اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الضَياع : بين الكرام واللئام ، وتجّار الكلام
الضَياع : بين الكرام واللئام ، وتجّار الكلام
20.07.2019
عبدالله عيسى السلامة
النموذج الأوّل : كان لأبي حنيفة ، جار بالكوفة ، يغنّي ! فكان ، إذا انصرف ، وقد سَكِرَ، يغنّي في غرفته ! ويسمع أبو حنيفة غناءه ، فيعجبه ! وكان كثيراً ما يغنّي :
أضاعوني ، وأيَّ فتًى أضاعوا لِيَوم كَريهةٍ ، وسَدادِ ثَغرِ!
فلقيه العسَسُ ، ليلة ، فأخذوه ، وحُبس ! ففقد أبو حنيفة صوته ، تلك الليلة ، فسأل عنه ، مِن غدٍ ، فأُخبرَ، فركبَ ، إلى عيسى بن موسى ، فقال له : إنّ لي جاراً أخذَه عسسُك ، البارحة ، فحُبس ، وما علمتُ منه ، إلاّ خيراً ! فقال عيسى : سلّموا ، إلى أبي حنيفة ، كلّ مَن أخذه العسسُ ، البارحة ! فأُطلِقوا ، جميعاً ! فلمّا خرج الفتى ، دعا به أبو حنيفة ، وقال له ، سِرّاً : ألستَ كنتَ تغنّي ، يافتى ، كلّ ليلة : أضاعوني ، وأيَّ فتًى أضاعوا؟ فهل أضعناك ؟ فقال : لا والله ، أيّها القاضي ، ولكن أحسنت وتكرّمتَ ، أحسَنَ الله جزاءك ! قال: فعُد ، إلى ماكنت تغنّيه ، فإنّي كنت آنَسُ به ! ولمْ أرَ به بأساً! فقال: أفعل!
النموذج الثاني : حكاية كنّاس بالبصرة ، كان يتمثّل بهذا البيت !
قال الأصمعي : مررت بكنّاس بالبصرة ، يَكنس كَنيفاً ، ويغنّي :
أضاعوني ، وأيَّ فتًى أضاعوا ليَوم كَريهةٍ ، وسَدادِ ثَغر!
فقلت له : أمّا سَدادُ الكنيف ، فأنت مَليءٌ به :( كُفءٌ له) ! وأمّا سَداد الثغر، فلا علم لي بك ، كيف أنت فيه ! – وكنتُ حديث السنّ ، فأردتُ العبثَ به – فأعرَضَ عنّي ، مَليّاً ، ثمّ أقبلَ عليّ ، فأنشدَ ، مُتمثّلاً :
وأُكرِمُ نفسيْ ؛ إنّني - إنْ أهَنتُها- وحقّكَ، لمْ تَكرُم، على أحدٍ، بَعدي !
قال ، فقلت له: والله ، ما يكون من الهوان شيءٌ ، أكثرُ ممّا بذلتَها له، فبأيّ شيءٍ أكرمتَها؟ فقال: بلى! والله ، إنّ مِن الهَوان ، لشَرّاً ممّا أنا فيه !
فقلت : وما هو؟ فقال : الحاجة إليك ، وإلى أمثالك ، من الناس !
فانصرفتُ عنه ، أخزَى الناس!
النموذج الثالث :
مشرّدو الربيع العربي ، على أبواب الحكّام .. والمُفرَج عنهم ، من بعض السجون العربية، مثل (التَدمُريين ، في سورية) ، على أبواب الجمعيات الخيرية ! ولن أطيل ، في الحديث ، عن هؤلاء وهؤلاء ؛ فأمرهم واضح ، وأصحاب الأبواب ، التي يقفون عليها ، معروفون : يعرفون أنفسَهم ، ويعرفهم الناس !