تفرض نفسها وتكتم نفس الناس لتجعل "صمتهم خياراً وحيداً".