الرئيسة \  مشاركات  \  المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الأخير)

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء الأخير)

24.11.2022
المهندس هشام نجار

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية (الجزء ١١ والأخير مع الملحق)


المهندس هشام نجار

أعزائي القراء..
بعد أن أوضحنا وبالتسلسل الزمني الخطوات التي تتبع من أجل تنفيذ إستراتيجية السيطرة على الامة العربية عن طريق إخضاع سوريا والعراق اولاً باستخدام جميع المليشيات المنضوية تحت سيطرة ايران واخرى منضوية تحت سيطرة الولايات المتحدة وإسرائيل ونموذجها مليشيا قسد ، نصل بهذه الحلقة إلى العقبات التي تصادفها هذه الاستراتيجية في إتمام خطواتها، وهذا لا يعني فشلها ولكن قد يعني تأخرها لتعديلها نتيجة لما تصادفه من تطورات دولية لم تكن محسوبة سابقاً وطرأت على الساحة الدولية مجدداً. وأهم هذه التطورات الحرب الروسية على أوكرانيا، وانشغال الولايات المتحدة وأوروبا بها. ومن السخرية أن العالم الغربي وقف صامتاً لفترة طويلة عن تمدد بوتين قيصر روسيا في محيطه الاوروبي وخارج محيطه حتى سيطر على شرق البحر الابيض المتوسط مهدداً أوروبا من الجنوب، ورغم ذلك كان اعتماد أوروبا على غاز روسيا بنسبة تبلغ ٨٠٪ بشكل جعلها أسيرة لغازها ،وأكثر من ذلك ساهمت المانيا في ميزانية خط غاز نورد ستريم ٢ دون اي نظر إلى مخاطر ذلك من احتكار روسيا لتقدم الاقتصاد الاوروبي عن طريق محاصرتها بتوريد الطاقة ، وحسب مركز الفكر الاقتصادي في بروكسل، فإنه ومع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، ارتفعت قيمة صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى الاتحاد الأوروبي قبل غزو أوكرانيا بحوالي ٥٠٠ مليون يورو يوميًا. وهذا ارتفاع من حوالي ٢٠٠ مليون يورو في شباط / فبراير. قبل غزو أوكرانيا ،.وتحتاج روسيا إلى أموال أوروبا، إذ بلغت عائدات روسيا من النفط والغاز في عام ٢٠٢١ حوالي ٩،١ تريليون روبلروسي، والتي تحولت في كانون الثاني / يناير من هذا العام إلى ١١٩ مليار دولار، حسبما ذكرت رويترز. ويشكل ذلك ٣٦٪ من ميزانية الدولة.
والآن ، وبعد العقوبات الغربية على روسيا فقد وقع الطرفان في ورطة ، فروسيا فقدت الكثير منالأموال لتنميتها واستمرار بناء قاعدتها العسكرية ،والأوروبيون سيعانون من أزمة طاقة لفترة سنتين على الاقل إذا لم يحدث أي تعديل في العلاقات الغربية الروسية .
لنتحول إلى السياسة :هذه الأزمة الحالية بالطاقة جعلت الولايات المتحدة و أوروبا تستجديان الدول التي أدعت انها ألد اعدائها ، وعلى رأس هذه الدول إيران و فنزويلا،
فبالنسبة لإيران ، فقد إستمرت ببيع غازها وبترولها للعالم دون حسيب او رقيب. وهذا ما ترغب به امريكا اليوم ، حيث تتجول ناقلات البترول الايرانية في جنوب شرق اسيا بالعشرات لتكون جاهزة لتأمين إحتياجات بعض الدول في تلك المنطقة من البترول ، كما أنها تغذي النظام السوري بمتطلباته من البترول بمرور ناقلاتها أمام العالم حيث تزودها بكميات قد تصل الى اكثر من ٣ ملايين برميل شهرياً لتغطية جزء من إحتياجات مناطق الاحتلال الأسدي وحزب الله في لبنان، رغم أن الكمية تبقى غير كافية إطلاقاً إلا أن هذا يعتبر مخالفة لعقوبات امريكا والأوروبيين على إيران.
أما بالنسبة لفنزويلا والتي تمتلك ثاني أكبر احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي في الأميركتين بعد الولايات المتحدة؛ إذ بلغت ٦،٣ تريليون متر مكعب، بنهاية عام ٢٠٢٠، وفقًا لبيانات شركة بيبي. فقد بدأ استجداؤها ومغازلتها بعد ان حوربت في عهد الرئيس ترامب حتى ظن ان تغيير النظام اضحى قاب قوسين أو أدنى.
