الرئيسة \  كتب  \  الشاعر خالد البيطار وربيع الشام .. قراءة في ديوانه "أجل سيأتي الربيع"

الشاعر خالد البيطار وربيع الشام .. قراءة في ديوانه "أجل سيأتي الربيع"

21.04.2013
يحيى حاج يحيى


ربيع الشام رائق جميل، افتتن به الشعراء سواء مَنْ عايشه كالبحتري الذي اشتهر بديباجته الشعرية المنعكس فيها جمال الطبيعة، ورقة نسيمها، واختلاف ألوان زهورها، حيث يقول:
 
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً    من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبّه النيروز في غسق الدجى    أوائـل وردٍ كُنّ بالأمس نوَّما
يُفتّقهـا بـردُ النـدى، فكأنــه    يبثُّ حديثاً كان قبـلُ مكتّمـا
 
أم مَنْ مرّ عليه ففتنه جماله، وأسر لبّه روعته كأحمد شوقي إذ يقول:
 
آمنت بالله واستثنيت جنّتــه    دمشق روح وجنات وريحـان
قال الرفاق وقد هبّت خمائلها    الأرض دار لها الفيحاء بستـان
جرى وصفّق يلقانا بها بردى    كما تلقّاك دون الخلد رضـوان
وربوة الواد في جلباب راقصة    حور كواشف عن ساق وولدان
 
فأي ربيع هذا الذي ينتظره شاعر شامي الهوى والوطن في ديوانه (أجل سيأتي الربيع)؟
أهو ربيع البحتري وشوقي؟ قد لا نشك في ذلك، لأن الشاعر ابن مدينة حمص. وما أدراك ما حمص؟! نقل العرب هواها إلى الأندلس، فأطلقوا على مدينة إشبيلية اسمها! وحري بها أن تكون لها هذه الشهرة في الجمال وقد أحالها نهر العاصي إلى جنات وبساتين مورقة، وقام على أطرافها متنزّه الميماس، ومن بعد علق هواها في قلوب المهجريين، فجعلوا يناجونها في غربتهم، ويتشوقون إلى حجارتها السود.
وهذا الربيع الذي سيأتي ( و قد أتى ) ضمه ديوان تجاوز مئة صفحة بصفحتين، وجمع ما بين ثلاثين قصيدة وأربع مقطعات، امتد زمنها من عام 1962 إلى عام 1984م.
والشاعر بحسه المرهف، ومشاعره الرقيقة تهفو نفسه إلى الربيع وإلى طيوره الصادحة، فيقف يستمع إلى بلبل تائه، ليجد في تغريده أو شكواه بعض السلوى، وليحمله بعض ما يجد:
 
إن تكن أخطأت في السير وضيّعت الطريقْ
أنت قد ترجع للروض غداً قبـل الشـروق
وأنـا أبقى أسـير البعد والليـل الطويـل
فإذا طِرتَ وحيـداً في متاهـات الـدروب
فستستهدي مع الإشراق في الصبح القريب
وأنا أبقى غريبَ الدار، مالـي من سـبيل
 
ويحاول الشاعر أن يصرف همومه بالربيع، كما قال صفي الدين الحلي:
 
واصرف همومك بالربيع وفصله    إن الربيع هو الشباب الثاني
 
وربيع الشام له طعم خاص قد لا يشبهه ربيع، وفي قصيدته "متى يعود" يقف أمام إحدى لوحاته الرائعة:
 
عـاد الربيـع إلى الربــا    بجمالـه الزاهـي الرطيـب
واخضوضرت تلك الهضاب    وكـان منظرهــا كئيـب
ما أجمل الدنيـا بزينتهــا    وزخـرفهــا العجــيب
الـزهــر في ألوانـــه    والـورد فـوّاح الطيـوب
وشـقائق النعمــان فـي    هيف، وفي ضعف تلــوب 
 
ويستمر الشاعر في وصف الربيع حتى لتحسه بين يديك:

وتمر هاتيك النسائم       لا يحس لها هبوب
هذي البلابل فالهزاز        مغرّد والعندليب
 
وتظن أن الشاعر سينسى همومه، ويلقي بنفسه في حضن الطبيعة، فيفاجئك بأن هذا الربيع ليس الربيع الذي ينتظر؟!!
 
