الرئيسة \  مشاركات  \  الشيخ الداعية الدكتور عبد المجيد بكري معاذ

الشيخ الداعية الدكتور عبد المجيد بكري معاذ

29.02.2024
Admin




الشيخ الداعية الدكتور عبد المجيد بكري معاذ
(1364 ـ 1445هـ _ 1944 ـ 2024م)
      
هو الشيخ الداعية الفقيه الدكتور عبد المجيد بن بكري بن أحمد مُعاذ القيسي الحلبي.
   (المعروف والمشهور بين الناس أن كنية الشيخ هو(معّاز) بفتح الميم وتشديد العين، ولكن الشيخ كان يصر على لقب (مُعاذ) بضم الميم.
    إنه العالم العامل، والفقيه، المحقق، ومدرس الفقه الإسلامي والسياسة الشرعية في جامعات السعودية والكويت.
المولد، والنشأة:
   ولد الشيخ د. عبد المجيد معاذ في مدينة حلب حيّ (باب المقام)، سنة أربع وستين وثلاثمئة وألف (1364) للهجرة، الموافق ١٩٤٤م، ونشأ في أسرة عرفت بالتدين والصلاح، تحب العلم وتحترم العلماء، وقد سهلت له سبيل طلب العلم وحببته فيه، فقد كان والده يرافقه منذ نعومة أظفاره إلى مجالس العلم في مسجد الحي، حيث دروس ومجالس شيخه الشيخ محمد السلقيني. - رحمه الله .
الدراسة، والتكوين:
    وما إن أنهى الشيخ عبد المجيد تعليمه الابتدائي، حتى انتسب إلى المدرسة الخسروية - الثانوية الشرعية – في حلب، وهي مدرسة رسمية معترف بشهادتها، وفيها التقى جلّ شيوخه من علماء حلب الكبار في ذلك العصر، فأخذ عنهم، وتفقه بهم، وكانوا الركيزة الأولى في حياته العلمية والدعوية، نذكر منهم:
  الشيخ محمد نجيب خياطة شيخ القراء في حلب، وقد أخذ عنه علوم التلاوة والتجويد والفرائض.
   والشيخ عبد الله سراج الدين، وقرأ عليه علوم الحديث النبوي الشريف ومصطلحه، والدعوة والإرشاد والسلوك.
  والشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، وأخذ عنه علوم القرآن والتفسير والعقيدة.
والشيخ عبد الله حماد أستاذه في الفقه الشافعي.
 والشيخ محمد السلقيني: أخذ عنه الفقه الحنفي.
 والشيخ عبد الله خير الله، وأخذ عنهما علوم الفقه الحنفي وأصوله، وأصول الإفتاء.
 والشيخ عبد الوهاب سكر، أستاذه في السيرة والأخلاق وتراجم أعلام الإسلام.
 والشيخ عبد الرحمن زين العابدين، وقرأ عليه النحو والصرف والأدب وعلوم اللغة العربية، والشيخ محمد أبو الخير زين العابدين جذبة.
والشيخ طاهر خير الله، والمحدث عبد الفتاح أبو غدة، وغيرهم من أعلام حلب.
   واظب الشيخ عبد المجيد على الدراسة في هذه المدرسة، والتلقي عن أساتذتها وشيوخها، إلى أن تخرج فيها عام: 1963 م، بدرجة جيد جداً.
  وكان الشيخ عبد المجيد أثناء دراسته في الثانوية الشرعية لا ينقطع عن حضور مجالس شيوخه من علماء حلب الكبار العامة في المساجد، أو مجالسهم الخاصة، كمجالس شيخه الشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ محمد السلقيني، والشيخ ياسين سريو (الموقت)، والشيخ عبد الجواد بوادقجي، وغيرهم من علماء حلب الكبار، ثم يعود إلى غرفته في المدرسة (الأحمدية) ليحضّر دروسه، ويطالع ما تيسر له من الكتب العلمية والشرعية.
    وبعد تخرجه في الثانوية الشرعية، التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق، وفيها التقى عدداً آخر من شيوخه، فأخذ عنهم العلوم الشرعية والعربية، ومنهم:
   الشيخ فوزي فيض الله: أستاذ الفقه الحنفي.
