الجارديان 3\2\2016

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
تدفع الضربات الروسية الجوية المتصاعدة عشرات الآلاف من السوريين من مدينة حلب للنزوح تجاه الحدود التركية, وفقا لم قاله رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو, متوقعا موجة نزوح جديدة حتى مع صراع أوروبا للتعامل مع أزمة اللاجئين الحالية.
بعد أسبوع من القصف المكثف في الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام, تقول قوات المعارضة شمال سوريا إنهم يفقدون السيطرة على حلب, وذلك سيطرة القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد على معظم مساحة ريف حلب الشمالي. قال داوود أوغلو إن حوالي 70000 شخص هربوا من المنطقة, وأن المدينة تتعرض لتهديد "حصار التجويع".
متحدثا في مؤتمر لندن للمانحين يوم الخميس الذي جمع أكثر من 10 مليار دولار كتعهدات لمساعدة اللاجئين, دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري النظام وداعميه إلى وقف قصفهم لمناطق المعارضة, قائلا إنهم "يسعون إلى التوصل إلى حل عسكري وليس سياسي".
وسط الانتقادات, عادت روسيا مرة أخرى إلى اتهام تركيا بالاستعداد لتدخل عسكري في سوريا. حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشكنوف :" تسجل وزارة الدفاع الروسية عددا متزايدا من الإشارات على وجود استعداد سري للقوات المسلحة التركية للقيام بعمل ما على الأرض في سوريا", وهو ما أثار نفيا قاطعا من أنقرة.
تظهر الصور التي التقطت في نهاية أكتوبر ونهاية يناير في نقاط التفتيش على الحدود بين مدينة ريحانلي التركية ومدينة سرمدا في سوريا زيادة في بنية النقل التحتية الثقيلة التي يمكن ان تستخدم لنقل القوات والذخيرة والسلاح, كما أضاف.
ولكن الضربات الجوية الروسية هي التي هيمنت على مواضيع المؤتمر, الذي بدأ بعد يوم واحد على وقف محادثات السلام السورية التي كانت تجري برعاية أممية بعد ثلاثة أيام من الغضب في أوساط وفد المعارضة السورية بسبب حصار المدن والضربات الجوية الروسية المتزايدة.
قالت وزارة االدفاع الروسية يوم الخميس إنها قصفت حوالي 900 هدف في سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية, في حين أن الهدف المعلن للتدخل الروسي هو قتال الدولة الإسلامية, إلا أن مراقبين عسكريين يقولون إن 70% من الضربات على الأقل استهدفت الجماعات المعارضة التي تقاتل لإسقاط الأسد.
قال داوود أوغلو:" عشرات الآلاف من المهاجرين الجدد ينتظرون أمام بوابة معبر كليس الحدودي بسبب الضربات الجوية الروسية والهجمات ضد مدينة حلب.
"من ستين إلى سبعين ألف شخص يعيشون في مخيمات شمال حلب يتجهون الآن نحو تركيا. عقلي ليش موجودا الآن في لندن ولكنه موجود هناك عند حدودنا – كيف يمكن استيعاب هؤلاء القادمون الجدد من سوريا؟ هناك ثلاثمائة ألف سوري يعيشون في حلب يستعدون الآن للتوجه نحو تركيا".
متحدثا إلى صحيفة الجارديان على هامش مؤتمر المانحين, قال رئيس الوزراء التركي :" فقدنا أملنا وإيماننا بأننا سوف نحصل على أي شئ من الأمم المتحدة .. لقد أنشئت الأمم المتحدة لحماية القيم الإنسانية. ذات مرة ذهب الأمين العام للأمم المتحدة إلى سربرنيتشا في البوسنة لتقديم الاعتذار لأن الأمم المتحدة فشلت في وقف المذابح عام 1995 وأنا متأكد أنه في يوم ما سوف يذهب الأمين العام للأمم المتحدة إلى حلب وإلى مضايا للاعتذار للشعب السوري لأنه لم يوقف المجازر".
الضربات الجوية الروسية في المنطقة المحيطة في حلب نجحت في إسقاط معاقل المتمردين القوية التي صمدت فيما مضى أمام هجمتين من النظام, وسمحت للقوات الموالية للنظام بقيادة حزب الله الشيعي اللبناني في التقدم تجاه المنطقة الصناعية على الطريق السريع تجاه المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون والتي أصبحت منطقة خاوية بسبب ثلاث سنوات من القصف.