عاد الربيع فيا سهول    تـرنّمي، عاد الحبيب
عاد الربيع إلى الحياة    متى يعود إلى القلوب؟!
 
ونمسك بهذا السر، وتقبض أيدينا على المفتاح الذي يفتح لنا دفتي الديوان لندخل ونبحث عن ربيع القلوب، ونصغي إلى الشاعر، وهو يؤكد لنا أنه آت، فلا تغرنكم مناظر الجفاف، ولا يهولنكم الأسى ولا يتعبنكم السرى في ليل الأحزان، ولا ترهق قلوبكم إذا سمعتم صرخة من هنا، وصيحة استغاثة من هناك..
 
سيأتي الربيع ربيع القلوب    سيأتي وينفخ أزكى الطيوب
أجل، وسيذهب عهد الجفاف    ويبتسم الروض عما قريب
 
ونحن، وإن كنا نؤمن أن الربيع الذي وعد به الشاعر آت، ولا نرتاب في ذلك، إلا أننا نحب أن نطوّف مع الشاعر، ونشاركه بعض همومه، وإن أدمت أقدامنا الأشواك، وقرحت جفوننا دموع همنا، والربيع الذي ينتظره الشاعر أمل يلوح لنا، ونحن به مغرمون؟!
 
غصب الطاغوت روضي ومضى    يهلك الحرث ويفني الولــدا
عـاث في الأرض فسـاداً علنـاً    دون أن يرحم فينا أحـــدا
 
أما لماذا فعل الطاغوت فعلته هذه؟ ولماذا انطلق يعيث في الأرض فساداً؟ تعليل ذلك لدى الشاعر:
 
وبنو الحق استراحوا للهوى    وأولو الفكر أضاعوا الرشدا
قنعوا بالزخرف الفاني فلم    يبصروا الوجه القبيح الأسودا
واستكانوا طمعاً في منحـه     مرتعاً خصباً وعيشاً أرغدا
 
وقبل أن نصاب باليأس لما حل في ذلك الروض، وتخدعنا زيوف الباطل، تنطلق صيحة الحق لتذكرنا بماض مجيد، وبعقيدة نعيش من أجلها تدفعنا لانطلاقة الحاضر ومطمح المستقبل في دعوة للتغيير:
 
يا أخي مـا هـذه أخلاقنـا    نحن لم نخضـع لضيـم أبـدا
نحن كنّا إن دجا الخطب بنا    نمتطي الهول ولا نخشـى الردى
لم نعد في التيـه نخطو إننا    أمة قد عـرفت درب الهــدى
 
وما أشد أن يدعو الداعية الناس إلى الخير، ويستفرغ جهده ثم يجدهم يمضون كالقطيع، يسير بلا غاية، يخدعه السراب وهو سائر إلى حتفه، وتعنو منه الرقاب لذابحها يرضى لتكون النهاية ذلاً وصغاراً:
 
لقد هان هذا القطيع الجهول    وصار ذليلاًَ من الصاغرين
لقـد ترك الله في كل أمـر    إلى صنم صاغه العابثـون
وصارت أمانيه أكلاً وشرباً    وجنسـاً ولهواً وفرشاً ثمين
كذاك البهائم هذا مناهــا    ومن ثمّ فليركب الراكبـون
 
وهؤلاء لم يكونوا قطيعاً ولا شبه قطيع، ولكنها الاستكانة للظالمين والذل اللعين مسخ إنسانيتهم، وقد خلقوا أحراراً فغدوا عبيداً للظالم يسوقهم بالعصا، ويدفعهم بالصيحة الفاجرة.. ولكنهم قبل أن يذلوا للطاغية ذلوا لشهواتهم فسيرتهم كما تريدـ وأوصلتهم إلى هاوية الذل..
 