 والشيخ وهبي الزحيلي: أستاذ الفقه المقارن.
   وكان يتحين فرصة وجوده في دمشق ليحضر مجالس بعض شيوخها، أمثال الشيخ خالد الجيباوي، والشيخ عبد الوهاب دبس وزيت، والشيخ نايف عباس، وغيرهم من العلماء الدمشقيين.
   وأتم الشيخ عبد المجيد معاذ دراسته في كلية الشريعة، وتخرج فيها عام: 1967م بدرجة جيد جداً.
الدراسات العليا:
     ثم تابع الشيخ عبد المجيد تحصيله العلمي والشرعي، ولم يرو ظمأه للعلم، فشدّ الرحال إلى القاهرة، ليتابع دراساته العليا في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وفيها حصل على درجة (الماجستير) في السياسة الشرعية، عام: 1971م.
   ثمّ حصل على درجة (الدكتوراه) في السياسة الشرعية أيضاً، وكان عنوان رسالته، (كتاب تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام) لبدر الدين ابن جماعة - دراسة وتحقيقاً - مع مرتبة الشرف الأولى، وذلك عام: 1976م.
الإجازات العلمية والشرعية:
    كما حصل الشيخ على بعض الإجازات العلمية (على طريقة المشايخ) في الحديث النبوي الشريف، وغيره من العلوم التي يجوز لشيوخه روايتها، ومن شيوخه الذين أجازوه: الشيخ محمد السلقيني، والشيخ عبد الله خير الله، والشيخ يوسف الكتاني المغربي.
الوظائف، والمسؤوليات:
   عمل د. عبد المجيد معاذ منذ أن كان طالباً في الدعوة إلى الله، ونشر العلم من خلال وظائفه العلمية والإدارية التي تولاها في حلب وغيرها، ومنها:
1- التدريس في معهد العلوم الشرعية بحلب - المدرسة الشعبانية -.
2- التدريس في المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة المنورة، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في السعودية، من عام: 1979 إلى عام: 1988 م.
3- رئاسة قسم الدعوة والاحتساب في هذا المعهد.
4- رئاسة مجلس النشاط فيه.
5- عضواً ممثلاً للمعهد المذكور في المجلس العلمي للجامعة.
6- الإشراف على عدد من بحوث (الماجستير) ورسائل (الدكتوراه) في المعهد.
7- التدريس في كلية التربية الأساسية، قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الكويت.
8- رئاسة الشؤون العلمية في القسم المذكور.
9- عضوية اللجنة العلمية التابعة للموسوعة الفقهية في دولة الكويت.
    كما كان للشيخ دروس لطلاب العلم في المدرسة (الشعبانية)، وفي جامع (العثمانية)، والطواشي، وبعد مقتل الشهيد موفق سيرجية خطب في جامع الرحمن في حي السريان...وغيره من مساجد حلب، يقرأ لطلابه فيها دروس الفقه الحنفي وأصوله.
مؤلفاته:
   وللشيخ د. عبد المجيد معاذ عدد من المؤلفات، والبحوث المنشورة في بعض المجلات المتخصصة في الفقه الحنفي والسياسة الشرعية، فمن مؤلفاته:
1- كتاب تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام، لبدر الدين ابن جماعة، دراسة وتحقيقاً وهو رسالته لنيل درجة (الدكتوراه).
2- من أنوار الدعاء، جمع وترتيب.
3- فهرس ألفبائي لحاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح.
4- القول المختار من ردّ المحتار - كتاب الطهارة والصلاة .
5- فتاوى معاصرة في مواضيع متعددة.
6- وللشيخ بحوث ومقالات متعددة في الحسبة والفقه والفكر الإسلامي.
العودة إلى الوطن:
    وفي نهاية عام: 2007 م، عاد الشيخ إلى موطنه حلب، ليواصل عمله في الدعوة إلى الله، ونشر العلم الشرعي، من خلال متابعة إلقاء الدروس على الطلاب، والبحث والتأليف، وبقي يواصل عمله في اختصار كتاب (ردّ المحتار)، ولا ندري إذا كان قد أنجزه أم لا.