ماذا يدل ذلك ؟
يدل على أن كل الكلام المعسول عن مقاطعة إيران والذي تم تصديره للحكام العرب عبر مئات الاقنية الفضائية والتصريحات السياسية هو ضحك على لحاهم ، فإيران تبقى الرديف الأساسي في تنفيذ إستراتيجية الحرب العالمية على الدول العربية وخاصة سوريا بمكونها المسلم العربي ،فمنذ وصول الرئيس بايدن للبيت الابيض ، لم يفرض أي عقوبة على النظام السوري وهو يشاهد. بأم عينيه المخالفات لعقوباته( وللعلم لم تشمل هذه العقوبات المواد الغذائية والطبية والاحتياجات الانسانية، رغم تشدق نظام الاسد بادعائه كذباً عكس ذلك ).
بينما حبوب المخدرات من الكبتاجون إخترقت اوروبا ودول الخليج العربي ، ومنذ استلامه لمنصبه في اليوم الأول رفع العقوبات على الحوثيين عملاء إيران في اليمن، حتى أن بايدن ضغط علىالسعودية للتخلي عن ميناء الحديدة على البحر الأحمر بحجة دواعي إنسانية، بينما الاسلحة واجزاء المسيرات الايرانية تصل للحوثيين عن طريق الميناء بلا انقطاع .إضافة إلى تأجيل مؤتمر فيينا المتعلق بالمفاعلات النووية الايرانية إلى أجل غير مسمى ، وامريكا تعلم أن هذه المدة المجمدة تستغلها إيران للاستمرار في تخصيب اليورانيوم للوصول إلى نسبة ٩٠٪ وهي نسبة كافية لانتاج السلاح النووي والذي يعتبر عامل مساعد في تهديد الأمة العربية والاستيلاء على مقدراتها.ومن هذه المعطيات نستنتج أن كل التكتيكات الامريكية والاسرائيلية بالتخلي عن إيران هي للضحك على العرب.
وبالرغم من أن السعودية وبعض دول الخليج قد فهمت هذه السياسة، ولكن الاوراق التي بيدها ليست قوية بما فيه الكفاية لتغييرها حتى باستعمال سلاح النفط، حيث امريكا والغرب يستطيعون تأمين البديل ولو بمعاناة لفترة زمنية محدودة .
نعود لسوريا .
هل هذه التغيرات العالمية تنعكس على الحالة السورية؟.
الجواب نعم ،قد تؤخرها ،ولكن لا تلغيها، ولازالتها يقتضي :
- اتفاق تركي عربي ( ولا ادري اذا كان ذلك ممكنا ) على دعم الثورة السورية بتوحيد فصائلها وتسليحها وتوحيد استراتيجيتها مبعدين كل المندسين في هذه الفصائل وتركها تحت قيادة عسكرية سورية وطنية لها حق التشاور مع الدول الداعمة لها وليس لهم حق توجيهها.مع تامين رواتب لمنتسبيها بما يضمن معيشة عوائلهم بكرامة .
- اعادة هيكلية قيادة الائتلاف وتشكيل جسم وطني متجانس له حق المشاورة مع الدول الداعمة ( ان وجدت ) و له قوة التنفيذ.
- مراقبة المساعدات الواصلة لسوريا وخاصة للمخيمات من قبل جهة وطنية مؤتمنة لها القدرةعلى المحاسبة.
- تنظيف المناطق المحررة من العملاء تماماً وفرض النظام فيها بقوة عسكرية صارمة مع قضاءعادل معتمد .
- عدم التخلي عن مطالب الثورة في ازالة هذا النظام المجرم من جذوره لبناء دولة ديموقراطية حديثة.
- تطوير صناعة السلاح المحلي، فالاعتماد على الغير.. غير مضمون بتاتاً .
- اختبار قائد وطني معتمد ذو كاريزما لقيادة الثورة كما فعل المعارضون الايرانيون باعتمادالسيدة مريم رجوي زعيمة للثورة الايرانية .
- جعل السياسة والمقاومة سلاحان متكاملان لاينفك احدهما عن الاخر .
 - بقاء الباب مفتوحا لكل مايستجد من أمور لدراستها في حينه، وإعطاء حلول لها بما يتفق مع مبادئ الثورة السورية .
أعزائي القراء ..
المخطط الاستراتيجي ضدنا مازال مستمراً ، والحلول العشوائية لم تعد تجدي . والبقاء علىالهامش لم يعد يفيد ، وبقاء العملاء بيننا يجب التخلص منه .
ما اقترحته أعلاه قد يكون في بعض بنوده صعوبة في التنفيذ ، ولكن علينا العمل دون توقف ،فبدون العمل لن نستطيع ايقاف اخطر مشروع على تفتيت الأمة العربية من قبل إيران وإسرائيل وحلفائهما المستترين والظاهرين،
