اخر تحديث
السبت-20/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ العقول والقلوب : أوعية ، تُشحَن ، فتُملأ ، فيفيض منها ، ما امتلأت به
العقول والقلوب : أوعية ، تُشحَن ، فتُملأ ، فيفيض منها ، ما امتلأت به
04.01.2020
عبدالله عيسى السلامة
في الحديث الشريف : كلّ مولود ، يولد على الفطرة ، فأبواه يهوّدانه ، أو ينصّرانه ، أو يمَجّسانه !
وفي الحديث ، الشريف ، أيضاً : ألا وإنّ في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كلّه ، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ، ألا وهي القلب !
ويرى ابن الجوزي ، أن العقل مطحنة ، تعمل بشكل دائم ، إذا وُضع فيها قمح ، أعطت صاحبه طحيناً، وإذا وُضع فيها حصىً ، أعطت صاحبه رملاً !
يروى عن الشاعر الحُطيئة ، حين حضرته الوفاة ، أن أحد الأشخاص ، طلب منه أن يوصي، فقال : أبلغوا بني فلان ، أن شاعرهم أشعر الناس ، حيث يقول كذا ! فيقال له : ياأبا مُليكَة ، قد حضرتك الوفاة ، فأوص .. فيعود إلى القول : أخبروا قبيلة كذا ، أن شاعرها هو أشعر الناس ؛ إذ يقول كذا وكذا ! وكلما أعيد عليه القول ، بضرورة الوصيّة ـ يعود إلى قوله : أبلغوا بني فلان، أن شاعرهم هو أشعر الناس ؛ إذ يقول كذا وكذا !
وذلك ؛ أن قلبه قد امتلأ شعراً ، فلم يعد يفيض إلاّ بالشعر، وما يتّصل به ، عندما ضعفت قواه العقلية ، فلم تعد تسيطر على مخزونات دماغه ، أو تضبط القدرة ، على التحكّم بها !
وقد ورد في الحديث الشريف : لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً ، خير له من أن يمتلئ شعراً! والحديث ، هنا ، هو عن امتلاء الجوف بالشعر، لا عن تعاطيه وسماعه وإنشاده ، بصورة طبيعية ، لا يطغى فيها الشعر، على الأمور الأساسية ، التي يجب أن يهتمّ بها المسلم ، كالقرآن الكريم ، والحديث الشريف ، وعلوم الشريعة .. ونحو ذلك !
فما الذي تضخّه وسائل الإعلام الحديثة ، اليوم ، فتملأ به عقول أجيالنا وقلوبها ؛ ولاسيّما عقول الشباب والأطفال ، وقلوبهم !؟
إن نظرة متأنّية واحدة ، تبيّن للعقلاء ، ماتتعرّض له ، عقول الناس في بلادنا ، وقلوبهم ، وما تُملأ به هذه العقول والقلوب !
فما أسباب هذا كلّه ؟ ومن المسؤولون عن هذا كلّه ؟ ومن المسؤولون عن معالحة هذا كله ؟