أخلاقه، وصفاته:
     أما منهجه في الدعوة إلى الله، فيصفه بقوله: "منهجي بالدعوة العمل بقول الله تعالى: (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن)، وتبعاً لهذا فإنني أتبع المنهج العقلي تارة، والمنهج العلمي تارة أخرى، وأحياناً أتبع المنهج العاطفي كلّ ذلك وفقاً لما أراه أنفع وأجدى".
   وهو طيب القلب، لطيف المعشر، حلو الحديث، كريم النفس واليد، كثير الذكر والعبادة وتلاوة القرآن الكريم، جميل الوجه، ربعة بين الرجال، ممتلئ الجسم، عليه هيبة العلماء، ووقار الشيوخ الأتقياء، لا يتكلف في خطبه، ويتحدث بعفوية، وكان يكره الظلم، ولا يداهن في دينه.
وفاته:
    توفي الشيخ د. عبد المجيد معاذ في حلب مساء يوم الثلاثاء 27 شباط 2024م، الموافق 17 شعبان 1445هـ.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
أصداء الرحيل:
   رحم الله تعالى الشيخ التقي الصالح عبد المجيد معاز ابن حلب الشهباء.
عرفته فعرفت فيه الأخلاق والأدب، والفهم، ومحبة العلم والعلماء، ومحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحرص الشديد على الاتباع والاقتداء بسنته الشريفة، وعدم التهاون، أو المهادنة في المواقف الثابتة.
   حضرت معه أمسية في بيت الشيخ د. كمال الدين بكرو في الليرمون، وكان في الحضور د. إبراهيم سلقيني رحمه الله، ود. جلال الدين خانجي، ورأيت كيف كان الجميع يحترمه، ويقدمه.
   أسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته، وأن يسكنه فسيح جنته، وأن يجمعنا به تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
في وداع الراحلين..
   وكتب الأديب الداعية زهير سالم ( أبو الطيب) يقول في رثاء الراحل
   العالم الفقيه الحيي الوقور الجميل الدكتور عبد المجيد معاز في ذمة الله.. طال الفراق، وكان الأمل أن يكون لقاء..
  وكانت لنا معه في حلب الجميلة  قبل خمسين سنة جولات، وقد اتخذناه مرجعاً وموئلاً، ونحن مجموعة من لداته، نرجع إليه عن قرب؛ في كشف ما يشكل علينا من الأمور والقضايا الفقهية الدقيقة. وكان من جوابه دائماً بعد أن يصغي، حتى أبحث، وأحقق..
  وحدثتكم يوماً عن العالم الزكن الفطن الذي تولى خطابة جامع الرحمن بعد الشاب الشهيد موفق سيرجية تقبله الله في الصالحين، وكان من الأمر الذي حدثتكم عنه يوماً من غير ذكر الأسماء.
   قال لنا يومها: أنتم كما قد علمتم إخواني، وما كنت لأتقدم عليكم، والقوم يعرضونها عليّ، وإن لم أقبل ستكون لغيري، وسماه، فرجوناه أن يقبل، عسى الله أن يجري الخير على يديه، ثم كان…وكيف ينطق من في فمه ماء!!
اللهم تقبله واقبله، واغفر له، وارحمه وزده إحساناً وعفواً وغفراناً..
وأحسن عزاء أسرته وأهله وإخوانه وأحبابه.
  ولعل بعض النور في حلب البهية بفقده قد خبا.. اللهم فعوض أمة نبيك بفقد علمائها الصادقين الناصحين الحكماء الفهماء خيرا.. اللهم لا تنتزع العلم من بين ظهرانينا بقبضهم، فنحن أحوج ما نكون أليهم..
  ألا أيها الراحل الحبيب نشهد الله أننا قد أحببناك فيه، وكنتَ بيننا مبشرا ميسرا ناصحا معلما برا كريما..، وكم تدفأنا على ذكرك في برد شتائنا الطويل..