عجيب أهذا القطيع الذليـل     حفيد دعاة الهدى الطاهريــن؟!
أهذي المهـازل أحفادهــم        ذهلت.. وران عليَّ السكون؟!
 
ويظل الشاعر يلاحق هؤلاء السادرين: أن أفيقوا، فإن الله تعالى خلقكم أحراراً، ولا تخدعنكم صولة الباطل، ولا تذهب بأبصاركم بروق الطغاة، وأكرموا الإنسانية التي جبلكم الله تعالى عليها تكرموا أنفسكم:
 
وضح الحـق واستبـان السبيـل    فعلام التمويـه والتدجيـل؟!
أيها السـادرون في الغيّ مهـلاً    أفلا تلمحون زحف السرايـا
فلقد أشـرق الصباح الخضيـل    كيف يدنو، وقد علا التهليل؟!
 
إن هذه الدعوة الواضحة، والصرخة المجلجلة قد تنبه الطغاة على الحقيقة التي يخشون إشراقها في نفوس عباد الله الذين استعبدوهم بغير حق، وقد يصيب الداعية أذاهم، فهم لا يطيقون أن يسمعوا كلمة الحق ولا يرتضون لمن عبّدوهم أن يسمعوها.. ويجد الداعية في طريقه صديقاً أو قريباً، زوجة أو أخاً يخشى عليه صولة باغ وتطاول لئيم فيمحضه النصح، علّه يخفف من حدته وجراءته:
 
ماذا يفيدك لو ركضـتَ إليهـم شيئـاً قليـلاً
ووصلت مثل الناس، واتخذوك في الدنيا خليلا
وهتفت باسمهم لتدفع عنـك كابوسـاً ثقيـلا
وبقيت تسجد للإله كمـا مضى ليـلاً طويـلاً
وترتل القرآن في الأسحـار ترتيـلاً جميـلا
والله يغفر.. لست إلا مكرهاً يبغي الوصولا
 
ويأتي الرد على غير ما يتوقع الناصح.. ولكنه منسجم مع عقيدة الداعية فلا حيدة عن الغابة، ولا انحراف عن العقيدة.. ولئن كانت الغاية نظيفة –وهي كذلك- فإن الوسيلة تأبى أن تلوثها المطامع، ويلونها الخداع:
 
النور في قلبي، وفي عقلي فكيف أضيع دربي؟!
أم كيف أركن للضلال؟ وكيف أهتف أو ألبّي؟!
من أجل دنيا؟ بئست الدنيا إذا أغضبـت ربّي
من أجل أن أحيا رخيّ البال مرتاحاً بسـربي؟
فلسوف أنعم برهة وأعـود معـلولاً بذنبـي
سأظل حراً في الحياة على المدى وأصون قلبي
سـأظل معتصماً ومعتزاً بربّي وهو حسـبي
 
ثم ينطلق يردد، والدنيا تردد خلفه أن المسلم حرّ لا يقبل ذلاً، ولا يسجد لطاغوت مهما أذلهم ليل الظالمين، فإنه قد أرخص روحه في سبيل الله، واستعلى بإيمانه، وعرف الغاية التي من أجلها خُلق:
 
المسـلم حرٌّ في الدنيـا    لا يقبـل أبـداً بالــذل
لم يسجد للطاغـوت ولا    للظالم في أعتى ليــلِ
قد باع الروح وأرخصها    لله بساحـات الهــول
فلتعصف ريحُ الليل بـه    سيظل يسـير ويستعلي
 
وقد يستيقظ بعض السادرين على جلجلة صوته، وهدير دعوته وتتسلل كلمة الحق إلى بؤرة ضوء صغيرة في القلوب المظلمة وقد يقول قائلهم: ما لهذا الصوت يعلو وحيداً في ليل السادرين يبشر بالفجر ويهتف له، وقد يئس اليائسون، واستبد بهم القنوط، واستكانوا لذل وبيل وليل طويل- فيأتيهم الجواب على لسان دعوة الإيمان: إن من تسمعون، بكم يهتف، ولأجلكم يصرخ، لعلكم تستيقظون:
 