واذا اضفنا لكل ماذكرته اعلاه الصمت العالمي على مجازر المسلمين الروهينغا في ميانمار ،والاعتداءات الهندية المنظمة على مسلمي الهند ، اضافة الى محاصرة الصين لمسلمي الأويغور، والصمت العالمي لكل هذه المجازر ، فهذا دليل واضح على تشعب الحرب على المسلمين عامة في دول العالم.
بقي من هذا الكتاب ملحق بعنوان هدف المؤامرة : حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل اشرت فيه إلى مايلي :
أعزائي القراء ..
عدد يهود العالم بتقدير دقيق ١٤ مليون نسمة ، ٦ ملايين منهم يعيشون في فلسطين المحتلة ، والباقي موزعون حول العالم . من هذه الإحصائية نستطيع القول أن اعدادهم قليلة مقارنة بالشعوب الاخرى ، ولكن نفوذهم كبير وخاصة في منطقتنا العربية حيث تستغلهم الدول الكبرى والصهيونية العالمية من أجل تشرذم أمتنا العربية والسيطرة عليها بوضع حكام على قياسها . باختصار شديد إسرائيل لا تستطيع التمدد عسكريا ً لتصل إلى الفرات أو النيل لقلة اعدادها ، لذلك هي تسعى لزرع عملائها في تلك المناطق .وقد استطاعت الوصول إلى كردستان العراق بتغذية الحركة الانفصالية للبرزاني منذ أيام حكم الرئيس المرحوم صدام حسين ،وهناك وثائق سرية تكشف دورها في كردستان العراق،تحدث عنها الكاتب الصهيوني شلومو نكديمون في كتابه "الموساد في العراق ودول الجوار" شرح فيه العلاقات والتعاون العسكري لـ"حركة" مصطفى البرزاني مع "الموساد" في إقليم كردستان شمالي العراق،
 ويشير الكاتب أن تغلغلها في شمال العراق كان من أجل استخدام أكراد العراق جسراً للعبور نحو دول الجوار مثل سوريا وتركيا.
واليوم تستميت الولايات المتحدة والدول الأوروبية والكيان الصهيوني في دعم مليشيا قسد الكردية الارهابية اليسارية الشيوعية النزعة في دعمها عسكرياً وسياسياً من أجل تأسيس كيان واحد في شمال سوريا وجنوب تركيا للسيطرة على منطقة الفرات ( ولايهم التوجه الشيوعي لهذه المليشيا ، فهذه اختراعات صهيونية ماسونية منذ تأسيس الإتحاد السوفيتي)، فالمخطط إذن هو سقوط المنطقة الغنية بالموارد بيد إسرائيل مع توحيدها بمنطقة كردستان العراق لتصبح المقولة (حدودك يا إسرائيل من الفرات الى النيل) حقيقة واقعة.
اعزائي القراء ..
تعجب الكثير منا عندما عارضت امريكا والكيان الإسرائيلي إعلان البرزاني منذ عامين عن استفتاء لتأسيس دولة مستقلة في شمال العراق، وقد يزول العجب عندما نعرف ان المخطط الصهيوني الغربي هو أشمل من تأسيس دولة كردية في شمال العراق ، إلى تاسيس دولة كردية مترامية الاطراف في العراق وسوريا وتركيا تبتلع منطقة واسعة بقيادة اسرائيلية صهيونية وغربية ، فوجود الأسد حتى الآن على كرسي ولو مهزوز في سوريا ، وتأسيس عراق تتحكم فيه الصفوية الايرانية، ولبنان المسيطر عليه ايرانياً ومصر التي اسقطوها تحت حكم السيسي . كل ذلك خدمة لمشروع إسرائيل الكبرى والتي تنادي به علنا ً بلوحة موضوعة في الكنيست الاسرائيلي .
إن اقتلاع هذا المشروع الصهيوني من جذوره لن يتم إلا بدعم تركيا عسكرياً وسياسياً لفصائل وطنية معارضة من أجل تاسيس جبهة واحدة ، و لينسى المسؤولون الأتراك تصريحاتهم بالتقارب مع النظام الاسدي ، فهم على علم تام ان نظام الأسد وعصابات قسد يشربون من ماء آسن مصدرها إسرائيل لتمزيق المنطقة برمتها بما فيها تركيا، و ما تدريب عسكر اوجلان في منطقة البقاع اللبنانية وتحت أنظار إسرائيل في عهد المقبور حافظ أسد إلا برهان على حجم المؤامرة على المنطقة العربية وتركيا معاً.
وعلى السوريين الإعتماد بعد الله على أنفسهم، فالمؤامرة علينا مازالت في منتصف الطريق.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) .
والله الموفق.