وإنا لله وإنا إليه راجعون
لندن: ١٧/ شعبان/ ١٤٤٥- ٢٧/ ٢/ ٢٠٢٤
زهير سالم: مدير مركز الشرق العربيً
الشيخ الدكتور عبد المجيد  معاز في ذمة الله:
     وكتب د. محمد بشير حداد:  تلقينا قبل قليل من مدينة حلب اليوم الثلاثاء 17/شعبان/1445هـ/ الموافق 27/2/  2024م نبأ وفاة العالم  الجليل   الفقيه  الشيخ الدكتور عبد المجيد معاز  رحمه الله تعالى عن عمر مبارك ناهز الثمانين عاماً  .. عرف - رحمه الله-  بالبحث  الفقهي الدقيق، والسمت  الجميل الوقور، وعرفناه بحسن التودد واللطف، وبتجنبه الركون إلى الظالمين، وكما عرفناه بالانفتاح  على الشباب  وخاصة شباب الدعوة، وكان من مدرسي معهد التعليم  الشرعي  - الشعبانية - بإشراف  الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله، وهو من المقربين منه ..
    وكان -رحمه الله- من أصدقاء والدي الشيخ محمد عبد المحسن حداد،  وأعمامي الشيخ أحمد مهدي حداد، والشيخ محمد منير حداد  رحمهم الله جميعاً..
    وكان  في الثمانينات عضواً في هيئة التدريس  في الجامعة الإسلامية  في المدينة المنورة ...
     أتقدم بخالص العزاء في فقيدنا  لأسرته، ولآل معاز الكرام ولزملائه من العلماء والأساتذة الأجلاء ولأبناء حلب الشهباء ولطلابه ومحبيه  ولعلماء  سورية  الأحرار، ولعلماء المسلمين في كل مكان ..
   تغمده الله بواسع رحماته، وأسكنه فردوس جناته، وألهم الجميع  الصبر والسلوان ..إنا لله وإنا إليه راجعون.
     وكتب د. محمد عبد الله أبو الفتح البيانوني في تعزيته: أعزي نفسي وإخواني من طلبة العلم والعلماء خاصة، وإخواننا المسلمين عامة بوفاة أخينا الحبيب، وصديقنا العزيز فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ: عبد المجيد بكري معاذ العالم العامل، والتقي الصالح، والأخ الوفي المتواضع الذي وافته المنية اليوم في مدينة حلب عن نَيِّفٍ وثمانين عاماً.
   رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وجعله في عليين، وعوض الأمة عنه خيرا، وأحسن خلفته في أهله وأولاده وذويه...
   وقد أكرمني الله تعالى بصحبته وزمالته في التدريس في المعهد العالي للدعوة الإسلامية في المدينة المنورة سنين عديدة في الثمانينات...
وعظم الله أجركم، وإنا لله وإنا إليه راجعون...
وحسبنا الله ونعم الوكيل...
    وكتب د. عبد السميع أنيس يقول: انتقل إلى رحمة الله تعالى العلامة الفقيه الأستاذ الدكتور عبد المجيد معَّاز، (معاذ)، وقد تجاوز الثمانين من عمره.
      والشيخ رحمه الله أحد أعمدة العلم في حلب الشهباء، وأحد فقهائها الراسخين.
   عرفت الفقيد منذ أن كنت طالباً في المدرسة الشعبانية، فقد كان أستاذاً بها، يدرِّس الفقه وأصوله، وكان صاحب سمت ووقار، مع صلاح وتقى.
   وكان مقرَّباً من المحدث الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله.
    ثم كتب الله لنا معه الحج سنة ١٤٠١، فرأينا من لطفه وأخلاقه وعلمه ما زادنا حباً له.
    والشيخ -رحمه الله- درَّس سنوات متعددة في قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، في الثمانينيات من القرن الماضي،  ثم رجع إلى حلب، وقد علمت أخيراً أنه كان يعكف على اختصار حاشية ابن عابدين في الفقه الحنفي، ولا أدري أين وصل في ذلك.
    نعزي أنفسنا، ونعزي أسرة المدرسة الشعبانية، والعلماء في بلاد الشام بفقيدنا العالم الجليل رحمه الله، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
مصادر الترجمة:
١_الشيخ د. عبد المجيد معاذ: بقلم الأستاذ محمد عدنان كاتبي .
٢_ رسالة من د. محمد أبو الفتح البيانوني.
٣_ تعزية د. عبد السميع أنيس .
٤_ مركز الشرق العربي: زهير سالم .
٥_ صفحة د. محمد بشير حداد.
٦_ مواقع إلكترونية أخرى.