أيها السائـل عـن دعـوته    إنهـا دعوة إيمـان ونـور
إنها دعـوة قلـب مؤمـن    لم يكن يعرف معنى للفتـور
إنهـا دعـوة نفس حـرّة    حطمت بالحق أرباب الغرور
آمنت بالله واستعلـتْ بـه    ورأت ما دونـه قزماً حقيـر
ومضت تحمل للناس الهدى    وتقيهم شر ليـل مستطيـر
فرياح الشر مهما عصفتْ      وعتَتْ لا بد يوماً أن تبـورْ
 
ومن خلال الدفع بين الحق والباطل الذي لولا وجوده لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً، ولطمست المبادئ وأسنت الحياة... من خلال ذلك، وعلى الطريق اللاحب تهوي النجوم وقد كانت ملء سمع الدنيا وبصرها. ويسقط الشهداء ليكونوا منارات على الطريق...
وقد احتوى الديوان على ثلاث قصائد في رثاء شهداء كانوا بالأمس بيننا ومن خلال الفجيعة بفقدهم، والاعتزاز بالثمن الذي دفعوه، وشعور المنتظر تجاه من قضى نحبه يتنسم الشعر نسائم الخلد.
وقد توزعت قصائد الشاعر الثلاث على رثاء سيد قطب - رحمه الله – في قصيدة (الشهيد) حيث يقول:
 
أدمعي فـاضت بعيني عندما
قيل لي استشـهد ذاك البطل
أدمعي فاضـت ولكن وقفتْ
في المـآقي بثبـات تسـأل
لِمَ لا تفرح بالمستشــهد؟؟
 
ورثاء الدكتور مصطفى السباعي – طيب الله ثراه – في قصيدة (يا أبا حسان) حيث يقول:
 
إيه يا دنيا لقد ودّعت مـن    بـاع دنياه لـكي يرضي الإله
قـدّم الـروح إليه ومشى    لا يهاب الموت لا يبغي النجاه
كـلّما أبصـر درباً للهدى    حمـل المشـعل واحتثَّ خطاه
ليُري الركب الذي تاق إلى    منبع النور وميضاً من ضياه 
 
ورثاء أحد أبناء الحركة الجهادية في بلاد الشام الشهيد سلمان في قصيدة (الشهيد الحي) فيقول:
 
لا تحـزنــوا إن ضمّـه قبـره    فإنّـــه حـيّ بـه مسـتتـرْ
مستبشـر بالفضـل مـن ربــه    مرتقــب أصحـابـه منتظـرْ
ذو فـرح بالـرزق يأتـي لــه    وبالنعيـم الخالـص المستمــرْ
لكنمـا الحـزن علـى من ثـوى    في الكرب والآلام بيـن الجـدرْ
يقضـي الليالـي لا يـرى ليلـة    يـرتاح فيها من عنـاء السفـرْ
لا تحزنوا إن غـاب عنّـا فمـا    غـاب، ولكن صار بـدراً أغـر
أقمـارنا في الأفـق لا تنتهـي    مهما طغى الليـل ومهمـا فَجـَرْ
إن غاب بدر في رياض الثـرى    لاحـت على الأفـق بدور أُخـرْ
 
وهذا الطريق لابد فيه من ضريبة يدفعها أبناء الإسلام من دمائهم، من عرقهم، من دموع أطفالهم.. يقول الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله: "أيها الشباب إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووُجد الاستعداد الذي يحم ل على التضحية والعمل لتحقيقها.. يا شباب لستم أضعف ممن قبلكم ممن حقق الله على أيديهم هذا المنهاج فلا تهنوا، ولا تضعفوا، وضعوا نصب أعينكم قوله تعالى "الذين قال لهم الناس، إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
ويتخذ الشاعر من المناسبات الإسلامية متكأ للحديث عن الواقع الأليم ومقارنته بالماضي المجيد، ثم ليستنهض الهمم في دعوة للتغيير الذي يبدأ من النفس وقد أعاقها الاسترخاء والتمني عن تحقيق ماهو جدير بها، إن الدعوة لاستذكار الماضي ليست مجرد دعوة للتغني بأمجاد سلفت، وأبطال مضوا، وإنما هي دعوة للتأسي بهم، واتخاذ منهجهم طريقة في الحياة..
 
