اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الكلام : بين شَهوتَي قولِه و سَماعِه .. وبين واجبَي قوله وسماعه !
الكلام : بين شَهوتَي قولِه و سَماعِه .. وبين واجبَي قوله وسماعه !
25.07.2019
عبدالله عيسى السلامة
شهوة القول : قد يُبتلى أحد الناس ، بشهوة الكلام ، فيكون بلاءً ، على نفسه ، وعلى مَن حولَه؛ إذ لا يترك لأحد ، فرصة الكلام ، في أيّ مجلس يحضره ! فهو يتكلّم ، دائماً ، في أيّ موضوع، وبلا أي موضوع .. وحول أيّة فكرة ، أو قضية ، من أيّ نوع كانت .. وبلا أيّة فكرة أو قضية! وإذا أتيحت لأحد ، في المجلس ، فرصة ، لتقديم رأي ، أو اقتراح ؛ أمسك ، هو، بزمام القول، وأسهب في عَرض ماعنده ، حول ماهو مطروح ، ولو كان جاهلاً ، في المسألة المطروحة ، أو لم يكن يهتمّ بها ، أصلاً ، بل قد لايكون سمع بها ، البتّة ! المهمّ ، لديه ، هو أن يتكلّم ؛ فالمجلس الذي يحضره ، هو فرصة ذهبية له ، للكلام ، ولا شيء غير الكلام ؛ إذ ليس للكلام أهمّية ، أو قيمة ، سوى أنه يخرج من فمه ، وحدَه ، وأيّ كلام يقوله غيرُه ، لايُعدّ شيئاً ، في نظره ، سوى أنه سبب حرمان له ، من الوقت ، الذي يعرض فيه ، ماعنده ، من : آراء ، أو ذكريات ، أو غيبة للناس ، أو كلام مكرور، أعاده ، هو، نفسه ، مرّات عدّة ، في مناسبات عدّة، أمام الناس ، الذين يحضرون المجالس معه ! وإذا كان هذا الفرد ، من الناس ، بلاء ، على من يحضرون مجالسه ، فقد يكون نمطاً ، متعدّد الأسماء والأشكال والصفات ! وقد يدرك أحد أفراد هذا النمط ، أنه مبتلى بشهوة الكلام ، وقد يصرّح ، لمَن حوله ، معتذراً ، طالباً ، من شهود مجلسه ، عدم مؤاخذته ، على الاستطرادات ، في حديثه ، مصرّاً ، في الوقت ذاته ، على عدم ترك أحد يتكلّم ، مهما كانت حاجات الناس ، إلى سماع آراء بعضهم ، ملحّة ، ومهما كان لدى بعضهم ، من قضايا مهمّة ، يودّ أن يعرضها ، على الحاضرين !
شهوة السماع : أمّا شهوة السماع ، فهي مختلفة ، جدّاً ، عن شهوة الكلام ؛ إذ لاتكون شهوة السماع موجودة ، إلاّ عند أنواع معيّنة ، من البشر، مثل:
طلبة العلم ، الذين يحرصون ، على اقتناص كلّ فرصة ، لسماع ماينفعهم ، في مجال علمهم!
وبعض عناصر الأجهزة الأمنية ، أو الإعلامية ، الذين أدمنوا سماع الأخبار والأفكار، من غيرهم ، ليبنوا عليها مواقف ، في عملهم الأمني ، أو الإعلامي! ومثل غير هؤلاء وأولئك ، ممّن يحرصون على السماع!
واجب القول : عندما يكون الكلام واجباً ، على بعض الأشخاص ، يصبح إسماعه للآخرين، مهمّة ضرورية ؛ سواء أكان الكلام ، في مجال التعليم ، أو الإخبار، أو إرشاد الناس ، إلى أنواع معيّنة ، من العمل المهمّ ، أو من القرارات المهمّة ، في مجالس عامّة ، أو خاصّة !
واجب السماع : وقد يكون السماع واجباً ، على بعض الأشخاص ؛ لأنهم مكلّفون به ، لعمل يخصّهم ، أو يخصّ غيرهم، من جهات معيّنة: سياسية ، أو أمنية ، أو اجتماعية ، أو إعلامية، أو تجارية .. أو نحو ذلك ! وفي هذه الحال ، لا يَترك صاحب الواجب العاقلُ ، واجبَه ، دون أن يؤدّيه ! فإذا عجز، عن أدائه ، في مجلس ، فيه بعض الثرثارين ، المبتلَين بشهوة الكلام ، أو أشباههم ، رتّب لقاءات لاحقة ، مع الناس ، الذين عليه واجب إسماعهم كلامَه !