سقوط المدينة سوف يشكل ضربة مدمرة للقوات المناوئة للأسد. تسيطر الجماعات المسلحة التي تضم جبهة النصرة التابعة للقاعدة, التي أرسلت عددا ضخما من المقاتلين إلى المدينة الأسبوع الماضي, على النصف الشرقي مدينة حلب منذ صيف 2012. في حين حافظة القوات السورية, المدعومة بصورة كبيرة بأعداد كبيرة من القوات الموالية لها, على سيطرتها على الجزء الغربي من المدينة.
قال أحد قادة المتمردين الذي كان يهم بإخلاء موقعه من قرية حريتان :" إنهم لم يوقفوا القصف. جميع المستشفيات دمرت. لدينا حوالي سبعة هجمات في الساعة كل يوم منذ أسبوع. لقد كان هناك 120 هجوم يوم الثلاثاء لوحده فقط".
مرددين تحذير داوود أوغلو, قالت مجموعات من المعارضة إن آلافا من سكان ريف حلب توجهوا سيرا على الأقدام إلى الحدود التركية, في رحلة تبعد حوالي 50 ميلا. الطرق المؤدية إلى الجنوب تجاه مدينة اعزاز المجاورة تعرضت هي الأخرى لهجوم روسي بداية هذا الشهر. يقول أحد السكان :" لقد قاموا بكل ما في وسعهم لتدمير خطوط الإمداد. لقد نسي العالم سريعا أن هؤلاء هم من طرد داعش من هنا قبل عامين. لقد أبقيناهم بعيدين عن المنطقة منذ ذلك الوقت".
قال بان كي مون, الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر لندن :" إن الوضع غير قابل للاستمرار. لا يمكن الاستمرار لهذه الطريقة. ليس هناك حل عسكري؛ الحوار السياسي فقط هو من سوف ينقذ شعب سوريا من معاناته القاسية".
وأضاف :" من المحبط أن الخطوات الأولى للمحادثات قوضت بسبب عدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية, وبسبب الزيادة المفاجئة في القصف الجوي والنشاطات العسكرية داخل سوريا. التركيز على شعب سوريا ضاع أيضا وسط المسائل الإجرائية الصغيرة".
" جميع الأطراف المنخرطة في هذا الصراع ترتكب خروقات لحقوق الإنسان على نطاق واسع ومروع".
يأتي تصعيد الهجمات الروسية على الرغم من التزام موسكو بالعملية السياسية لإنهاء الحرب في سوريا, المسئولة عن أكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث والتي ضيعت أجزاء كبيرة من البلاد.
ردا على تقدم النظام في حلب, قال كيري :" الهجوم المستمر من قبل قوات النظام السوري – بدعم من سلاح الجو الروسي- ضد مناطق المعارضة, أضافة إلى استمرار الحصار من قبل الميليشيات الموالية للنظام لمئات الآلاف من المدنيين, يشير بوضوح إلى النية إلى السعي نحو عمل عسكري وليس سياسي".
كما أضاف :" ندعو النظام ومؤيديه إلى وقف قصفهم لمناطق المعارضة, خاصة في حلب, ورفع الحصار عن المدنيين امتثالا لقرارات مجلس الأمن".
صرح محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر إنه يأمل في الوصول إلى وقف مباشر لإطلاق النار في سوريا والاستئناف السريع لمحادثات جنيف المتوقفة. وأضاف :" نصر على أن الحل السياسي من خلال المحادثات السورية الداخلية هي الطريق الوحيد للخروج من الأزمة. وعلى اللاعبين الخارجيين أن يسهلوا مثل هذا الحوار وعدم السعي إلى التأثير مخرجاتها أو معالمها".
ولكن المعارضة السورية شعرت بالغضب من وجود ظريف, بالنظر إلى دور طهران الأساسي في دعم الأسد سياسيا وعسكريا. قال سالم المسلط, المتحدث باسم وفد المفاوضات السورية المعارض :" إيران مدعوة إلى مؤتمر المانحين في لندن في حين أنها مستمرة في كونها أحد القوات الرئيسة المتسببة في المعاناة الإنسانية القاسية للرجال والنساء والأطفال السوريين".
وأضاف :" إذا أرادت إيران لعب دور بناء, فإن عليها أن تسحب قوات الحرس الثوري الإيراني من سوريا, وضمان أن نظام الأسد سوف يرفع الحصار الذي تسبب بتجويع آلاف السوريين إلى حد الموت في جميع أنحاء البلاد".