نحن كنا عبـر القـرون هداة    نحمل النور حيث سرنا كراما
غير أنـّا لمـا تركنـا هدانـا    واقترفنـا الذنـوب والآثامـا
وخلدنـا إلى الهـوى فضللنا    ثم كدنـا أن نعبـد الأصنامـا
ذهبت ريحنا، وصار حمانـا    مرتعاً للأســى، وكان حراما
 
وفي رمضان شهر العزة والانتصارات، وفي عودته –اليوم- وحال المسلمين هي حالهم من ضعف وتمزق، وتناحر وتسلط الأعداء، تطيب المناجاة. بل الشكوى:
 
أواه يا رمضان لو لمست    أنـوار طيفك موضع الشمم
أو لامست أغوار أفئـدة    جثمت لصولـة مارد نَهِـم
لسـمعت للتكبير رجرجة    ولرفّت الرايات في القمـم
لم لا وهذا الشهر مدرسة    من صام فيه وقام لم يُضَـم
لِمَ لا.. وهذا الشهر باعثها    ومذكر الوسنان كيف رُمي؟!
 
وكذلك نسمع رنة الحزن في ذكرى العيد، وفي تذكر الأيام الخوالي في المساجد التي كانت عامرة من قبل، وهي اليوم خالية أو شبه خالية:
 
"مسجد الإيمان، أين النور ولّى وانحسـر؟
أين يأوي بعدمـا كنت لـه خيـر مقـر؟
أتـراه غاض أم أبقى لـه بعض الأثـر؟!
 
وإذا طال على الشاعر الاغتراب، وإذا اشتدت المحنة أطل الأمل من خلال هذه المعاناة، فالورود تنبت من الشوك، ومن سحرها يصاغ الجمال والضياء يخرج من قلب الظلمة، والربيع –لابد- آت، مهما طال ليل الشتاء ووحشته، ولا يقنط من رحمة الله قلب يعمره الإيمان والصبر نصف الإيمان:
 
أنا إن مزقت جراحي سهــام    وأتتني من كل أرض نصال
وفقدت الآسي وكـان أنيسـي    واشرأبت من حولي الأهوال
لن تراني مستسلماً أو يؤوسـاً    ففـؤادي محصّن لا يُنــال
ثقتي بالعلـي تمـلأ نفسـي    وأراها هـي المعيـن الزلال
 
وبعد، فإن هذا الديوان الذي امتد عمر قصائده مابين عامي 1962 – 1984 والذي عاصر فترة من أهم فترات الصحوة، ورصد لها..  لم يستطع أن يتخلص من إسار المأساوية التي عنونت لكثير من الأعمال الأدبية للعديد من الإسلاميين، فجاءت تحمل عمق المعاناة ونزيف الجراحات من مثل: (جراح على الدرب للنحوي – في غيابة الجب للحسناوي – لحن الجراح للخاني – دماء على الجولان لخالد الأحمد) على الرغم من أن عنوانه لا يوحي بذلك، بل يبشر بالأمل ويرتقب الربيع.
كانت القصائد في تصويرها لمآسي المسلمين، ثم للدعوة إلى التمرد على الظلم والظالمين تحمل ضجيجاً يلهب المشاعر، ويستنفر الطاقات فاقتربت كثيراً من أسلوب وليد الأعظمي في "الزوابع" و "أغاني المعركة" وكانت حيناً آخر في هدوئها ورقتها تقترب من أسلوب ضياء الدين الصابوني كما في "نفحات طيبة" و "رمضان: أشواق وذكريات".