Russian bombs triggering mass Aleppo exodus, Syria conference told

Increasingly intensive Russian airstrikes are pushing tens of thousands of Syrians from the city of Aleppo towards the Turkish border, Turkey’s prime minister, Ahmet Davutoğlu has said, predicting a fresh exodus even as Europe struggles to respond to the existing refugee crisis.
After a week of the most intensive bombardment of the five-year war, opposition forces in northern Syria say they are losing their grip on Aleppo, with forces loyal to the Syrian leader, Bashar al-Assad, in control of most of the countryside immediately to the north. Davutoğlu said up to 70,000 people were fleeing the area, and the city was threatened with a “siege of starvation”.
Speaking at a conference in London on Thursday that raised more than $10bn (£6.85bn) in aid pledges, the US secretary of state, John Kerry, called on the regime and its supporters to halt their bombardment of opposition-held areas, saying they “clearly signalled the intention to seek a military solution rather than enable a political one”.
Amid the criticism, Moscow hit back, accusing Turkey of preparing for a military incursion into Syria. “The Russian defence ministry registers a growing number of signs of hidden preparation of the Turkish armed forces for active actions on the territory of Syria,” said spokesman Igor Konashenkov, sparking a robust denial from Ankara.
Images of a checkpoint on the border between the Turkish town of Reyhanlı and the town of Sarmada in Syria taken in late October and late January showed a buildup of transportation infrastructure that could be used for moving in troops, ammunition and weapons, he claimed.
But it was the impact of Russian airstrikes that dominated the conference, which began the day after UN-brokered Syrian peace talks were put on hold after just three days amid anger in the Syrian opposition delegation over the sieges of towns and increasing numbers of Russian airstrikes.
The Russian defence ministry said on Thursday it had hit almost 900 targets in Syria in the previous three days. While Moscow’s intervention has the declared aim of battling the Islamic State terror group, military observers claim at least 70% of airstrikes have targeted opposition groups fighting to oust Assad.
Davutoğlu said: “Ten thousand new refugees are waiting in front of the door of Kilis [a border province in southern Turkey] because of air bombardments and attacks against Aleppo.
“Sixty to seventy thousand people in the camps in north Aleppo are moving towards Turkey. My mind is not now in London but on our border – how to relocate these new people coming from Syria?” he said. “Three hundred thousand people living in Aleppo are ready to move towards Turkey.”
Speaking to the Guardian on the margins of the donor conference, the Turkish prime minister said: “We have lost our hope and faith that we will get anything from the UN … The UN was formed to protect humanitarian values. Once a UN secretary general went to Srebrenica in Bosnia to apologise because the UN failed to stop the massacres in 1995 and I am sure one day another UN secretary general will go to Aleppo and to Madaya [a besieged town in south-western Syria] to apologise to the Syrian people because it has not stopped these massacres.”
The Russian air attacks in the area around Aleppo have succeeded in clearing rebel strongholds that had defied two earlier regime pushes, and allowed loyalist forces led by Lebanese Hezbollah and Shia militias to advance towards a large industrial area at the gateway to the rebel-held east that has been transformed into a wasteland over three years of bombardment.
The fall of the city would be a devastating blow to anti-Assad forces. Opposition groups, among them the al-Qaida aligned Jabhat al-Nusra, which sent large numbers of fighters to the city last week, have controlled Aleppo’s eastern half since summer 2012. Syrian forces, heavily backed by their allies have remained in control of the west.
“They have not stopped bombing,” said a rebel leader, who was leaving his position in the town of Hreitan. “All the hospitals have been destroyed. We have around seven attacks an hour every day for a week. There were more than 120 on Tuesday alone.”
Echoing Davutoğlu’s warning, opposition groups said thousands of residents of the Aleppo countryside were headed on foot for the Turkish border, a journey of up to 50 miles. Roads to the south of the adjoining Syrian town of Azaz were attacked by Russian jets earlier this month. “They have done all they can to destroy supply lines,” said one resident. “The world has fast forgotten that we were the ones who kicked out Isis two years ago. We have kept them out of the area since then.”
Speaking at the London conference, the UN secretary general, Ban Ki-moon, said: “The situation is not sustainable. We cannot go on like this. There is no military solution; only political dialogue will rescue the Syrian people from their intolerable suffering.
“It is deeply disturbing that the initial steps of the talks have been undermined by the continuous lack of sufficient humanitarian access, and by a sudden increase of aerial bombing and military activities within Syria. The focus on the people of Syria is also being lost amid petty procedural matters.
“All sides in this conflict are committing human rights abuses of a shocking scale and depravity.”
The stepped-up Russian attacks come despite Moscow’s stated commitment to a political process to end the war in Syria, which has been responsible for the greatest humanitarian crisis of modern times and laid large parts of the country to waste.
Responding to the regime advances on Aleppo, Kerry said: “The continued assault by Syrian regime forces – enabled by Russian airstrikes – against opposition-held areas, as well as regime and allied militias’ continued besiegement of hundreds of thousands of civilians, have clearly signalled the intention to seek a military solution rather than enable a political one.
“We call upon the regime and its supporters to halt their bombardment of opposition-held areas, especially in Aleppo, and to lift their besiegement of civilians in accordance with UN security council resolutions.”
Mohammad Javad Zarif, the Iranian foreign minister, told the conference he hoped for an immediate ceasefire in Syria and the speedy resumption of the suspended Geneva talks. “We maintain that a political resolution through intra-Syrian talks is the only way out. Outside actors should facilitate such dialogue and not seek to influence its parameters or outcome,” he said.
But the Syrian opposition was outraged at Zarif’s presence, given Tehran’s vital role in backing Assad politically and militarily. “Iran is invited to the Syria donor conference in London while it continues to be one of the main forces causing brutal humanitarian suffering of Syrian men, women and children,” said Salem al-Meslet, spokesman for Syrian opposition negotiators.
“If Iran wants to play a constructive role, then it should immediately withdraw the IRGC [Iranian Revolutionary Guards Corps] forces from Syria, and ensure the Assad regime lifts its unlawful sieges causing thousands of Syrians to starve to death across the country.”
http://www.theguardian.com/world/2016/feb/04/russian-bombs-trigger-mass-aleppo-exodus-syria-conference-told

القصف الروسي يؤدي إلى نزوح جماعي في حلب

الجارديان 3\2\2016

Russian bombs triggering mass Aleppo exodus, Syria conference told